ألعاب الأطفال الإلكترونية تحولت إلى قضايا رأي عام "الحوت الأزرق" و "شارلي" ...أشباح الانتحار و استحضار الأرواح ! ب.فيلالي استقطبت لعبة "الحوت الأزرق" تركيزا و اهتماما واسعين خاصة في الأشهر الأخيرة من سنة 2017 ، بعد أن تسببت في انتحار عدد من الأطفال و المراهقين و إصابة آخرين بانهيارات عصبية و نفسية غريبة استدعت وضعهم في المؤسسات الاستشفائية و هو ما خلق جوا من الرعب و الفزع وسط الأولياء مما استدعى تدخل الهيئات المختصة لإطلاق عمليات تحسيسية و توعوية تكشف خطورة هذه الألعاب الإلكترونية الموجهة للأطفال عبر الشبكة العنكبوتية بالمجان . و معلوم أن "الحوت الأزرق" لعبة افتراضية ، اخترعها روسي يدعى "فيليب بودكين" في 2013 و تقوم على أساس استدراج الأطفال والمراهقين وتوجيه أوامر لهم ، تنتهي بالانتحار شنقا أو إلقاء أنفسهم من مرتفعات شاهقة و قد تسببت هذه اللعبة المثيرة للجدل بأول حالة انتحار في 2015 بروسيا. و يرى مختصون بأن لعبة "الحوت الأزرق" التي تسببت في انتحار أكثر من 130 شخصا في العامين الماضيين حول العالم ، تعتمد على غسل أدمغة الأطفال والمراهقين والسيطرة والتحكم فيها وتنويمهم مغناطيسيا عبر 50 مرحلة ، من خلال إعطائهم أوامر بمهمات خطيرة ، وشحنهم بأفكار سلبية أبرزها الضياع والكراهية وإيذاء النفس وبث روح اليأس في نفوسهم ، إلى أن يصل الضحايا إلى المرحلة الخمسين التي "تتحداهم على الانتحار شنقا". كما كشفت هذه اللعبة الخطيرة مدى ضعف و هشاشة المنظومة الوطنية الخاصة بحماية الطفولة و التي بحاجة إلى إعادة تقييم و تحليل لسد الثغرات التي تحولت إلى شوارع رئيسية مفتوحة حيث يكفي أن لعبة إلكترونية واحدة تتسبب في هلاك حوالي 7 أشخاص على الأقل و تسجيل العشرات من محاولات الانتحار وسط الأطفال وسط شلل و عجز عن مجابهة هذه لظاهرة و هو ما جاء على لسان أكثر من مسؤول بالقول أنه لا يمكن حجب هذه اللعبة لأنها منتشرة ي مواقع التواصل الاجتماعي و أن على الأولياء تحمل مسؤولياتهم . و قد سبقت لعبة الحوت الأزرق بأسابيع لعبة أخيرة تحولت هي الأخرى إلى قضية رأي عام خاصة و أن آثارها السلبية حصلت داخل عدد من المؤسسات التربوية في عدة ولايات من الوطن متمثلة في حالات من الهستيريا و التشنجات العصبية و الإغماءات الجماعية وسط التلاميذ و لم ينفع معه أطباء و لا نفسانيين إلى درجة الاستنجاد بالأئمة و الراقين الشرعيين ، و بعد التحريات و التحقيقات تبين أن القاسم المشترك الأكبر بين هذه الظواهر الغريبة في ولايات مختلفة أن هؤلاء التلاميذ شاركوا في لعبة شارلي أو ما يسمى بجلب الأرواح أو استحضار الجن . و مرة أخرى عجز الجميع على كافة المسؤوليات و المستويات في تفسير هذه الظاهرة و إيجاد علاج لها و غرق الجميع في تحاليل و تفاسير ما لها قرار بين قائل أن هذه اللعبة الإلكترونية مصدرها الكيان الصهيوني الذي جند مردته و عفاريته لتدمير الأجيال القادمة و بين متأكد من أن الهدف من ورائها هو فضول المراهقين و تطلعهم لمعرفة الغيبيات و ما وراء الطبيعة و محاولة تعطيل الدراسة من خلال خلق الفوضى و الصراخ داخل المؤسسات التربوية و أن الحديث عن استحضار الأرواح يدخل في إطار اللغو غير المباح في 2017 هذه السنة التي تغادرنا آخذة معها ألغازا و أسئلة بدون إجابات مقنعة عن هذه النوعية من الألعاب التي تتربص ببراءتنا في كل آن و لحظة . /////////////////////// " الحراقة" و "الفايسبوك" و التجارة القذرة [ حكايات الأمواج ] ب.فيلالي ارتفعت مؤشّرات الهجرة السرية في الجزائر خلال 2017 بشكل مخيف فقد أوقفت مصالح خفر السواحل بغرب البلاد أزيد من 2000 شاب و شابة على متن قوارب موت تشق أمواج البحر الأبيض المتوسط نحو ضفة المجهول ، وهو رقم يعكس خطورة الظاهرة التي أغرقت الجميع في قلق عميق . و قد كانت أشهر سبتمبر و أكتوبر و نوفمبر الأكثر تسجيلا لمحاولات الحرقة بغرب البلاد من خلال توقيف المئات من الأشخاص بينهم قصر و نساء حوامل و رضع بل عائلات بأكملها قررت المغامرة بحياتها لأجل الوصول إلى الضفة الأخرى مما يطرح العديد من الأسئلة بكل موضوعية و على رأسها ما الذي ينفر جزائريين من العيش في الجزائر هل هي أسباب اقتصادية كالبطالة و أزمة السكن و ضعف القدرة الشرائية أم هي عوامل اجتماعية أم سياسية أم هي نتاج تفاعل جميع هذه العوامل و الأسباب ما أنتج قيمة واحدة مشتركة هي انعدام الأمل ؟. و ما تميزت به سنة 2017 بخصوص "الحرقة" هو اكتظاظ صفحات التواصل الاجتماعي بمئات الصور و الفيديوهات لحراقة بعرض البحر يغنون و يهللون لقرب وصولهم إلى الضفة الأخرى و أن أبواب الجنة و السعادة قد فتحت لهم بل و منهم من صور حتى رضيعته على متن قارب تقليدي الصنع ابتهاجا بوصولهم إلى بر الأمان ، لكن الغريب في الأمر أن صور جثث الشاب التي تتقاذفها الأمواج وشط الصخور و التي غالبيتها متعفنة أو مشوهة بعدما قدمت مأدبة للحيتان نادرا ما نجد لها أثرا على هذه المواقع .
و قد أشارت الكثير من الدراسات الاجتماعية الصادرة عن مراكز البحث لظاهرة الهجرة السرية في المجتمع الجزائري أن ضغوط البيئة وتفكك الروابط الاجتماعية ، و انفصال الفرد عن الثقافة التي يعيش فيها ، والنزعة المتطرفة للفرد ، و ارتباطه بجماعات متشبعة بفكرة الهجرة السرية ، و الشرخ الحاصل بين الطموح الشخصي و الواقع ، كلها من الأسباب الجوهرية للهجرة السرية إلى الخارج و التي يستغلها أمراء الهجرة السرية و هم عبارة عن شبكات سرية تستغل يأس البعض و تهور البعض الآخر لجني أموال قذرة من خلال تنظيم رحلات الموت على متن قوارب تقليدية يبيعونها لهم بأموال تصل إلى 100 مليون للقارب الواحد و لا يهم إن قوي المحرك على إيصالهم إلى الشاطئ المقابل بقدر ما يهم المال و فقط . ////////////////////////// مآسي البراءة [ ... و آخر الضحايا رمزي بويجري ] محمد.ق أبت سنة 2017 إلا أن تودعنا بمأساة أخرى تضاف إلى قائمة المآسي التي راح ضحيتها أطفال أبرياء لا ذنب لهم سوى كونهم اقتحموا في معادلة المتشاجرين والمنتقمين لأسباب تافهة وآخرون ''بيدوفيلين'' قتلوهم بعدما اشبعوا غرائزهم الحيوانية وذلك لتجنب الفضيحة . . '' رمزي بويجري'' الضحية الأخيرة في سنة 2017 إلى حين كتابة هذه الاسطر عثرت عليه مصالح الدرك الوطني بعد عمليات بحث لأزيد من 15 يوما جثة هامدة في حوض مائي غير بعيد عن مسكنه العائلي شرق ولاية تيبازة حيث ينتظر عرض الجثة على الطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة ولتأكيد أو نفي فرضية القتل ، وقبلها بأسبوع فقط اهتزت ولاية بجاية على وقع جريمة بشع تقشعر لها الأبدان راحت ضحيتها طفلة لا تتجاوز 8 سنوات عثر على جثتها بكوخ مهجور منكل بها حيث قام الجاني وهو شاب في عقده الثاني برجمها بالحجارة الى أن ماتت دون رحمة ولا شفقة وذلك كرد فعل على المشاكل التي تأزمت بين عائلته وعائلة الضحية حول الإرث . وأشارت أرقام مصالح الشرطة إلى أن العنف ضد الأطفال عرفا منحا خطيرا لا سيما إذا علما أن ذات المصالح سجلت في أقل من 4 أشهر فقط أزيد من 1960 طفل ضحية لمختلف أنواع العنفالجسدية والجنسية من بينهم 1173 طفل ضحية الضرب والجرح العمدي، و600 طفل ضحية الاعتداءات الجنسية، و173 طفل ضحية سوء معاملة، و9 حالات أطفال ضحية القتل العمدي، و4 حالات اختطاف، وحالتين ضحيتا الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة وهي الارقام التي عرفت ارتفاعا قبل نهاية السنة وحرّكت الرأي العام للتنديد في كل مرّة والمطالبة بالقصاص في حق المجرمين . /////////////////////////////////////////////////////////////////// الحماية المدنية بوهران تتدخل 4510 مرّة لتلبية نداءات الاستغاثة 55 قتيلا عبر الطرقات منهم 9 أشخاص بمسارات القطار و الترام محمد.قولال لا يزال إرهاب الطرقات من يصنع الحدث كل سنة ويجعل الجزائر تتصدر الدول العربية والإفريقية من حيث عدد الوفيات جراء حوادث المرور بالرغم من الحملات التحسيسية و التوعوية التي ما فتئت مختلف المصالح من شرطة و درك و حتى الحركات الجمعوية تنظم على طول السنة بهدف التقليل من حجم المأساة . هذا وقد سجلت مصالح الحامية المدنية بوهران خلال 11 شهرا – ما بين جانفي و نوفمبر - إلى من سنة 2017 ما يربو عن 2437 حادث مرور خلفت 55 قتيلا منهم 44 رجلا و 4 نساء و 6 أطفال و2365 جريحا منهم 1578 رجلا و 587 امرأة و 200 طفلا وحسب مصادر من الحماية المدنية فإن من بين هذه الحوادث المميتة تم تسجيل 6 على مستوى ممرات السكة الحديدية خلفت مقتل 8 أشخاص تم نقلهم من قبل ذات المصالح الى مصلحة حفظ الجثث بمستشفيات وهران هذا ولم تستن هذه الأرقام الحوادث المسجلة على طول مسار الترامواي حيث سجلت مصالح الحماية المدنية دائما خلال نفس الفترة من العام الجاري 6 حوادث خلفت مقتل شخص وإصابة 13 آخرا بجروح متفاوتة الخطورة علما أن ذات المصالح تدخلت خلال نفس الفترة أكثر من 4510 مرّة تلبية لنداءات الاستغاثة وأحصت 35 نقطة سوداء على مستوى الولاية أخطرها شرق المدينة وبالضبط حي البركي وسيدي الهواري إلى جانب محاور الدوران المرشد حي الصباح إيسطو وببئر الجير وحي عدل و السانية دوار .