شهدت نحو ألف مدينة عبر العالم تحركات شعبية واسعة احتجاجا على السياسات الاقتصادية العالمية التي تكرس الاستغلال والجشع ضد ملايين البشر. وكانت أعنف الاحتجاجات في إيطاليا حيث اشتبكت الشرطة مع مئات المتظاهرين في العاصمة روما خلال احتجاجات على السياسات الاقتصادية العالمية وعلى أداء الحكومة في معالجة الأزمة الاجتماعية التي خلفتها. وقد تجاوب الآلاف حول العالم مع دعوة "الغاضبين" للتظاهر السبت في اليوم الأول للتعبئة الاحتجاجية على تدهور الأوضاع الاقتصادية وهيمنة رأس المال. وتحت شعار "يا شعوب العالم انهضوا" و"انزل إلى الشارع"، و"اصنع عالما جديدا"، دعا "الغاضبون" إلى التظاهر في 951 مدينة في 82 دولة حسب موقع "15 أكتوبر"، وذلك احتجاجا على الوضع الاقتصادي الهش الناشئ عن الأزمة الاقتصادية العالمية وسلطة رؤوس الأموال. وجاء في بيان لحركة 15 أكتوبر "من أميركا إلى آسيا وأفريقيا وأوروبا، تنتفض الشعوب مطالبة بحقوقها وبديمقراطية حقيقية" وأن "القوى تعمل لمصلحة أقلية متجاهلة إرادة الأغلبية الكبيرة، ولا بد أن يزول هذا الوضع الذي لا يطاق". وبعد خمسة أشهر لميلاد هذه الحركة، اختار "الغاضبون" أماكن تحمل رمزية كبيرة في الاقتصاد العالمي مثل وول ستريت في نيويورك وحي "سيتي" المالي في لندن والبنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت، حيث تجمع 6000 شخص على وقع صيحات "لن نبيع مستقبلنا للبنك المركزي الأوروبي". وقالت وكالات الصحافة إن الشرطة الأميركية اعتقلت عشرات المحتجين في ساحة تايمز سكوير بعد مسيرة وول ستريت، ونقلتهم بشاحنات تتبع لها. ونزل "الغاضبون" إلى الشوارع في مختلف أنحاء أوروبا، ففي لشبونة، تجمع نحو 50 ألف شخص من مختلف الأعمار على وقع هتافات "فليخرج صندوق النقد الدولي"، ولافتة كتب عليها "أوقفوا الترويكا" في إشارة إلى دائني البرتغال (الاتحاد الأوروبي، والبنك المركزي الأوروبي، وصندوق النقد الدولي). وفي هولندا، تظاهر نحو ألف شخص في لاهاي وعدد مماثل عند ساحة البورصة في أمستردام. كما تظاهر نحو ألف شخص في ساحة باراديبلاتز في زيوريخ أبرز مراكز قطاع المال في سويسرا، في حين تجمع بضع مئات من "الغاضبين" في العاصمة الفرنسية باريس. وفي العاصمة الإسبانية مدريد -حيث ولدت هذه الحركة الاحتجاجية في 15 ماي الماضي- انطلق عشرات الآلاف من شوارع فرعية في اتجاه ساحة بويرتا ديل سول التي تحمل رمزية كبيرة. وكان المتظاهرون قد احتلوا تلك الساحة على مدى شهر في الربيع. وكتب على إحدى اللافتات الكبيرة "المشكلة هي في الأزمة، قم وانتفض". وأشار المتحدث باسم "الغاضبين" في إسبانيا جون أغويري إلى أن توسع الحركة "يدل على أنها مسألة لا تخص إسبانيا وحسب بل العالم أجمع، لأن الأزمة عالمية، الأسواق تتحرك على مستوى عالمي". وفي لندن -حيث وقعت مواجهات محدودة مع الشرطة البريطانية في فترة الظهر- تجمع 800 "غاضب" في حي "سيتي" المالي، وتلقوا دعما غير معلن مسبقا من مؤسس موقع "ويكيليكس "جوليان أسانج. وأثار وصول أسانج فرح الحضور، مع العلم أنه قيد إطلاق سراح مشروط قرب لندن بانتظار ترحيله المحتمل إلى السويد حيث يلاحق بتهمة الاغتصاب.