مرت يوم الثاني نوفمبر الجاري مائة عام على وعد بلفور المشؤوم الذي يمثل قمة الغدر والخيانة ونكث العهود والمواثيق الدولية واخلاف الوعود والتآمر على الشعب الفلسطيني الموضوع تحت الانتداب البريطاني لتهجيره واخراجه من ارضه ومدنه ومؤسساته وفتح الأبواب امام يهود العالم لإقامة وطن لهم في فلسطين العربية الإسلامية وتشريد وقتل أهلها وبدل ان تقدم الحكومة البريطانية اعتذارها للشعب الفلسطيني المظلوم والمقهور أعلنت رئيسة وزرائها عن افتخارها بمساهمة بريطانيا في قيام دولة إسرائيل الصهيونية العنصرية دون حياء أو خجل من ماضي بلادها المخزي والتي حرضت العرب بقيادة الشريف حسين للثورة على الخلافة العثمانية التي كانت تحميهم وتدافع عنهم وقد وعدته بالاستقلال في اطار مملكة عربية يحكمها مع أولاده وفي نفس الوقت عقدت مع فرنسا معاهدة سايكس بيكو لاقتسام البلدان العربية واحتلالها وفي الثاني نوفمبر 1917 وجه وزير خارجيتها ارثر جيمس بلفور رسالة الى الحركة الصهيونية والمعروفة بتصريح بلفور او وعد بلفور حسب الدعاية الصهيونية يعد فيها بإقامة وطن لليهود في فلسطين وقد سلمها للملياردير اليهودي اللورد روتشيلد جاء فيها (( ان حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف الى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية ,,,وسأكون ممتنا اذا ما احطتم الاتحاد الصهيوني علما بهذا التصريح )) ان صك الانتداب الذي منحته عصبة الأمملبريطانيا كان الهدف منه السهر على مصالح الشعب الفلسطيني والاخذ بيده من اجل الاستقلال وإقامة دولة خاصة به لكن بريطانيا الاستعمارية خالفت ذلك وعملت بمكر وخداع على إقامة دولة لليهود على حسابه وترفض ان تعتذر له خوفا من المطالبة بالتعويضات الكبيرة على الخسائر الجسيمة والكوارث التي سببتها له والمؤسف ان تستغل الذكرى المئوية لتفتخر بجرمها لكن هذا هو الاستعمار وتلك اخلاقه المبنية على الغدر والنفاق والتسلط على الضعفاء