* الحرفي بوزيان حمو يدعو الوصاية لدعم هذه الحرفة عرفت صناعة الحلويات المعروفة في الوسط الاجتماعي بحلوة " النوڤة " توسعا كبيرا في الغرب الجزائري , حيث أصبحت من مظاهر الاحتفالات و لا تكاد تخلو مائدة من موائد الجزائريين منها خاصة في المناسبات و الأعياد على غرار الأعراس . و الجدير بالذكر أن هذه الصناعة أضحت مصدر رزق للعيد من العائلات و مطلب للمغتربين و السياح الوافدين على الوطن مما يستدعي الجهات القائمة على حقل الصناعات التقليدية و الحرفية إعطاء الأولوية و الاهتمام . و لتسليط الضوء على هذا النوع من الحلويات . حاورنا إحدى العائلات التلمسانية النشطة في مجال صناعة " النو_ة " و هي عائلة " بن حمو " من الحناية, حيث كان لنا هذا الحديث الشيق معه : في البداية سيدي نود أن نعرف سبب توسع صناعة حلوى " النوڤة " بالغرب الجزائري و تحديدا بولاية تلمسان ؟ اشتهرت عاصمة الزيانيين منذ القدم بصناعة حلوى " النوڤة " و بقيت حرفة تتوارثها الأجيال مع تقدم الزمن لاسيما و أن العائلات التلمسانية اتخذت منها مصدر استرزاق , وهو الأمر الذي أبقى على هذه الصناعة حية بالولاية لتشتهر بها دون غيرها من ولايات الوطن. " هل هذا يعني أن عائلة بن حمو ورثت صناعة " النوڤة " ؟ بالتأكيد فقد فتحت عيناي و والدي يمارس هذه الصناعة و عملت بها منذ نعومة أظافري و هذا لا يقتصر علي بل كل أفراد العائلة و الفضل يعود لأجدادنا. أين تقومون بصناعة " النو_ة " داخل مؤسسة مصغرة أو وحدة إنتاج ؟ لحد الساعة للأسف لا نملك محلا لصناعة هذا المنتوج التقليدي الذي يصنع بالطريقة التقليدية أي يدويا و نحن حاليا حولنا المنزل إلى ورشة عمل إن صح القول. هل يمكن إدراج صناعة حلوى " النوڤة" ضمن الصناعات التقليدية و الحرفية ؟ بطبيعة الحال نحن نملك بطاقة الحرفي, و مادمت صناعة موروثة فهي تقليدية و حرفية . حديثنا عن الصناعة الحرفية التقليدية يجرنا إلى التساؤل عن نظرتكم حول مستوى الصناعة التقليدية الحرفية في الجزائر عموما و ولاية تلمسان خصوصا ؟ الصناعة التقليدية و الحرفية عرفت توسعا في الجزائر لاسيما و أن السلطات العليا في البلاد قد تفطنت و أدركت جيدا أهمية هذا النوع من الصناعات في تنمية الاقتصاد الوطني لاسيما ما تعلق منها بالجانب السياحي , حيث دعم مؤخرا وزير السياحة إسماعيل ميمون إلى تطوير كل ما أسماه صناعة حرفية و تقليدية و دعا إلى دفع عجلة تنمية هذا القطاع لما يمكن أن يحققه من مداخل تخدم قطاع الساحة خاصة و أن السياح يعشقون الصناعة التقليدية و الحرفية في الجزائر.لكن بولاية تلمسان لا تزال الجهات بطيئة التحرك و تسير على خطى السلحفاة مما يهدد العديد من الصناعات التقليدية بالاندثار. هل تلقيتم دعما من قبل المسؤولين على الصناعة الحرفية و التقليدية بتلمسان ؟ إلى حد الساعة نعاني الأمرين: غياب محل و الدعم بما في ذلك توفير وسائل النقل حيث تبقى جميع مساعدات الجهات المعنية عبارة عن كلمات لذر الرماد في الأعين لا غير. تستهوي صناعة حلوى " النو_ة" العديد من الشباب , فهل بإمكانكم تكوين الأيدي الحرفية ؟ لقد استقطبنا العديد من الشباب في إطار ما يعرف بتكوين الأيدي الحرفية العاملة , لكن يبقى العدد محدود نظرا لغياب المحل. ما هي المدة الزمنية التي يستغرقها الشاب لتعلم صناعة حلوى " النو_ة" ؟ تتراوح المدة ما بين 6 أشهر إلى سنة كاملة , يستطيع الشاب من خلالها إتقان المهنة جيدا حتى يتمكن أن يلبي طلبات الزبائن . على ذكر الزبائن, من هم الزبائن الأكثر طلبا على هذا النوع من الحلويات ؟ هم مواطنون عاديون على غرار زبائن من دول الخليج الذين يعشقون حلوى النوڤة على غرار زبائن المغتربين حيث ترتفع مداخيل البيع خلال فترة توافد المغتربين و هذا في فصل الصيف. هل يقتصر التوزيع على ولاية تلمسان فقط ؟ لا التوزيع يشمل عدة ولايات منها وهران,سيدي بلعباس , عين تموشنت و الجزائر العاصمة. على ما تراهنون مستقبلا ؟ سنعمل على اكتساح 48 ولاية من الغرب, الشرق , الوسط و الجنوب الذي يبقى طموحنا , بحيث سنشارك خلال الأشهر القليلة المقبلة بمعرض السياحة الذي سيقام بولاية تيميمون , حيث ستكون فرصة لنا لتعريف المواطن الصحراوي صناعة حلوى النوڤة. أنواع النوڤة المتوفرة بالسوق المحلي هي نفسها الأنواع التي كانت قديما أم أنها عرفت تطورا ؟ توجد حاليا بالسوق ثلاثة أنواع و هي النو_ة البيضاء و البنية الممزوجة مع نكهة الشوكلاطة, و كذا العقدة و يمزج النوعان الأولان بالفول السوداني و كذا اللوز , في حين يحتوي النوع الثالث على جميع أنواع المكسرات . و في الحقيقة عرفت هذه الصناعة تطورا كبيرا , حيث لم تكن في القدم مكان للعقدة لأنها خلطة مطورة من قبل الأسلاف الذين لم يكتفوا بما نقلوه من أجدادهم ليبحثوا في المجال و يبدعوا في صناعة حلوى النوڤة. فيما تعلق بالأسعار ؟ تتفاوت الأسعار حسب الأنواع و حسب الطلب لكنها في متناول فئات المجتمع و بطبيعة الحلال فهي تخضع لتقلبات السوق لاسيما فيما تعلق بالمواد الأساسية غير المستقرة. بوزيان حمو صانع "النوڤة الزهراء" لو تلقيت دعوة تتمحور حول عقد عمل بدولة أوروبية أو خليجية فهل تكسب الرهان؟ أفضل العمل في بلادي الجزائر و مع زبائني, فبدايتي كانت في مسقط رأسي و وصية أجدادي هي العمل في موطني. آخر كلمة ؟ نشكر الجريدة و ندعو السلطات المحلية لتسليط الضوء على هذا النوع من الصناعات و تدعيم الشباب الحرفيين لإبقاء الموروث حيا .