بداية قبل أن أتكلم عن هذا الديوان أريد أن أنقل لكم ما قاله نزار قباني عندما زار الجزائر نهاية سبعينيات القرن الماضي، فقال منبهرا بجمهور الجزائر الذي ملأ قاعة الموقار ... فقال : جئت إلى الجزائر بحقيبة مهربة.... أقدم لكم اليوم شاعرتنا حورية شاطئ الأمان الشاعرة النزارية الهوى ...حقيقة تخونني الكلمات وتهرب مني الحروف.. حقيقة أنا اليوم أمام شاعرة وهي ليست كالشاعرات إنها حورية شاطئ الأمان القادمة من الزمن الجميل....صراحة ذكرتني بنزار قباني وجبران وأبو ماضي شعرها كلفحة شمس أو عبير عطر أو عبق ياسمينة في يوم ربيعي ...إنها شهقة الزمن الجميل المتأخرة التي جاءت عالمنا فوجدت قصائد " الفاست فود " تغزو العالم ،إلا أنها فرضت نفسها فرضا.... حورية آيت إيزم إبنة الأوراس الأشم ،العصامية والتي لم تواصل دراستها وجدت نفسها تكتب خواطر و ومضات ذات يوم من 1987 وهي تلميذة في الرابعة المتوسط ، متأثرة بأشعار نزار قباني ،ومحمود درويش... أول مواجهة لها بالجمهور كانت من ملتقى الإتحاف الأدبي الخامس 2015 حيث شاركت بقصيدة " أحبك " ثم توالت مشاركاتها بقسنطينة ،فالأردن ......الخ ، عندما قرأت ديوانها " نفحات أنثى شرقية" حقيقة انبهرت وصمتت حروفي ولم أعثر على الكلمة المناسبة، إلا أن اللغة تخونني فلا أجد ما أقوله... الكتاب مطبوع في دار ابن زيد للطباعة والنشر. بسكرة ، في الحقيقة هي عصامية ولم تواصل دراستها وبعد زواجها بعشرين سنة ...بدأت تكتب قصائدها التي أبهرت قراءها، هذه القصائد التي كان عددها في ديوان" نفحات أنثى شرقية " حوالي 35 قصيدة ، كل قصيدة تفتح لك بابا أو نافذة على التي بعدها.. كتب لها مقدمة الديوان الدكتور : صاحب خليل إبراهيم الذي كتب في ديباجة جميلة : تتلامح النجوم لتغازل السماء ، وتعشق القمر ونوره الآخاذ ، وتغفو العيون ولكن عيني حورية لا تنام ، وتبقى غرفتها المغطاة بالستائر الغامقة ، لتبكي بمفردها وتكتب قصائدها النثرية تشكونا أوجاعها المرة التي غطتها من رأسها حتى قدميها وهي حالمة بحب يذهلها الحب!!.. هذه الكلمة التي تصنع الأعاجيب في حياتنا ووجدانها بعامة وبخاصة للطرفين العاشق والمعشوق حين تبعد عنهما مسافة اللقاء مثل عشبة في صحراء تتأمل المطر ليلامسها كي تعيش.... إلى أن يقول :وإن كانت تلك الإحساسات المحبطة تتمحور حول الحب الذي أبقاها في حيرة من أمرها وهي بهذا الجو ، الجو الذي رسمته الشاعرة بدقة تنساق نحو المجهول قسرا.. تحياتي ومحبتي للشاعرة الراقية المتالقة حورية أيت إيزم. نماذج من شعرها أشتاقك كم أنا بحاجتك احتاج سماع صوتك أتوق إلى حضنك إلى لمسة يدك ، أشتاق إلى نظرة عينيك العسلية، إلى ابتسامة ثغرك التي تشبه إشراقة شمس الربيع... أسافر لا تتوقع أن أحبك أكثر أنت في الأعماق تبحر كالفجر إن لم آت فأنت تبكر أسافر إليك مرغم الخطى يشدني الوجد وبعض المنى يعتصر قلبي يعتصر قلبي ألم وبراكين من الحمم أشواق وأفكار ونار لا تستوجب الندم الحب منك قمم وشيء بداخلي قد عظم