أشاد وزير المجاهدين الطيب زيتوني الخميس بالجزائر العاصمة بمسار وانجازات المؤرخ والمفكر أبو القاسم سعد الله في الذكرى الرابعة لوفاته. وقال الوزير خلال ندوة خصصت لتكريم المؤرخ أبو القاسم سعد الله بحضور أساتذة في التاريخ ومجاهدين وأسرة الفقيد, أن هذا "المجاهد والمناضل خريج المدرسة الجزائرية الأصيلة ترك إعمالا وإنجازات أدبية وعلمية وتاريخية لا يتسع المقام لذكرها", واصفا اياه ب"الأديب البارع والمترجم الكبير والاستاذ المكون والموجه والباحث". وأضاف السيد زيتوني أن أبو القاسم سعد الله "أولى عناية كبيرة للتاريخ الوطني عامة وللتاريخ الثقافي بصفة خاصة بإصداره لمجموعته الموسوعية "تاريخ الجزائر الثقافي" بالإضافة الى أبحاث في تاريخ الجزائر وأطروحته للدكتوراه حول الحركة الوطنية الجزائرية". وأوضح السيد زيتوني أن الراحل أبو القاسم سعد الله بذل "جهودا كبيرة" في تحقيق المخطوطات من التراث الجزائري وترجمة العديد من المؤلفات الأجنبية, مشيرا الى أن وزارة المجاهدين "بوأته المكانة التي تليق بفكره من خلال طبع كل أعماله وتوزيعها على كل المؤسسات الجامعية ومراكز البحث والمكتبات عبر مختلف ربوع الوطن". وبنفس المناسبة, دعا السيد زيتوني الاساتذة والباحثين الى أن "يبادروا بكل ما من شأنه تدعيم مجالات البحث التاريخي وإحداث الوثبة النوعية بالعمل المنظم والمتواصل". وفي ذات السياق, ذكر وزير المجاهدين بالإصلاحات العميقة التي بادر بها رئيس الجمهورية, السيد عبد العزيز بوتفليقة, حول الذاكرة الوطنية والتاريخ, مما جعل المجتمع "يعيش اليوم في أمان واطمئنان". وأضاف أنه بفضل هذه الاصلاحات, فان الجزائر تعرف "صحوة تاريخية أكيدة المعنى وثابتة البيان", وهذا يعتبر في حد ذاته --مثلما قال-- "إخلاصا ووفاء لبيان أول نوفمبر 1954 ولتضحيات الشهداء الأمجاد". وأبرز الوزير أن هذه الندوة تندرج في اطار الأبواب المفتوحة على المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 وهذا في سياق "المحافظة على الذاكرة الوطنية وتمكين أجيال الشباب من معرفة تاريخ الثورة التحريرية المجيدة".