أشارت أدلة جديدة الى أن مؤيدي الزعيم الليبي السابق العقيد معمر القذافي يتعرضون للتعذيب في سجون النظام الليبي الجديد. فقد قال عدد من نزلاء سجن في مصراته لبي بي سي إنهم تعرضوا للضرب والجلد والصعق بالتيار الكهربائي. الا ان قائد المجلس العسكري في المدينة نفى هذه التهم. ولكن مفوضة حقوق الانسان لدى الأممالمتحدة نافي بيلاي دعت المجلس الانتقالي الحاكم في ليبيا الى بسط سيطرته الكاملة على كل السجون في البلاد. وتأتي ادعاءات التعذيب الجديدة بعد مرور 100 يوم على قيام المتمردين بقتل القذافي. وكانت منظمة اطباء بلا حدود قد قالت في وقت سابق من هذا الشهر إنها بصدد تعليق عملياتها في أحد سجون مصراته نظرا للعدد الكبير من حالات التعذيب التي اطلعت عليها. وقد تمكن المراسلون من الوصول الى ذلك السجن وتفقدوه. وقد اخبره نزلاء انهم تعرضوا للضرب لفترات مطولة وللجلد بالاسلاك الكهربائية. وقال احدهم حقق معي في موقع تابع للجيش الوطني. كنت مصابا في ساقي قبل بدء التحقيق، ولكنهم اصروا على ضربي في ساقي المصابة اثناء التحقيق حتى تورمت. وقال سجناء آخرون إنهم تعرضوا للضرب قبل وصولهم الى السجن. وقال المسؤولون عن السجن إنهم على علم بأن النزلاء يتعرضون للتعذيب، ولكنهم عاجزون عن منع ذلك، حيث ان العديد من هذه السجون خاضعة لسيطرة ميليشيات مسلحة لا تأتمر بأمر الحكومة. وكانت بيلاي قد عبرت يوم الجمعة الماضي عن قلقها من المعاملة التي يتلقاها السجناء في ليبيا، وعلى وجه الخصوص الأفارقة الذين تتهمهم الميليشيات بموالاة القذافي. وقالت المسؤولة الاممية لوكالة الاسوشييتدبريس هناك تعذيب واعدامات غير قانونية وحالات اغتصاب تطال النساء والرجال. ينبغي اتخاذ اجراء فوري لمساعدة السلطات الليبية لاستعادة سيطرتها على السجون ومراكز الاعتقال.: ولكن ابراهيم بيت المال، الحاكم العسكري في مصراته، ينفي تهم التعذيب نفيا تاما، ويتهم بدوره موجهي التهم بتنفيذ آجندة خفية. ويقول بيت المال اعتقد ان العاملين تحت ستار منظمات حقوق الانسان او اطباء بلا حدود هم في الحقيقة طابور القذافي الخامس. قد يكون بعض المتمردين قرروا الانتقام بشكل فردي، ولكن هذا لا يعني ان مكتبي امر السجانين بتعذيب المعتقلين. وتقدر الاممالمتحدة عدد المعتقلين في السجون الليبية بنحو 8500 معتقلا، معظمهم متهمون بالولاء للقذافي. مخاوف من الثورة المضادة : قال مبارك الفتماني قائد ميليشيا 28 ماي بعد أن طردت قواته من مدينة بني وليد الأسبوع الماضي إن قواته تحتشد لاستعادة المدينة لكنها تنتظر الأوامر من الحكومة. وقال إن رئيس الوزراء طلب منه الانتظار للسماح للمدنيين بمغادرة المدينة على أمل استسلام المهاجمين. وأضاف أن لديه كل المقاتلين الثوار ويمكنهم استعادة السيطرة على بني وليد في غضون ساعات. وقال قائد ميليشيا طردت قواته من المعقل الليبي القبلي بني وليد الاسبوع الماضي إن قواته تحتشد لاستعادة المدينة لكنها تنتظر بناء على طلب من الحكومة. وقال مبارك الفتماني في مقابلة مع رويترز أمس الجمعة في مخيمه الصحراوي بالقرب من السدادة التي تبعد 50 كيلومترا إلى الشرق من بني وليد إن من حق قواته دخول بني وليد ولا يمكن لأحد أن يمنعها. وطرد سكان المدينة الغاضبون قوات الفتماني وهو الذي يتهمهم بانهم موالون للزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي الذي اعتقل وقتل في أكتوبر تشرين الأول. وقال المحارب المسن إن 800 من رجاله يحتشدون الآن على طول الجانب الشرقي من المدينة في انتظار أوامره للدخول بالقوة. وكانت بني وليد التي تقع على بعد 140 كيلومترا إلى الجنوب من طرابلس واحدة من اخر البلدات الليبية التي استسلمت للقوات المناهضة للقذافي العام الماضي. وطوق مئات المقاتلين الموالين للحكومة المؤقتة البلدة المعزولة بعد سماع انباء عن اندلاع انتفاضة موالية للقذافي. وقال الفتماني انه واجه مجرد مئتين من المجرمين الذين يشعرون بالحنين لعصر القذافي وليس كتائب كبيرة من الانصار المنظمين. وقال أن لديه كل المقاتلين الثوار ويمكنهم استعادة السيطرة على بني وليد في غضون ساعات. واضاف انهم اذا لم يسلموا أنفسهم فسيواجهون ما لا يمكنهم تخيله. ويوم الاثنين حاصر سكان مسلحون ميليشيا الفتماني التي تسمي نفسها ميليشيا 28 مايو وهو اليوم الذي أعدم فيه أنصار القذافي عددا من المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في بني وليد. وفي معركة خسر فيها الفتماني ستة مقاتلين فر رجاله من ثكنتهم في ظلام الليل. وقال احد رجال الفتماني انه بمجرد أن اخترق الموالون للقذافي البوابة ودخلوا الثكنة كان كل همهم هو سرقة دباباتهم مما دفعهم للخروج.