تواصل أسعار الأسماك الطازجة بمختلف أنواعها الزرقاء و البيضاء ارتفاعها بالعديد من أسواق ولاية وهران مسجّلة مستويات جنونية حيث وصل سعر السردين بسوق لاباستي صباح أمس إلى 700 دج للكيلوغرام و مع زيادة الطلب عليها و قلّة العرض تضطرّ العديد من العائلات إلى اقتناء الأسماك المجمدة كون أسعارها تتوافق و إمكاناتهم المادية المحدودة غالبا و لهذا السبب انتعش سوق السمك المجمّد كونه يستقطب حتى التجار المتحايلين و بعض أصحاب المطاعم . و عليه يقبل الناس بكثرة على أسواق الأسماك المجمّدة هروبا من الغلاء الفاحش و هو ما أكّده جل الباعة بسوق لاباستي و خاصة خلال الأشهر الأخيرة فأصبح سعر الكيلوغرام الواحد من بعض أنواع السمك المجمد يساوي أقل من نصف سعر الطازج ، فمثلا سمك "الرّوجي" يباع بمحلات الأسماك المجمدة ب 540 دج للكلغ الواحد و الطازج يعرض ب 1500 دج ، و نفس الشيء بالنسبة لسمك "المرلون" و الجمبري و غيرهما فيما قال أحد الباعة بأن مستهلكي الأسماك في وهران غيروا وجهتهم من شراء الأسماك الطازجة إلى المجمدة، خصوصا العائلات ذات الدخل المتوسط و الضعيف ، مؤكدا أن الطلب على الأسماك المجمدة تزايد منذ بداية شهر ديسمبر الماضي، نظراً لثمنها المنخفض و كذلك بسبب سوء الأحوال الجوية في الأسابيع الماضية و تراجع الإنتاج الصيدي و قال مواطن وددت أن أشتري سمكا طازجا لأبنائي لأنه مفيد جدّا لصحّتهم و نمو عقولهم لكنه كان غالي الثمن ففضّلت تأجيل ذلك إلى غاية استقرار الأسعار و مهما يكن يبقى السّمك الطازج الأفضل و لا ندري ماذا يحتوي المجمّد المستورد من مضافات من ملونات و مواد حافظة،و قيل لي ربما تنخفض الأسعار قريبا لأن الطلب عليها يتناقص و انتاجها سيزيد مع استقرار الأحوال الجوية و تشير مصادر من مديرية الصيد البحري أن أسعار الأسماك الطازجة ارتفعت بسبب الاضطرابات الجوية الاخيرة التي عرفتها ولاية وهران هذا اضافة الى أن الطلب على السمك زاد خصوصا انه اصبح يوجّه نحو الولايات الداخلية و الجنوبية لاسيما فيما يتعلق بالأسماك الزرقاء من السردين و التونة و التي اصبح يوصي بأكلها الأطباء كونها تحتوي على فيتامينات بينها اوميغا 3 الأمر الذي ضاعف الطلب عليها فيما قل العرض كما انه ربط هذا الارتفاع ايضا بعوامل أخرى منها النمو الاقتصادي و الزيادة في الاجور و تحسن المستوى المعيشي لدى العائلات الجزائرية. و أشار نفس المصدر أنه ستنخفض الاسعار بشكل كبير عقب استقرار وضعية البحر وعودة موسم و حركة الصيد إلى طبيعتها، نظرا لأن جميع المراكب ستقوم برحلاتها المعتادة وبشكل مكثف، لتعويض الخسارة الناتجة عن توقفهم ما سيجعل العرض أكبر . وأضاف أنه في مثل هذه الظروف المناخية يرتفع الإقبال على شراء الأسماك من المجمعات الكبرى بنسبة تزيد على مثيلاتها من محال البقالة، بسبب نسب التخفيض في الأسعار التي تتميز بها، لافتاً إلى أن أبناء الدول الآسيوية أكثر إقبالاً على الأسماك المجمدة، يليهم الأوروبيون، في حين أن الإقبال عليها ضعيف وسط أبناء الدول العربية.