- الإسلام انتشر بالقدوة الحسنة وليس بحد السيف احتضن أمس الجامع القطب عبد الحميد بن باديس بوهران، فعاليات الملتقى الدولي حول الإسلام والبعد الإنساني بحضور نخبة من الأساتذة الجامعيين والأئمة والحقوقيين، اللقاء الذي نظمه المجلس الإسلامي الأعلى احتفالا بعيدي الاستقلال والشباب واليوم العالمي للعيش معا في سلام، كان فرصة لطرح ومناقشة العديد من الأفكار التي تخص القيم العالمية النبيلة لديننا الحنيف، المشبعة بالإنسانية وحب الآخر والتعايش معا في كنف الاحترام والأخوة والمحبة. حيث أجمع المتدخلون في هذا الملتقى الذي حضره رئيس المجلس الإسلامي الاعلى بوعبد الله غلام الله، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان فافا سي لخضر بن رزوقي، والي الولاية مولود شريفي وشيخ الزاوية الطيبية بوهران، أجمعوا على أن الإسلام تجربة حضارية شاملة ومتكاملة، حيث شكل عند مجيئه لحظة إنسانية فارقة أعطت للتاريخ والوجود معان ودلالات جديدة كلية، مشيرين في إلى أن التحولات الكبيرة والرهيبة التي يعرفها العالم تفرض علينا استحضار تلك القيم السامية للإسلام لتحقيق عالم يسوده التسامح والتعايش والتآلف الحضاري، وبالتالي فإن هذا الملتقى الأكاديمي عمل على دراسة كيفية تكريس وتأصيل «فلسفة العيش معا وفق ما يمليه ديننا الحنيف من قيم وما يفرضه المشترك الإنساني من أخوة دينية وآدمية، متجاوزا بذلك كل أشكال الاختلاف اللغوي والقومي والجغرافي. من جهته أكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله في كلمته الافتتاحية، أن الأئمة الربانيين لا يمثلون كلمة الأمة، إلا إذا كانوا من أصولها الفكرية والعلمية المنيرة، بل وقادمين إليها باجتهادات ترفض كل أشكال التكفير لأصولها وقواعدها السمحاء، مشددا على أن الإسلام راسخ رسوخ القرآن، وهو محفوظ في صدور الجزائريين، منتقدا حملات التكفير التي تخرج الناس من الملة، حيث قال إن الإسلام انتشر بالقدوة الحسنة وليس بالسيف، وبالتالي فهو دين الإنسانية بحق، الذي يكفل للبشر حريتهم العقدية والسلوكية دون اعتداء ولا إكراه، معرجا إلى الحديث عن بيان أول نوفمبر 1954، حيث أكد أنه لا توجد فيه دعوة للعدوان والاعتقال والمعاصي، بل أنه حرص على الحرية والانفتاح والعيش معا، تماما مثل ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، الذي قال عنه نفس المتدخل، إنه رسالة للحب والوئام ويملك بين ثناياه إرادة إنسانية مفعمة بالتسامح والتآخي والمودة في كنف الوطن الواحد. من جهتها أكدت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان فافا سي لخضر بن رزوقي، في مداخلتها أن هذا الملتقى فرصة لتأكيد جهود الدولة من أجل نشر قيم ديننا الإسلامي الحنيف، موضحة أن المجلس الإسلامي الأعلى، ما فتئ يلعب دورا كبيرا في تنوير المجتمع الجزائري إلى المقاصد الإنسانية والروحية لشريعتنا الغراء، مبرزة أن البعد الإنساني للدين هو أحد المبادئ المؤسسة لدولة المواطنة، داعية المنابر الدينية إلى لعب دور تنويري كبير، كي لا ينشأ أبناؤنا في عوالم معزولة بعيدة عن رسالتنا الإسلامية السمحاء، وبالتالي يذهبون ضحية لأفكار وقيم مغلوطة وخاطئة من جهته أكد والي الولاية مولود شريفي، في كلمته أن حقوق الإنسان في الجزائر مكفولة من قبل الدولة الجزائرية، مشيدا بمثل هذه الملتقيات الهامة التي يتعانق فيها الجامع مع الجامعة، ما يسمح بتعميق المعرفة وتنمية الإنسان وحفظ كرامته، مبرزا جهود رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في تعزيز الوحدة الوطنية وتوثيق تماسك الشعب لبناء جزائر حديثة وعصرية، موضحا أن الإسلام دين وسطية ونبذ للكراهية والعنف وأنه يدعو دائما إلى الحوار بين الأديان والحضارات وترقية ثقافة السلم. هذا وشهد الملتقى تقديم عدة محاضرات من قبل عدة أساتذة جامعيين نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر : د. جمال يحياوي، د. سعيد بوزيري، د. كمال بوزيدي ..إلخ