-سعر السردين بين الهبوط والصعود ووصل امس 700دج للكيلوغرام -الصيادون يحملون المسؤولية للوسطاء ويبررون الغلاء بتعويض الخسارة -اختفاء بعض الانواع من السوق تزامنا مع فترة الراحة البيولوجية -ترويج أنواع مجمدة بسعر الطازج و المستهلك يدفع ضريبة التحايل لاشيء أصبح يباع بثمنه الحقيقي ولم تعد الوفرة عاملا مهما في موازنة الطلب مقارنة مع العرض بل تحولت اسطوانة الغلاء سنفيونية مفضلة يرددها الباعة يوميا و يتهرب من سماعها المواطن البسيط في كل مكان فلم يعد لشهر الرحمة أي اعتبار في قلوب وضمائر بعض التجار الذين لاهم لهم سوى الربح السريع على حساب القدرة الشرائية للزوالية فإذا كانت أسعار الخضر و الفواكه التي ارتفعت إلى مستويات قياسية لم تبارح عتبة الغلاء غير مبرر بعد مرور أكثر من أسبوعين من رمضان فمن الجهة المقابلة لا زالت الأسماك محرّمة عمدا على البسطاء اللهم الا من رحم ربك في بعض العائلات التي تخرج أحيانا عن سياسة التقشف و شد الحزام للحفاظ على ميزانية الشهر رغبة في شراء شرائح من السمك الأبيض او نصف كيلو من السردين لتنويع مائدة الإفطار والخروج عن المألوف لكن هذا الأمر يبدو مستحيلا بالنسبة للسواد الأعظم من عامة الشعب الذين أصبحوا عاجزين عن التقرب من الأسماك بأنواعها بسبب الغلاء الفاحش الذي ضرب سوق السمك حيث لم تشفع سياسة المصعد التي ينتهجها مهنيو الصيد في بيع سمك السردين بين النزول مرة و الصعود أحيانا أخرى في إرضاء الزبائن الذين تحولوا إلى متفرجين مقابل صومهم على اقتناء الأسماك أو اللجوء إلى محلات بيع الأسماك المجمدة كبديل لكبح شهية الصوم الكل يسال عن السعر ويغادر " حملة مقاطعة اضطرارية عن شراء السردين "
وهو ما وقفنا عنده أمس في جولة استطلاعية بسوقي الاوراس والمدينة الجديدة أين وجدنا حيرة عشاق السمك من بعيد بادية على محياهم بعد خيبتهم الكبيرة لعدم تراجع أسعارها قليلا على الأقل في هذا الشهر الكريم فالكل يساوم ويتفرج ويكتفي بالسؤال عن السعر تم يغادر هذا هو حال الزوالية الذين باتوا يتساؤولون عن أسباب هذا الجنون في السعر الذي يفرضه الباعة في عز رمضان ومن المفارقات العجيبة الظاهرة للعيان هي حرمان شريحة واسعة من المواطنين من تناول السمك الطازج والاستمتاع بلذات غلال البحر التي تزخر بها المياه الوطنية الممتدة على طول شريط الساحلي على مسافة 1200كلم مع الإشارة إلى أن العائلات متوسطة الدخل تعجز عن اقتناء السمك بالأسعار الخيالية التي يطرحها الصيادون داخل موانئ الصيد وخارجها أيضا
الجمهورية رصدت أراء المتسوقين في هذا سوق حول أسعار السمك فكان ردهم غير مستحب حيث انتقدوا هذا الوضع الذي يخدم كل الأطراف التي افتعلت الغلاء ماعدا المواطن وهو ما أكدته سيدة اشتاقت إلى صينية السمك في الفرن منذ فترة وانتظرت شهر المغفرة طمعا في هبوط الأسعار من اجل تحقيق رغبتها لكنها تقول أنها تفاجأت باستمرار الارتفاع الذي طال كل شيء لتصبح الأسماك حلما صعب المنال وعبر رب عائلة عن غضبه من الباعة الذين حسبه يتحايلون بكل الطرق مناجل استنزاف جيوب المساكين موضحا في كلامه أنه كان مضطرا لشراء كيلوغراما من سمك مارلو الطازج بسعر 1400دج لتلبية طلب احد ابنائه في هذا رمضان وبعد طهيه تبين أنه غير صالح تماما للأكل ولم يكن فعلا سمكا طازجا مثلما يروج له في الأسواق - الجمبري الاحمر " روايال" ب3000والباجو ب1800دج وبشهادة هذا الرجل الذي لم يكن بطبيعة الحال الضحية الوحيدة للباعة المحتالين فأن ظاهرة بيع الأسماك في صناديق على أنها طازجة ولذيذة لكنها في الحقيقة غير ذلك أضحت منتشرة ولا يكتشف حيلة هؤلاء الانتهازيين سوى المستهلك الذي يدفع الضريية ولا يستمتع بالمذاق فتجد بعض المهنيين يهتدون إلى حيلة وضع مكعبات من الثلج فوق صناديق السمك لتمويه الزبون على انه طازج ويباع بسعر بضعف سعر المجمد وبلغة الأرقام ارتفع أمس شان سمك السردين مجددا فبعدما كان مطروحا للبيع ما بين 300 و400د للكليوغرام خلال الأسبوع الثاني من رمضان وصل أمس إلى عتبة 700دج للحجم المتوسط و 450دج ذات الحجم الصغير في حين تراوح سعر الخورير من الحجم الكبير ما بين 800 و750دج وبيع الجمبري الأحمر مابين 3000و3200 للكيلوغرام و الجمبري الأبيض الصغير ب 1500دج و سمك الباجو ب 1800دج ومارلو ب1500 و فو مارلو ب 700دج و سمك القط بنفس السعر بينما وصل الكيلوغرام الواحد لسمك " السيبيا " ال1600دج والكلامار الطازج ب 1400دج و الروجي ب 1800دج رغم اختفاء بعض الأنواع من السوق على غرا سمك بونيطو و الأخطبوط و الروجي الصغير وقد حمل تجار السمك مسؤولية ارتفاع الأسعار الى الوسطاء الذين يرفعون السعر بالجملة وبحسبهم فأنهم أصبحوا يعوضون الفارق في الربح برفع السعر الذي يصل قرابة الضعف إلى الزبون والبعض الأخير يفسر هذا السلوك بأنه تعويض للخسارة التي يتكبدها في الصندوق الواحد بسبب تعرض الأسماك إلى التلف نتيجة الشحن والتفريغ وبرر البعض الأخر ان سعر الصندوق الواحد من سمك السردين يباع في المسمكة للتاجر البسيط بما يتجاوز 9000دج بينما في السنوات المسبقة لم يكن يتجاوز ال1200دج مما يؤكد أن سماسرة الموانئ لهم ضلع كبير في الارتفاع المتواصل لأسعار جميع الأسماك بكل أنواعها وتشكيلاتها
وعن العرض المفاجئ الذي لا يستقر بين وفرته أحيانا الى درجة انه لا يحترم موسم معين وقلته أحيانا أخرى برر صياد قديم معروف في سوق لاباستي إلى سياسة المضاربين الذين يتحكمون في السوق فإما يقفون وراء وفرته أو يكونون سببا في اختفاء بعض الأنواع في الأسواق وذلك بهدف تسقيف السعر حتى لايقل عن المستوى الذي يريدون بلوغه وارجع حالة الجنون الذي يشهدها سوق السمك في رمضان إلى تزامنه مع الفترة الراحة البيولوجية للأسماك من اجل التكاثر والتبويض والتي يمنع فيها الصيد على بعد أميال من البحر وهو ما يفسر محدودية العرض مقابل ارتفاع السعر رغم أن هذه المعادلة لا تفسر واقع سوق السمك مادام ان هناك من يكسر قوانين الصيد و لا يحترم هذه الفترة وإلا كيف نفسر تسويق أحجام صغيرة من السمك السردين و اسماك تحمل بيضا في بطونها علنا في الأسواق الشعبية دون الحديث عن ظروف عرضها و خطرها على صحة المستهلك فاتورة بمليون سنتيم لشراء توعين من السمك بالمحلات الفاخرة أما بمحلات بيع اسمك الطازج أو المجمد فيختلف الزبائن بين من يفضل اقتناء المجمد هروبا من الصناديق المشبوهة من الأنواع الطازجة التي تعرض في الأسواق أو من يشتري الطازج بسعر خيالي لا يمكن أن يدفعه مواطن عادي يلهث وراء الراتب الشهري ومن خلال هذا الاستطلاع اكتشفنا انه لا مجال للمقارنة بين الطبقتين و العجيب أن هناك من يشتري السمك الطازج كالتونة أو الجمري او حوت الاسبادون بأثمان خيالية حيث أن الزبون مثلا بمحلات بيع الأسماك الطازجة بحي العقيد مستعد لدفع فاتورة تتجاوز مليون سنتيم في شراء نوعين من السمك فقط وهذا ما يقدر عليه المواطن البسيط الذي يلجأ إلى أسواق المساكين و لا حيلة له في ذلك أو يقترب من الأنواع المجمدة رغم أنها ليست في متناوله بعدما أصيبت هي الاخرى بعدوى الغلاء وهو ما أصبح متداولا في معظم القصابات التي تبيع الى جانب اللحوم البيضاء أصناف مختلفة من الأسماك داخل المبرادات فعلى سبيل المثال أصبح سعر الكلامار المجمد يتجاوز ال900دج للكيلوغرام و سمك الفيلي بين 600و800دج و الجمبري المجمد غير الأصلي مابين 350و600دج والجمبري الأصلي يتجاوز 1200دج ومارلو ب 1000دج فحتى أسعار الأنواع المختلفة وهي مجمدة تنطح السحاب ولم يعد المواطن قادر على شراء المجمد على الأقل حتى يكون باستطاعته التقرب من السمك الطازج