*الطائفية في الجزائر طفيليات تبحث عن الزعامة *الحرقة أسوأ ظاهرة عرفتها الجزائر * على النقابات العمل اليد في اليد لمصلحة التلميذ استضافت "الجمهورية" أمس رئيس المجلس الإسلامي الأعلى و الوزير السابق للشؤون الدينية والأوقاف الدكتور بوعبد الله غلام الله في إطار فعاليات المنتدى الذي احتضنه متحف الجريدة والذي عرف حضورا قويا لأئمة وشيوخ الزوايا و فقهاء و باحثين وأساتذة جامعيين، بالإضافة إلى كل من الدكتور بوزيد بومدين الأمين العام للمجلس الإسلامي الأعلى ويوسف بلمهدي عضو بالمجلس وأمين عام لرابطة علماء وأئمة الساحل وأيضا عضو مجلس الأمة عبد الحق كازي ثاني ومدير الشؤون الدينية مسعود عمروش ورئيس المسجد القطب عبد الحميد بن باديس حسين بلقوت وكل من الدكتور عبد المالك مرتاض والدكتور حمداوي والدكتور بوعرفة عبد القادر أعضاء المجلس الإسلامي الأعلى. وقد تطرق الدكتور غلام الله خلال مداخلته إلى مشاريع المجلس الإسلامي الأعلى ودوره ومهامه، كما أجاب على جملة الأسئلة التي طرحها إعلاميو وهران والتي ركزت في مجملها على موضوع الصيرفة الإسلامية و قضية الفتوى في القنوات الإعلامية إلى جانب أسئلة أخرى حول ظاهرة الحرقة والطائفية والأقليات الدينية ونشاط الزوايا وغيرها من الأسئلة التي طالما شغلت الرأي العام. وأكد الدكتور بوعبد الله غلام الله من منبر "الجمهورية" انه يسعى منذ سنة ونصف من ترؤسه مهمة تسيير المجلس الإسلامي الأعلى إلى جعله نقطة إشعاع ومنارة تهتم أكثر بالثقافة و المثقفين باعتبارهم قوة دفع للشباب و الباحثين والمؤسسات الثقافية لتكون في الجزائر حركة متطورة تساير النمو الاجتماعي والاقتصادي. كما توقف الدكتور غلام الله عند موضوع الصيرفة الإسلامية التي أكد في شأنها أن مجلسه اغتنم فرصة فتح البنوك نوافذ للتعاون الإسلامي التي أعطت من خلالها فرصة لتنشيط الأموال في إطار بناء إقتصاد الجزائر و تكمن مهمة المجلس في مرافقة العمليات المصرفية الإسلامية و منعها من الانحراف من خلال تشكيل هيئة مشتركة مع البنك لمراقبة سير العمليات مع ضمان موافقتها للشريعة و طمأنة المواطن أن جميع معاملاته في إطار هذه النوافذ خالية من الربا وما يتعارض مع الشريعة الإسلامية. كما ذكر الدكتور غلام الله أيضا أن هناك لقاء مرتقب يجمعه بوزير الشؤون الدينية و رؤساء مجالس الفتوى من أجل اعتماد أئمة القنوات الإعلامية الخاصة و إعطاء الفتوى فقط لمن تخوله الوزارة لها مشيرا إلى وجود فتاوى تستورد من الخارج و أناس غير مؤهلين للفتوى عبر قنوات تلفزيونية أصبحت تفضح عفة الأسر، و أضاف أن الفتوى موكلة للمجالس العلمية في الولايات و المفتي في القناة الإعلامية هو بمثابة الإمام الذي يخطب في الجمعة. كما تكلم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى عن العودة لدراسة ملف "الحرقة" وعوامله الاجتماعية و الاقتصادية و النفسية في لقاء آخر يوم الأربعاء المقبل على مستوى مقر المجلس بالعاصمة و يحضر المجلس أيضا لمشروع جلسة خاصة لتسليط الضوء عن ظاهرة الانحلال داخل الأسر. وعن الطائفية ذكر الدكتور بوعبد الله غلام الله أن بعض الفرق التي تظهر من حين إلى آخر هدفها البحث عن الظهور والزعامة واصفا إياها ب "طبالين السوق"، مؤكدا أن حرية التدين في الجزائر مطلقة وكل شخص حر في ممارسة شعائره الدينية في الأماكن المخصصة لها أما عن الطقوس التي تقام في الزوايا المظلمة فهي لا تطابق القانون حسب المتحدث، كما ذكر رئيس المجلس الإعلامي الأعلى أيضا أن الجزائر لا تحتوي على أقليات دينية و99 بالمائة من سكانها مسلمون و يوجد بعض المسيحيين لهم كنائس وعدد من اليهود لديهم معابد لكنهم لا يستعملونها، و في إجابته عن سؤال حول موقف المجلس من نشاط الزوايا فذكر أن الزوايا يسهر عليها علماء لهم فقه ودراية مضيفا أن الزاوية هي مرجعنا وتاريخنا داعيا إلى ضرورة الحفاظ عليه وتحسينه، أما الطوائف فهي لا تحتكم على مؤسسات واضحة. وأكد غلام الله في إطار فعاليات منتدى "الجمهورية" على مناقشة اقتراح إطالة موعد جلسات الطلاق مع وزارة العدل للتقليص من هذه الظاهرة التي وصفها بالمشينة و التي تفاقمت بتسهيلات القوانين و المحاكم. وعرج كذلك إلى قضية إضراب الأساتذة في إجابته عن سؤال وجه له دعا فيه إلى إعلاء مصلحة التلميذ فوق كل الاعتبارات وعدم الضحية بها.