يشتغل المسرح الجهوي لبجاية، في إطار تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، على مسرحية جديدة، ذات طابع تاريخي معرفي، تحمل عنوان ''المشدلي زواوي في تلمسان'' تتطرق لحياة ومسار العلامة ''أبو الفضل الزواوي''. ترصد المسرحية، حسب مدير مسرح بجاية، عمر فطموش، في ساعة وعشرين دقيقة، مسار وحياة العلامة والفقيه ''أبو الفضل الزواوي''، الذي انتقل في القرن 14 إلى 15 ميلادي، من بجاية إلى تلمسان. كما أشار المتحدث إلى أنها تقدم باللغة العربية الفصحى وتم تأليفها بعد بحث دقيق لجميل عيساني في الوثائق التاريخية للعلامة، ليقتبسها ويخرجها للمسرح عمر فطموش، بينما يقوم بالدور الرئيسي كل من رفيق فطموش وفريد شرشاري، ويؤدي دور السنوسي فوزي بايت، ودور ''ابن البناء'' الممثل رشيد معامرية، ''احمد بن زكري'' الممثل بلقاسم كيوان وغيرهم. للإشارة، يعتبر المشدلي من علماء الجزائر الأمازيغ الذين قدموا إسهامات معتبرة في الثقافة العربية الإسلامية بالمغرب الكبير. وولد بمنطقة مشدالة التابعة اليوم إداريا إلى دائرة ''مايو'' ولاية البويرة، وتعلم في مسقط رأسه، ثم التحق بعاصمة الشرق آنذاك بجاية، التي كانت في أوج عطائها الفكري والعلمي، وهناك التقى بطلبة ومسافرين، حدثوه عن تلمسان ووصفوا له جمالها، قوتها ومكانتها العلمية والحضارية والتاريخية، فقرّر الانتقال إليها للنهل من معارفها والتعلم على يد مشايخها من بينهم السنوسي. ثم رحل بعدها إلى مصر، حيث أصبح من أهم مدرسي الأزهر وقدم دروسا هناك في الفقه والشريعة. يذكر أن البرنامج العام لمسرح بجاية يشمل، إضافة إلى المساهمة في تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، التحضير لأربع مسرحيات جديدة، منها ثلاثة للكبار، الأولى عنوانها ''دار السلطان عالية'' للمخرج حسن عزازني بالعامية الجزائرية والثانية موسومة ب''اخامنطيس'' للمخرج جمال عبدلي بالأمازيغية يتم العمل عليها نهاية مارس، أما آخرها فهي مسرحية ''خندق الموت'' لصاحبها يوسف تاعويت وهي عن مسرح القليعة.