وزير الطاقة مصطفى قيتوني ووالي الولاية يحضرون مراسم تشييع الفقيد ووري الثرى ظهيرة أمس الفنان والكوميدي " محمد جديد " بمقبرة عين البيضاءبوهران، عن عمر ناهز ال55 عاما بعد معاناة مع مرض العضال ألمّ به في الآونة الأخيرة. وفي جو من الحزن والأسى وبحضور وزير الطاقة مصطفى قيتوني، والي الولاية مولود شريفي، ممثلين عن السلطات المدنية والعسكرية، فضلا عن رفقاء درب الفقيد وجيرانه ومحبيه، أجمع الكثير من الفنانين الذين التقينا بهم على هامش تشييع جنازة الفقيد، أن الراحل كان كوميديا مقتدرا وشخصية فنية موهوبة، حيث يرجع له الفضل إلى جانب العديد من الفنانين في إدخال البسمة في نفوس الجزائريين في عز الأزمة الأمنية التي مرت بها البلاد، ومن بين الشخصيات الفنية وحتى الرياضية التي حضرت جنازة الفقيد الحاشدة، نذكر على سبيل المثال لا الحصر: مصطفى بلا حدود، الفكاهي حمو، حميد شنين، صديقه عبد القادر عداد، مراد خان، الدولي السابق رضوان بن زرقة وعلي ميصابيح، الشاب الهندي، حفيظ تاسفاوت والفنانة العاصمية فريدة كريم... وغيرهم من المعزين الذين تأثروا كثيرا برحيل هذا الفنان الكوميدي المعروف باسم "هواري بوضو"، لاسيما وأنه عرف عنه تواضعه وحسن خلقه وحبه للفقراء والدفاع عنهم وعن مشاكلهم اليومية في جل أعمال الساخرة، وقد كانت جنازته أمس فيما يشبه الحفل الزفاف لعريس مقبل على الزواج، حيث وبعد إخراج جثمانه من منزل والديه بحي "سنانيس" الشعبي، امتزجت دموع الحزن بزغاريد النسوة، اللائي أبين إلا إلقاء النظرة الأخيرة، على " محمد جديد " الذي توفي أول أمس بالمؤسسة الاستشفائية 1 نوفمبر 1954 بإيسطو وهران، لينقل إلى مثواه الأخير بمقبرة عين البيضاء، حيث وقبل وصول جنازة الفقيد، كانت المقبرة تعج بالمواطنين في داخل المسجد وحتى خارجه، غير مصدقين أن محبوبهم الذي سكن أفئدتهم في كل رمضان، سيغادرهم إلى غير رجعة، وسيكون الشهر الفضيل لهذه السنة، حزينا، كئيبا وتنقصه " توابل " سلسلة "هواري بوضو " التي احتلت المراتب الأولى في نوعية الأعمال الفكاهية، لنوعيتها وجودتها والمواضيع التي كانت تثيرها في كل مرة. من جهته أكد والي ولاية وهران مولود شريفي، في تصريح خص به الصحافة على هامش تشييع جثمان الفقيد، أن الفقيد من الفنانين الذين تركوا بصمتهم في عالم الفن والكوميديا في بلادنا، حيث كانت جميع العائلات الجزائرية تجتمع لمشاهدة مسلسلاته وأعماله الهزلية، منتزها الفرصة لتقديم تعازي رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة والطاقم الحكومي، بهذا المصاب الجلل، مذكرا بالإصلاحات التي قامت السلطات العليا في البلاد، من أجل ترقية والاعتناء بالفنانين من خلال جملة من الإجراءات على غرار التغطية الاجتماعية والصحية. ////////////////////////////// قالوا عن المرحوم : والد " هواري بوضو " :" شكرا لكل من واسانا في مصابنا " نشكر جميع من حضر لتقديم التعازي في وفاة ابني، هذا ابن الجزائر ومن المؤكد أن الجميع حزن على رحيله، بدليل الحضور القياسي للمواطنين الذين جاءوا من جميع أحياء الولاية، وحتى من خارج الوطن، ما عسانا أن نقول سوى الدعاء له بالرحمة والمغفرة ونسأل الله الثبات في هذه المصيبة التي ألمت بالعائلة . مصطفى بلا حدود : " كان فنانا متواضعا ومحبوبا " تأثرنا جميعا لخبر وفاة "هواري بوضو"، كان محبوبا لدى الجميع، وعرف عنه تواضعه وحبه للفقراء والمساكين، أسعد الملايين من الجزائريين بأعماله الجميلة والهادفة، رحيله سيترك فراغا كبيرا في الساحة الفنية، باعتباره من المبدعين المحترفين والمتألقين الذين يملكون روح الدعابة والحدس الفكاهي. الفنان العاصمي الباجي بحري :" خسارة للفن الجزائري " اليوم العائلة الفنية في الجزائر في حداد، حيث خسرنا كوميديا متألقا ولديه شعبية كبيرة في الوسط الإبداعي، قدمنا من الجزائر العاصمة، لتقديم التعازي ومواساة سكان وهران وعائلة الفقيد في مصيبتهم التي حلّت بهم، الأكيد أن الشاشة الوطنية ستفتقده وسيشعر الجميع بالفراغ الذي سيتركه هذا الكوميدي المتألق الذي كسب قلوب الملايين من عشاقه . الممثل مراد خان :" أيقونة نادرة يصعب تعويضها " "هواري بوضو " جوهرة فنية سمراء قلما تجد مثيلا لها في هذا الزمن، بل ومن الصعب تعويض فراقه لموهبته الفائقة وحضوره الفني الجميل والمبدع، الجميع كان يشاهد مسلسلاته في رمضان، بل وانه استطاع أن يخطف الأضواء والنجومية لما يملكه من قدرة كبيرة في إيصال الرسالة ومعالجة مختلف المظاهر الاجتماعية بطريقة كوميدية بارعة، رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه. هواري فتيتة : " كان صديقا وأخا يحب الفنانين " ( يبكي بحرقة ثم يصرح لنا...) هواري كان صديقا حميما وأخا لي ساعدني كثيرا، حيث شاركت معه في العديد من المسلسلات والأعمال الكوميدية، وأشهد أمام الله أنه كان إنسانا متواضعا ومحبوبا من قبل الجميع، سنفتقده في رمضان حيث كان يدخل البسمة في نفوس الملايين من الجزائريين الذين أحبوا أعماله.