أضحت إستعراضات سباقات الدراجات النارية تصنع المزيد من الفرجة والأجواء التنافسية في أوساط الشباب بوهران الذين اتخذوها كهواية بحثا عن الترفيه والتسلية وحتى الهروب من الواقع. ويشكل مثل هذا النشاط لأصحابه متعة ولكن أيضا منافسة ونوع من الإصرار على الفوز على طريقة الفيلم الأميركي "سريع وغاضب" في غياب السيارات ليكتفي الشباب باستعمال الدراجات النارية. وتنطلق "المغامرة" بشارع الضاحية الرابع على مستوى "الصخرة" ببلدة عين البيضاء (دائرة السانيا) حيث يتحول المكان كل يوم جمعة إلى مقصد للتسلية للعشرات وحتى المئات من الشباب هواة هذه مثل هذا النوع للدراجات النارية. ومن بين هؤلاء الهواة عبد القادر (23 عاما) القاطن بحي 200 مسكن بالسانيا والذي اكتشف منذ بضعة سنوات هذه الرياضة من خلال صداقة جمعته بشاب من ولاية عنابة حل بوهران لقضاء عطلته. وأوضح أن التنافس يكون على أشده من أجل الفوز بالسباق لتكون بذلك الجائزة فيه الحصول على دراجة معترفا أنه لم يتصور أبدا أن تنتقل إليه "عدوى" حب الدراجات وأن تتخذ اللعبة هذا البعد. ويسجل حاليا المئات من هواة هذه الرياضة تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة حيث تقام السباقات على شكل دورات مع وجود مراهنين للسباقات للظفر "بالجائزة الكبرى" فيما يأخذ الفائز في اللعبة دراجة خصمه كما أضاف ذات المتحدث. الفوز بالدراجة النارية كرهان للسباق في سباق الدراجات النارية الذي يتطلب الشجاعة وإتقان فن القيادة يفرض المتسابقون منطق تجاري حسب أحد البطالين ب"دوار ماروك" (عين البيضاء).فالرهان بسيط : صاحب المرتبة الأولى يحصل على دراجة الثاني. ويلعب على الرهان الذي يشكل جزء من هذه المسابقة في بعض الأحيان بمشاركة أربعين أو خمسين وحتى مائة متسابق وهو ما يفسر إلى حد ما جاذبية هذه اللعبة التي تستقطب أصحاب الدراجات النارية من الولايات المجاورة (مستغانم وسيدي بلعباس ومعسكر) الذين يشاركون سواء لكسب المال أو الدراجة أو لمجرد الاستمتاع يقول شاب آخر. وأضاف أن سباق الجمعة الماضي قد كان من نصيب مشارك من مدينة سيق (معسكر) الذي تحصل على دراجتين بعدما فاز بالسباق ذهابا وإيابا بين موقع "الصخرة" وجسر السانيا. ومن جهته يرى محمد من وادي تليلات أن الأمر يتعلق بتسلية غير إعتيادية وكثيرا ما تمارس لأغراض مالية. كما يوجد أيضا استعراضات يستحسنها الجمهور والأنصار الذين يتنقلون إلى أماكن بعيدة كما أضاف متسابق فاز بسباق يوم الأربعاء الماضي بوادي تليلات غير أنه فضل في نهاية المطاف إرجاع الدراجة إلى صاحبها ليعبر بطريقته على أن هذا السباق ليس سوى تسلية. ولدى الشباب المتسابقين أكثر من حيلة في جعبتهم من أجل الفوز كما هو الشأن بالنسبة لمتسابق من السانيا الذي أشار الى أنه استعمل مادة الكيروزان ممزوجة بالزيت للظفر بمبلغ 10 ألاف دج في كل سباق. إنها اكتشاف وأيضا خدعة للقيادة بسرعة فائقة (من 180 إلى 190 كلم في الساعة) على متن دراجة بسيطة كما قال. وتتواصل هذه المتعة ليحتدم التنافس بين المشاركين الذين تتوفر لديهم إلى جانب الحيوية الدراجات الكبيرة التي تصنع الاستعراض الباهر وتضفي المزيد من الحماس على السباق وسط فرح صاخب للمراهقين. وفي انتظار تأطير جمعوي لهؤلاء الشباب من محبي الدراجات النارية فإنها ممارسة رياضية جماعية تتطلب تكفل للحيلولة دون أية انزلاق حسب منتخب محلي.