عالجت الجمعية العلمية جيهماب بجاية بالتنسيق مع المسرح الجهوي لبجاية عرض مسرحي تاريخي من إخراج عمر فطموش و تطرقت من خلاله إلى إحدى الشخصيات العالمة التي تعد من كبار العلماء بالعالم الإسلامي " أبو الفضل مشدالي الزواوي " في الفترة (1419-1465) للتشهير به في هذا المشهد المسرحي الذي تفاعل مع الخشبة يوم الخميس الماضي بدار الثقافة عبد القادر علولة عن طريق التجربة العلمية التي كشفت خبايا الرجل الذي تم إختياره وإدراجه كونه غير معروف رغم انه درس بتلمسان و تنقل مابينها و بين بجاية التي حكمتها علاقة وطيدة في نشر العلم وإتساع رقعة العلماء خصوصا في الرياضيات و المنطق و غيرها من العلوم المختلفة المناهج و المذاهب التي إنتشرت بأشهر مراكز العلم والمعرفة الخمسة في شمال إفريقيا بمراكش و فاسوتونس. وإعتمدت الجمعية في عرضها هذا على التشويق وجمالية النص لشرح شخصية المشدالي بالكتابة الدرامية و من تمة إيصال العمل للجمهور بصفة واضحة تثير حكاية العالم الذي ساهم في نشر التقاليد العلمية للمغرب الكبير في الشرق أثناء وجوده بمقره يجامعة الأزهر الشريف بالقاهرة أين قام بوضع قاعدة جديدة في الميدان بتفسير القرآن و إعتماده على تطابق الآيات والسور القرآنية في التنزيل العزيز الحكيم و أدخلت الجمعية في العرض المسرحي سمة مميزة جذابة ،بحيث وضعت امام الجمهور مداحين (2) يجوبان القاعة لجلب إنتباه النص بأفكار تاريخية وعلمية يستوعبها المتفرج بسرعة ويفهم قصة المشدالي التي تتحدث عن الغرائب التي واجهها العالم في رحلاته من تلمسانوبجاية وبالباخرة التي كانت تقله إلى تونس و منها إلى الأزهر وما كان يلقيه للعامة من المتعلمين الذي قال لهم "أتركوني أرفعكم إلى القمر و لا تجعلوني أهبط بكم للقبر" بمعنى تفهموا تقليدي العلمي مثلما أشير له ولا أريدكم الحط من مستوايا وقد وصل الأمر أنه من العلماء الذين يتباهون بأنفسهم . إن العرض المسرحي تم مزجه بالشعر الملحون و القصيد و لغة جذابة سالبة للنص بالإضافة للموسيقى و الكلمات التي تتغنى بتلمسان حاضرة العلم بالإعتماد على فرقة أحباب الصادق بجاوي لأن المشدالي تابع دروسه على يد بن زاغو و إبن مرزوق بالمدرسة اليعقوبية التي سمحت لبعض العلماء بفهم تفاسير القرآن و كان من معاصري مشاييخ و علماء التوحيد و الرياضيات أمثال القلصادي الأندلسي (1412 و 1486) ومحمد بن يوسف السنوسي التلمساني (1426و 1490). و شارك في العرض المسرحي أزيد من أربعين كوميدي وممثل داعبوا الخشبة حسب توثيق النص التاريخي لهذه الشخصية العلامة التي جهلها الكثير من أهل التاريخ والثقافة ولم يتم التعرف حتى على قبره الذي تضاربت فيه الأمكنة لتعداد المشاذلة وحسب الجمعية أنه دفن بعين تاب بتركيا ويعتبر ثالث مشدلي بعد عبد الناصر و أبى عمران الذي يوجد ضريحه بوسط مدينة تلمسان وبالضبط بمحاذاة مقر مديرية التربية القديمة.و للعلم أن جمعية جيهماب طرحت هذا المشروع على المسرح الجهوي لبجاية بغية تحسين صورة العلوم في الوسط الإجتماعي كون مختلف المفاهيم الرياضية تظهر بتسمية و كتابة الأعداد الأكثر إستعمالا في البلدان الإسلامية بتنوع طرق حسابها في ذلك العصر .