تدخل تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' شهرها السادس من النشاطات والمحطات الإبداعية في مختلف مشارب الثقافة والفن، حيث تتواصل مختلف الأنشطة المسطّرة خصيصا للتظاهرة من أيام ثقافية دولية، عروض مسرحية وأخرى سينمائية، وكذا جولات فنية، لتمنح دفعا أكثر لها بعد شهر رمضان الذي شهدت خلاله التظاهرة نوعا من الفتور. يتواصل خلال شهر سبتمبر الجاري معرض ''قلعة بني حماد، قبس من التاريخ'' الذي يتطرّق إلى عاصمة الدولة الحمادية، التي كانت واحدة من الحظائر المعروفة القوية في كامل شمال إفريقيا، وتعتبر رمزا لرخاء وثراء الدولة الحمادية، حيث يتزيّن به بمتحف الفنون والتاريخ بوسط مدينة تلمسان منذ شهر جويلية الفارط. ويحوي المعرض الآثار والبقايا المكتشفة في قلعة بني حماد، والتي جيء بها من المتاحف الوطنية لسطيف، قسنطينة، الجزائر ومتحف الموقع بالقلعة، وقسّم إلى 8 أجنحة رئيسية، عرضت فيها مختلف اللوحات والمجسّمات والبقايا المكتشفة، وقد تمّ تخصيص كلّ جناح للمتجانسات التي تنتمي إلى عائلة واحدة، فالطابق الأرضي خصّص للآثار المكتشفة من بقايا وجدران القلعة، إضافة إلى مجسّمات القصور وجسم المسجد ومنارته. وضمن قسم التراث الثقافي غير المادي والكوريغرافيا، تستعد احتفالية تلمسان الثقافية خلال هذا الشهر للوقوف عند ''تاريخ الموسيقى الأندلسية'' من خلال معرض يؤرّخ لهذا الفن وكذا موائد مستديرة ونقاشات تثري النقاش حول الأندلسي وجذوره وكذا امتداداته. مسرحيا، سيعرف شهر سبتمبرالجاري، تقديم المسرح الوطني الجزائري ''محي الدين بشطارزي'' لمسرحية ''الشهداء يعودون هذا الأسبوع'' وذلك أيام 8 ,7 و9 سبتمبر الجاري، وكتب نص المسرحية الروائي الطاهر وطار عام 1973 نشرت أوّل مرة في بغداد عام ,1974 قبل أن يعاد نشرها في الجزائر عام ,1980 أخرجها للمسرح زياني شريف عياد وحازت على ''التانيت الذهبي'' لأيام قرطاج المسرحية عام .1987 وتعكس هذه المسرحية جملة من السلبيات، حيث كتبها وطار لتحكي حال الجزائر بعد الحرب، حيث يطرح سؤالا افتراضيا فحواه كيف سيتصرّف الناس لو عاد الشهداء إلى الحياة؟ وكيف سيستقبلونهم؟ ليفضح عبر هذا الافتراض كيف يتكسّب الناس من دم هؤلاء، وليصل إلى القول ''لا أحد يرحّب بعودتهم، لا المخلص ولا الانتهازي، لا المناضل ولا الخائن''. كما سيقدّم المسرح الجهوي لبجاية مسرحية ''المشدلي زواوي في تلمسان'' عن نص لجميل عيساني وإخراج عمر فطموش، وهي ذات طابع تاريخي معرفي، تتطرق لحياة ومسار العلامة ''أبو الفضل الزواوي''، حيث ترصد المسرحية في ساعة وعشرين دقيقة، مسار وحياة العلامة والفقيه الزواوي، الذي انتقل في القرن 14 إلى15 ميلادي، من بجاية إلى تلمسان. العمل الذي يعرض أيام 22 ,21 و23 سبتمبر الجاري، يقدّم باللغة العربية الفصحى وتمّ تأليفها بعد بحث دقيق لجميل عيساني في الوثائق التاريخية للعلامة، ليقتبسها ويخرجها للمسرح عمر فطموش، وللإشارة، يعتبر المشدالي من علماء الجزائر الأمازيغ الذين قدّموا إسهامات معتبرة في الثقافة العربية الإسلامية بالمغرب الكبير، وولد بمنطقة مشدالة، وتعلّم في مسقط رأسه، ثمّ التحق بعاصمة الشرق آنذاك بجاية، التي كانت في أوجّ عطائها الفكري والعلمي، وهناك التقى بطلبة ومسافرين، حدّثوه عن تلمسان ووصفوا له جمالها، قوتها ومكانتها العلمية والحضارية والتاريخية، فقرّر الانتقال إليها للنهل من معارفها والتعلّم على يد مشايخها من بينهم السنوسي، ثم رحل بعدها إلى مصر، حيث أصبح من أهم مدرسي الأزهر وقدّم دروسا هناك في الفقه والشريعة. وبالمركز الدولي للصحافة لتلمسان ''رشيد بابا أحمد''، وكما جرت عليه العادة كل يوم أربعاء منذ بداية مارس، سيتم خلال شهر سبتمبر عرض فيلمين وثائقيين ضمن الفعاليات السينمائية لهذه التظاهرة، إذ سيعرض في الواحد والعشرين من الشهر الجاري الفيلم الوثائقي ''مساجد تلمسان في عهد المرابطين وخلفائهم'' للمخرج كمال بوعلام، يليه ''على خطى الشيخة طيطمة'' لمينة كسار، وذلك في الثامن والعشرين سبتمبر الجاري. وبعد الأيام الثقافية لجمهورية بولونيا، تحلّ من السابع إلى العاشر سبتمبر الجاري الجمهورية الأندونيسية ضيفة على ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' ليأتي الدور على جمهورية السودان من السابع عشر سبتمبر إلى العشرين منه، وتتزامن الأيام الثقافية السودانية مع الأيام الثقافية للولايات المكسيكية المتحدة التي ستشمل وهران، مستغانموتلمسان، ومن الثاني والعشرين سبتمبر إلى الخامس والعشرين منه، تحلّ دولة الكويت ضيفة على تلمسان، فاسحة المجال بعد ذلك لجمهورية غينيا من التاسع والعشرين سبتمبر إلى الثاني أكتوبر المقبل. هذا دوليا، أمّا على صعيد الأسابيع الثقافية الوطنية وبعد تندوف، إيليزي، أدرار وتمنراست، تحلّ الجزائر، البليدة وتيبازة ضيوفا على الجوهرة من التاسع إلى الثاني عشر سبتمبر الجاري، وتنزل كلّ من المدية، الشلف، عين الدفلى والجلفة ضيفات على جوهرة الغرب الجزائري من الثالث والعشرين إلى السادس عشر سبتمبر الجاري، لتقدّم أبهى ما يحملها تراثها الثقافي والحضاري الضارب في التاريخ. برنامج الجولات الفنية لشهر سبتمبر وعلى غرار الأشهر الستة الماضية، يحمل الكثير من الحفلات التي يحييها كوكبة من الفنانين الجزائريين كغاني الدزيري، نادية بارود، رابح عصمة، كاميليا نور، قاسم، الشاب وسيم، بوجمعة أقراو، صبرينة فرح، فريد باق، الشاب نسيم، أصيلة، وجاني نوارة، سفيان داي، سمير فارس، ندير لغريبي، الشيخ نعام، بلقاسم بوثلجة، رشيد تومي، فيصل رحماني، رشيد قطاف، العربي جديد، عبد الرحمان غزال، الشاب زكي، خالد عماري، مراد جعفري، رحيمة خلفاوي، أسماء جرمون، أنور تساباست وعايدة عدة وغيرهم، وذلك إلى جانب فرق ''بوليفان''، ''الكاهنة''، ''ب.ب. بلو''، ''ديوان البهجة''، ''جيل الثورة''، ''الوصال''، ''كاميليون''، وكذا ''مهسة''، ''العود''، ''نوبة الخلاط''، ''عنصر البيان''، ''الرفدة''، ''أشعار الحضنة''، وغيرهم ممن سيمتعون جمهور تلمسان، عين تيموشنت، وهران، سيدي بلعباس، سعيدة، البيض، معسكر، النعامة، بشار وتندوف.