ميهوبي يؤكد وقوف الوزارة إلى جانب الفئة الفنية التي تزرع الفرحة والبسمة في نفوس الجزائريين ووري الثرى ظهيرة أمس، بمقبرة عين البيضاء بوهران، الفنان الشعبي هواري عوينات، عن عمر ناهز ال70 عاما بعد معاناة مع مرض العضال ألمّ به في الآونة الأخيرة. وفي جو من الحزن والأسى وبحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، والي الولاية ميلود شريفي، ممثلين عن السلطات المدنية والعسكرية، فضلا عن رفقاء درب الفقيد وجيرانه، أجمع الكثير من الفنانين الذين التقينا بهم على هامش تشييع جنازة الفقيد، أن الراحل كان قامة إبداعية كبيرة، ومطرب ألمعي سخر حياته في سبيل ترقية الفن والوصول به إلى مستويات عالية، ومن بين الشخصيات الفنية التي حضرت جنازة الفقيد، نذكر على سبيل المثال لا الحصر: الأستاذ بارودي بخدة، الموسيقي باي بكاي، الفكاهي حمو، هواري فتيتة... وغيرهم من المبدعين الذين تأثروا برحيل الأيقونة هواري عوينات، لاسيما وأنه من المغنيين القلائل، الذين أدخلوا الفرحة والبهجة في نفوس الجزائريين أيام العشرية السوداء، حيث وبلباسه التقليدي وقبعته البيضاء المزركشة ورقصاته الخفيفة المتميزة، مثل هذا الرجل المتواضع والأب الحنون، الجزائر أحسن تمثيلا في الداخل والخارج، وكان بحق أحسن سفير يسمع صوت الوطن في مختلف التظاهرات والمهرجانات الدولية التي شارك فيها. من جهته أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في تصريح خص به الصحافة على هامش تشييع جثمان الفقيد، أن الجزائر ودعت فنانا محبوبا، اهتم طويلا بالتراث والثقافة والفلكلور، مضيفا أنه كان قريبا من الأوساط الشعبية، ما جعله يستقر في وجدان كل من تابعه واهتم بفنه، مشيرا إلى أن الفقيد يعتبر من الفنانين القلائل الذين نجحوا في إنشاء قاعدة من الجمهور الذواق لفن مستقى من الذاكرة الشعبية والتراث الوطني، مبرزا أن سبب نجاحه راجع ونجح لأسلوبه وطريقة أدائه لأغانيه التي أحبها جمهور واسع، ما مكنه ليصبح أيقونة في أسلوبه الذي يؤديه، مؤكدا أنه كان مخلصا فيما يقدمه ويحرص على اختيار النصوص البسيطة الهادئة، التي يحبها الكبار والصغار. ليوضح أنه لما أصيب بمرضه وجد تعاطفا واسعا من كل الناس، قائلا :« لما زرته وهو على فراش المرض، لاحظت أنه لم يفقد شيئا من روح الدعابة والمرح وكان سعيدا بأن يجد حوله هذا الالتفاف والاهتمام الكبير من الإعلام، ليشكر مديرية الأمن الوطني من خلال إدارة المستشفى التي تكفلت به ومنحته كل الرعاية، مشددا على أن حضوره مراسم تشييع جنازة الفقيد، تأكيد على وقوف الوزارة باستمرار إلى جانب هذه الفئة الفنية والثقافية التي تزرع الفرحة والبسمة والسعادة للجزائريين. من جانبه أكد ابن هواري عوينات بالمناسبة أن والده الذي عانى من المرض في الآونة الأخيرة، وجد عناية كبيرة من قبل الطاقم الطبي الذي سخرته إدارة الأمن الوطني، مضيفا أنه يشكر جميع من زاره وواساه قبل وفاته مساء أول أمس، مضيفا أن والده كان دائما في خدمة الفنانين الشباب، ولا يبخل عليهم بالمعلومات والنصائح التي يحتاجونها في مسيرتهم الفنية. تجدر الإشارة إلى أن "الجمهورية" كانت أول وسيلة الإعلامية أجرت حوارا مع هواري عوينات في رمضان المنصرم، حيث تحدثت عن حالته الصحية ومعاناته مع المرض الذي ألم به منذ شهور، حيث شهد "الفيديو" الذي نشرناه على موقع الجريدة انتشارا واسعا، ما خلف موجة تضامن واسعة للفنانين والمسؤولين ورفقاء الفقيد .