حالة من الطوارئ عاشتها تيارت نتيجة الفيضانات التي ضربت العديد من المناطق جراء الأمطار الطوفانية التي تساقطت بالولاية و عزلت البلديات خاصة منها المتواجدة بالجهة الجنوبية من الولاية والتي لها حدود مع الولايات الصحراوية إذ تجاوز معدل تساقط الأمطار أكثر من 61 ملم كما كان تساقط البرد كثيفا و تسبب في قطع عدة طرق بلدية كعين كرمس حيث اضطرت مصالح الأشغال العمومية إلى فتح الطريق منذ الساعات الأولى من صباح أول أمس باستعمال الجرافات فيما شهدت دائرة فرندة كارثة حقيقية بسبب تدفّق المياه ما تسبب في عزل عدة أحياء جراء ارتفاع منسوب المياه الذي تجاوز 20 سم فوق سطح الأرض و لم تتحمل الطرقات الكم الهائل من المياه و تسببت الفياضانات في اقتلاع الزفت وجرفت أحد الأسواق المتواجد بخارج المدينة و خلفت عدة خسائر لدى الباعة للخضر والفواكه و وصل تدفق المياه إلى المساكن القديمة كحي «الكاليار» و«سيدي الناصر» واللذان يعدان من الأحياء القديمة بفرندة و تطلب الوضع تدخل مصالح الحماية المدنية لإجلاء السكان بهذه التجمعات القديمة و اقتلعت الفيضانات أرصفة كاملة تم إنجازها منذ أسبوع فقط بحي المستقبل المتواجد بمدينة تيارت وهذا ما يبين مدى الغش في الإنجاز و الأموال التي تصرف دون مراقبة أو متابعة لهذه المشاريع. الأمطار كشفت الغش في إنجاز تمثال الأمير عبد القادر من جهة ثانية فقد عرت الأمطار كذلك مشروع تمثال الأمير عبد القادر الذي تم نصبه منذ حوالي سنة تقريبا بمحور الدوران المؤدي إلى حي التفاح بمدينة تيارت حيث كشفت الأمطار مدى الغش في الإنجاز و تبين أن التمثال صنع من مادة الجبس عوض أن مادة البرونز المخصصة في إنجاز تماثيل تعبر عن شخصيات وطنية الأمر الذي أثار استغراب المواطنين هو الحالة التي آل إليها التمثال بعد المغياثية الكبيرة التي شهدتها تيارت. وتسببت الأمطار كذلك في تشكل برك كبيرة من المياه عقب انسداد قنوات الصرف الصحي وحسب نشرية خاصة فإن هذه الأمطار هي من الدرجة الثانية و هي أمطار فيضانية قد تشكل خطرا على السكان نتيجة غزارتها. كما أغرقت الفيضانات عدة مساحات فلاحية هامة و تزامنت مع موسم الحصاد والذي انطلق في عدة مناطق و تسببت في إتلاف المحاصيل الزراعية الكبرى ويتوقع أن ترتفع أسعار الخضر والفواكه بأسواق الولاية نتيجة صعوبة جني المحاصيل و الولوج إلى الأراضي لكثرة الأوحال .