الإرهاب، آفة أصبحت تهدد المجتمعات والدول، بعبورها للقارات دون سابق إنذار، هذه الآفة لم تستثن أحدا من الأشهاد، بلدان برمتها، قويها وضعيفها، مازالت تعاني من الظاهرة التي، لم تشأ من العدم، إن لم تكن هناك عوامل مؤثرة في نموها، وأخذها للأحجام الخطيرة. الفقر، وتدهور المستوى المعيشي للشعب، وتنامي الجريمة المنظمة، المرتبطة، بالمخدرات، وتجارة الأسلحة، كلها حليمات مغذية للإرهاب، لأن أية ظاهرة إجتماعية لا تبرز بمعزل عن المسببات، لتدخل في جدلية الصراع من أجل البقاء.. لكلن الجزائر كبلد، إكتوى بأتون الإرهاب، وضعت إستراتيجية لدحره، تعتمد على المقاربات الثلاث المعروفة، الأمنية والسياسية والإجتماعية، مقاربة شاملة نافحت عنها الجزائر في كل المحافل الدولية، لتضم كل البلدان صوتها إلى صوتها من حيث إعتناق النظرة الجزائرية في معالجة الإرهاب. اليوم، ونحن نرى، ما تقترفه الآلة الإرهابية من جزائر في كل أصفاع العالم، تستوقفنا، نداءات الجزائر، منذ أزيد من عشرين، القاضية بوجوب، بروز جبهة عالمية، متكتلة تتجاوز الخلافات السياسية بين الدول، لتجابه عدو لدود واحد للإنسانية، وهو الإرهاب الأعمى، الذي لم يسلم من براءته نسل ولا حرث. مالي، ليبيا، اليمن، مثالا لا حصرا، عن المعاناة، والتخريب الذي يطال هذه البلدان، تاركا من ورائه آثارا وخيمة على الفكر والجسد.