- الظاهرة الحزبية في الجزائر ولدت مشوّهة واستمرت كذلك» أكّد، الخبير في القضايا القانونية والسياسية، الدكتور عامر رخيلة، أن الظاهرة الحزبية في الجزائر ولدت مشوّهة واستمرت مشوّهة، مبديا إستياءه، من « الصمت السياسي» لبعض أحزاب المعارضة التي لم تعلن مرشحها لرئاسيات 2019 لغاية الآن، موضحا، ان « صمت أحزاب المعارضة ليس على حدث سياسي معيّن وإنما إزّاء كل القضايا المطرحة في المجتمع»، معتبرا، أنه « من المفروض أن تبدي التنظيمات الحزبية مواقفها من كل ما يطرح داخل وخارج الوطن من قضايا لأنها ملزمة أمام المناضلين والمواطنين على حد سواء لإبداء الرأي مطابق لرأي السلطة أو خارج إطار رأي السلطة. واستهجن، عامر الرخيلة، في اتصال جمعه مع « الجمهورية»، سلوك « ما يسمى بأحزاب المعارضة» إزاء كل القضايا المطروحة للنقاش، معتبرا، أن الاشكال الذي تعانيه الأحزاب السياسية في الجزائر أنها «أحزاب لا تنتج الفكر ولا تحدد مواقف من أي قضية وإنما هي أحزاب تنتظر الآجال الانتخابية محلية كانت أو تشريعية لتطلق العنان لأفكارها وبرامجها التي لا يسمع عنها المواطن إلا خلال هذه المناسبات. وأضاف، أن ما يلاحظ أنه عندما يتعلّق الأمر بالرئاسيات، فإن هذه الأحزاب «رأس مالها وبرنامجها الأساسي يكمن في دعوة رئيس الجمهورية لعدم الترشّح»، معتبرا، ذلك «ليس من السياسة»، قبل أن يضيف، « يمكن لأحزاب المعارضة مثلا أن تتحدّث عن عدم أحقية الرئيس للترشّح لعهدة أخرى من منطلق دستوري ولكن أن يكمن البرنامج السياسي لحزب معيّن في دعوة الرئيس لعدم الترشّح فهذا تمييع للعمل السياسي، وتمييع للمواقف». كما، اعتبر، أن «الاشكال الموجود على مستوى الأحزاب السياسية المعارضة أنها مدركة كل الادراك بأن كل امكانياتها البشرية وتعبئتها وخطابها السياسي لا أثر له في الشارع المحلي، معللا، ذلك في كون الأحزاب تكتفي بالاعتماد الممنوح من طرف وزارة الداخلية دون المراهنة على انتخابات رئاسية، قبل أن يضيف، بأن ما هو معمول به في دول العالم في البناء الديمقراطي، عندما يتعلّق الأمر بالانتخابات الرئاسية تتفق على شخص له كاريزما وتتبناه وتلتف حوله وحول برنامجه للدخول لمعترك الرئاسيات، وهو الشيء الغائب لدينا، حسب ذات المتحدّث، مؤكدا، أن «البعض من الأحزاب ينتظر ساعة معينة لمناصرته لرئيس الجمهورية بعد ما يتأكد أن الرئيس سيترشّح لعهدة، وهو السلوك الذي أرجعه، الدكتور عامر الرخيلة، لكون هذه «أحزاب أسّست للمشاركة في تقسيم الكعكة». كما، ذكّر أن الحزب السياسي هو مجموعة من أفراد المجتمع يلتفون حول برنامج ويتم ممارسة وتأطير ومحاولة الانتشار على أوسع نطاق في وسط الشارع والترويج لأفكاره وبرنامجه الذي يصب في اقتراحات، حلول ورؤى وتصورات لجملة القضايا التي يعيشها أي مجتمع حديث، معتبرا، أنه في الواقع وبمجرّد الاحتكاك بالأحزاب كل ما نجده هو «الضحالة الفكرية والسياسية وعدم القدرة على تحليل القضايا المحلية فما بالك بالقضايا الدولية» وهو ما يجعل هذه الأحزاب لا تتطلّع لمستوى الانتخابات الرئاسية».