يستمتع محبو الفن التشكيلي في رحلة عبر اللوحات الفنية للرسام مراد بلمكي المعروضة بمتحف الفن الحديث و المعاصر بوهران إلى عالم "دار الدباغة " الذي يعد فضاء تراثي في صناعة الألوان كونها خامة طبيعية يعود تاريخها منذ القدم. ويجعل بلمكي من فن "الدباغة " الذي يعتبر تراثا مشتركا بين مختلف البلدان العربية محورا في تجربته الفنية تكتسي لغة بصرية تجتمع فيها الأصالة و والمعاصرة و تحمل رؤية فلسفية وأنثروبولوجية بغية تثمين هذا النشاط الحرفي الموغل منذ القدم على حد تعبيره . وتستلهم أعماله التي تتجاوز 20 لوحة من سحر ألوان برك "دار الدباغة " التي تعيد لهذا التراث جماله ليعزز مكانته في ذاكرة المتلقي وإعادة صياغته في صورة فنية متجددة بعيدا عن بهرجة الألوان كما أضاف بلمكي لافتا " أن الدباغة اعتبرها تياري الفني أحاول من خلاله اعطاء لهذا التراث بعدا جماليا عالميا أساسه الصدق في التلوين". وفي بحث تشكيلي متواصل لعدة سنوات استمد ذات المبدع أفكار مواضيع لوحاته من المجتمع المحيط ب"دار الدباغة " التي كان يزورها بمنطقة تلمسان والتي لا تزال منقوشة في ذاكرته وفق ذات الرسام مبرزا في ذات السياق " لقد ركزت على فصول ومشاهد من حكايات " الدباغين " بسلبياتها و ايجابياتها و صنعت من واقعهم لوحات فنية تحمل عبق تاريخ صناعتهم ". ويظهر جليا تلك الألوان المنتقاة بدقة ومهارة والتي جعل لها دورا أساسيا و فاعلا في تصميم اللوحات على غرار تلك التي تحمل عناوين " في الحقول " و " التوقعات و" قصة أرض " و " فشطة" و" أيقونات " و " مابين الفصول "تاركا للمتلقي فسحة التأمل و التأويل. وقد شارك مراد بلمكي المتحصل على شهادة ليسانس في الفنون التشكيلية ودرس الفن التشكيلي بثانوية " حمو بوتليليس " بوهران وبجامعة وهران 1 " أحمد ن بلة " في عدة معارض جماعية و فردية وطنية وأجنبية. ويدخل هذا المعرض في إطار تظاهرة " الفن الناضج " الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 10 يناير القادم بعرض أكثر من 100 لوحة من توقيع أعمدة الفن التشكيلي بغرب الوطن وهم مكي عبد الرحمان ومراد بلمكي و بلهاشمي نور الدين و مرصلي عثمان وولهاصي محمد