انتشرت في السنوات الأخيرة صناعة الحلويات بشتى أنواعها وأشكالها الجميلة، حيث تتفنن أنامل العديد من السيدات اللواتي اخترن هذا المجال وأبدعن فيه ووجدن في صناعتها عائدا مربحا على مدار السنة، فبعدما كانت هذه الأخيرة تصنع في البيوت، تلجأ أخريات لاقتنائها جاهزة من محلات بيع الحلويات تستقبل العائلات عيد الفطر المبارك بتحضير مختلف أنواع الحلويات التي تزين بها المائدة، حيث لم يعد يفصلنا عنه سوى أيام قلائل، وشرعت ربات البيوت في التحضير له عن طريق اقتناء أهم المستلزمات الضرورية التي تدخل في صناعتها، غير أن الكثيرات اصطدمن بأسعارها التي تعرف ارتفاعا رهيبا في الأسواق في الآونة الأخيرة. قامت “الفجر” بجولة استطلاعي في بعض أسواق العاصمة، حيث كانت وجهتنا الأولى مارشي 12 في بلوزداد الذي يشهد ازدحاما كبيرا، أين بدأت محلات بيع المكسرات كاللوز والفستق الحلبي والفول السوداني وباقي مستلزمات صناعة الحلويات الأخرى تعرض سلعها مع ارتفاع ملحوظ في الأسعار، حيث بلغ سعر الفول السوداني 350دينار جزاري، كما تراوح سعر اللوز بين 87 إلى 1000 دينار للكيلوغرام الواحد، علاوة عن باقي المستلزمات الأساسية الأخرى إلى جانب المواد المستعملة في ذلك كالطوابع ومواد الزينة التي عرفت قفزة نوعية في الأسعار فاقت القدرة الشرائية للمواطن البسيط ذو الأجر المحدود. وفي هذا الإطار، كشف لنا صاحب محل بذات السوق بأن الطلب على شراء مستلزمات الحلويات يزداد في العشرة أيام الأواخر من شهر رمضان، مشيرا إلى أن هناك بعض العائلات من عزفت على اقتناء مادة اللوز والفول السوداني لغلاء أسعارهما وعوضتها بالجوزالهندي والتمر المنزوع نواته. من جهتها كشفت لنا إحدى السيدات اللواتي التقيناها بسوق علي ملاح بأول ماي بأن الغلاء الفاحش الذي تعرفه مستلزمات الحلويات وفي مقدمتها المواد الأساسية كاللوز والفول السوداني فاق الحد، قائلة “بأنه كنا نصنع حلوياتنا بالفول السوداني، لكن اليوم ومع الغلاء الفاحش نكتفي بالتمر المنزوع نواته فقط”. تمسك كبير بالحلويات التقليدية يعد عيد الفطر المبارك من أفضل المناسبات التي تقدم فيها الحلويات بشتهى أنواعها،غير أن الحلويات التقليدية على غرار الصامصة، الشاراك، البقلاوة وغيرها تحظى بشعبية كبيرة مقارنة بالحلويات العصرية الأخرى، فبالرغم من التنوع الذي تعرفه صناعة الحلويات، إلا أن العائلات فضلت التقليدية لأنها أكثر اقتصادا وغير مكلفة. ولتفادي الغلاء الفاحش الذي أثقل كاهل العائلات ذات الدخل المحدود فيما يخص اقتناء المواد الأساسية لصناعة الحلويات، تلجأ بعض السيدات إلى اختيار أنواع أكثر اقتصادية والابتعاد عن تلك المكلفة، وهو ماجاء على لسان السيدة (ق. ل)، ربة منزل “بأن زوجها دخله محدود، مضيفة بأنها ستحضر حلويات بسيطة وغير مكلفة لكثرة المصاريف خاصة أن العيد تزامن مع الدخول المدرسي”. ... وأخريات يلجأن لاقتنائها جاهزة وهناك من السيدات العاملات اللواتي لا يستطعن تحضيرها في المنزل لضيق الوقت، وبالتالي يلجأن إلى شرائها من محلات بيع الحلويات أياما قليلة قبل عيد الفطر، “إني أعمل طوال الأسبوع وليس لدي الوقت الكافي لصناعة الحلوى” هذه العبارة التي جاءت على لسان حياة موظفة بشركة خاصة. من جهتها، قالت راضية موظفة بإحدى الشركات العمومية “بأنها تقوم بشراء نوعين أو ثلاثة من الحلويات وباقي الأنواع الأخرى تحضرها بنفسها في المنزل كالمعسلات مثلا”. نساء يتفنن في صناعة أشهى أنواع الحلويات أثبتت بعض النساء مهارتهن في صناعة مختلف أنواع الحلويات بجانب براعتهن ومهارتهن في صناعة مختلف أنواع الخبائز كالبريوش والمعجنات كالمسمن والمقروط وغيرها، فهناك من اختارت هذه الحرفة حبا فيها، في حين أخريات اخترنها كمهنة لكسب رزقهن، وفي هذا الإطار قالت ياحي وردة، معلمة صناعة الحلوى “بأنها تعمل في هذا المجال منذ سنوات،مشيرة بأنها تعشق صناعة الحلوى وكل ما يتعلق بها من ديكور وتنويع وغيرها”. وأضافت ذات المتحدثة “بأنها وجدت في هذا العمل عائدا ماديا، كما أنها تتعامل مع محلات بيع الحلويات والمخبزات، بالإضافة إلى الطلبيات التي تأتيها من الزبائن على مدار السنة”. وأما فيما خصوص مستوى نشاط هؤلاء في شهر رمضان مقارنة بباقي الشهور الأخرى، قالت السيدة (ن. ي) صانعة وصاحبة محل بيع الحلويات “بأنها دخلها يتراجع في الأسبوعين الأولين من شهر رمضان، مشيرة بأنها تكتفي بصناعة المعسلات فقط وطلبيات حفل الختان، غير أن مع اقتراب عيد الفطر ينتعش نشاطها من جديد وتتفرغ لصنع الحلويات وخاصة التقليدية منها”. وأما عن أسعار الحلويات أضافت محدثتنا “بأن سعر القطعة الواحدة بلغ 45 دينارا”، مضيفة بأن الزبون يأخذها جاهزة دون إحضار أي مستلزمات، وفي حالة إحضار الزبون مستلزماته الخاصة كاللوز وغيرها تحسب القطعة الواحدة ب20 دينارا فقط.