لا يكاد يمر موسم كروي ببطولتنا الكروية بدون أن تميزه ظاهرة من الظواهر السلبية ، حيث انتشرت خلال الموسم الجاري ظاهرة العنف اللفظي بشكل أكبر مقارنة بالمواسم الفارطة ، والتي تمس بالدرجة الأولى حراس المرمى أثناء تنفيذهم لضربة 5 أمتار و50. ولعل أكثر المتشائمين لم يكن يتوقع أن تمتد هذه الظاهرة لتشمل حراس مرمى المنتخب الوطني ، مثلما حدث مع شاوشي خلال مباراة نيجيريا بملعب قسنطينة ضمن تصفيات مونديال 2018 ، ورحماني خلال ودية أفريقيا الوسطى بملعب 5 جويلية. يحدث هذا في وقت تقدم فيه جماهير مختلف الأندية والمنتخبات الأوربية صورا راقية في المناصرة ، بعيدا عن السب والشتم ، حيث تعبر عن عدم رضاها من خلال تعليق لافتات. وقال جل حراس المرمى الذين تحدثنا إليهم أنهم تعودوا على هذه الظاهرة وصاروا لا يبالون بها ، فيما يرى تقنيون أن أي حارس مرمى سيتأثر بهذه الهتافات سلبا وسينعكس عليه ذلك من خلال أدائه في المباراة. وبالرغم من أن سب اللاعبين وحراس المرمى لا مبرر له ولا يمكن بأي حال من الأحوال إيجاد حجة له ، إلا أن العديد من العوامل قد تساهم في تأجيج الظاهرة وتغذيتها ، على غرار فتح أبواب المدرجات في أوقات جد مبكرة وغياب أبسط الضروريات بملاعب الوطن من خدمات وغيرها ، على عكس ما نراه في الملاعب الأوربية على سبيل المثال ، أين تفتح الأبواب دقائق معدودة قبل المباريات وأين تتوفر مختلف الخدمات لصالح الجماهير الحاضرة. كما قد تلعب الآفات والمشاكل الإجتماعية دورا في انتشار ظاهرة العنف اللفظي ببطولاتنا الوطنية ، في حين يجهل مرتكبو العنف اللفظي أن القانون الجزائري يعاقب مثل هذه التصرفات ، حيث يرى متتبعون أن العنف اللفظي الذي يستهدف اللاعبين وحراس المرمى قد يتراجع أو يزول نهائيا إذا طبق القانون في حق مرتكبي هذه المخالفة. كما يلعب الرجوع إلى الدين والتحلي بالأخلاق دورا حاسما في القضاء على الظاهرة ، لكن حملات التوعية وخطب الأئمة بالمساجد لم تأت أكلها إلى حد الآن ، في انتظار حلول أخرى.