اختتمت أشغال القمة ال30 للاتحاد الإفريقي بأديسا ابابا العاصمة الأثيوبية , بإضافة بعض اللمسات على الحلم الإفريقي ,الذي تضمنته أجندة 2063 للاتحاد الافريقي و التي ترمي أساسا الى تسهيل تنقل الاشخاص والبضائع والخدمات عبر القارة.كما ترمي الى ترقية التجارة ما بين الدول الافريقية والاندماج والتنمية الاجتماعية و الاقتصادية في القارة. فبعد إطلاق جواز السفر الإفريقي البيومتري خلال القمة ال27 بكيغالي الرواندية , لصالح رؤساء الدول والحكومات ووزراء الشؤون الخارجية والممثلين الدائمين للدول الأعضاء في الاتحاد الافريقي في مرحلة أولى , تمنى أحد الرؤساء المشاركين في القمة الأخيرة أن يرى جواز سفر إفريقيا موحدا , و قد فرض نفسه على كافة أعضاء الاتحاد الإفريقي, و هو ما يراه بعض الحالمين سهل التجسيد ما دام 60% من الأفارقة يفتقرون إلى بطاقات الهوية و شهادات الميلاد ؟ ومن المشاريع النائمة منذ 30 عاما , التي أيقظتها هذه القمة الإفريقية , مشروع السوق الإفريقية الموحدة للنقل الجوي , الذي يلغي احتكار شركات الطيران الوطنية لهذا النشاط , و يتيح لها في نفس الوقت فتح خطوط جديدة نحو أي دولة عضو في الاتحاد . و هو مشروع طموح إن كُتِب له التجسيد , كونه يريح الإفريقي و غيره من مشاق الترانزيت و قطع القارة طولا و عرضا ,من أجل الذهاب إلى بلد مجاور (كما لاحظ أحد الرؤساء متعجبا) ؟ إلى ذلك يضاف حلم إنشاء منطقة التبادل التجاري الحر بين دول القارة , و هو ما يفترض إزالة الحواجز الجمركية بين كيانات القارة و بالتالي ميلاد سوق قارية واسعة لما يزيد عن مليار نسمة , و بوزن تجاري يناهز 1,5 مليار دولار, حسب تقديرات الاقتصاديين , مما يعطي للقارة السمراء فرص التفاوض مع المنظمات التجارية و المجموعات الاقتصادية من موقع قوة . كانت هذه بعض ملامح الحلم الإفريقي كما بدا من خلال أشغال القمة الإفريقية , و هو حلم لا يستطيع بطبيعة الحال إخفاء التحديات التي تواجهها القارة السمراء و التي لها صلة بالأمن و التنمية و سير مؤسسات المنظمة , و مسألة تمويل الاتحاد و هيئاته المعتمدة بنسبة 60 % على المانحين من خارج الاتحاد . هذا, و لآن حوالي 80% من قرارات الاتحاد الإفريقي ( بما فيها الحلم), لا تنفذ على أرض الواقع , فإن المنظمة في حاجة إلى مفوض ذي صلاحيات واسعة يحول القارة السمراء من مجرد ورقة بيد الآخرين , إلى لاعب مؤثر في صناعة القرارات العالمية و خاصة منها تلك المتعلقة بالشعوب الإفريقية وهو الرهان الأصعب في ظل التنافس على الزعامة و التغاضي عما تستوجبه تضحيات .