لا يختلف اثنان على أن قطاع الصحة بوهران على غرار بقية الولايات يعاني عموما من نقائص عديدة لاسيما إذا يتعلق الأمر بالعلاج المجاني الذي يدفع ضريبته المواطن البسيط أو المريض الذي يتوجع بقاعة الانتظار او يترقب دوره لساعات من الزمن بأروقة الاستعجالات لعل وعسى أن يجد من يتكفل بحالته و إذا اجتاز غرفة الكشف فعليه أن يدخل في رحلة بحث عن الدواء المفقود أو الجري وراء المصالح لإجراء الأشعة آو التحاليل المطلوبة وعلامات التذمر والحسرة وشكاوى عديدة التي نلاحظها و نسمعها أينما حللنا وارتحلنا بمختلف المصالح الطبية بمستشفى و هران لدليل قاطع على أن الوضع الصحي لم يتحسن ولن يتطور رغم الهياكل و التي تعزز بها القطاع منذ سنوات بعاصمة الغرب إلا أنها لم تحقق الأهداف المرجوة لضمان خدمات في المستوى التي باتت تحتضر في الكثير مستشفياتنا حتى الجامعية منها التي ينبغي أن تتوفر على كل شيء من شأنه الحفاظ على صحة المريض وراحته حيث يعاني المرضى من سوء التكفل لاسيما النساء الحوامل بمصالح التوليد أين يتقاسمن العيش مع القطط وسط الروائح الكريهة والقمامة ويترقبن دورهن بعد مرور أكثر من أسبوع على مكوثهن بالمصلحة من اجل برمجتهن للولادة القيصرية كما يروي الكثير من المواطنين الذين وجدناهم في عدة مصالح ينتظرون وقت الزيارة لعيادة مرضاهم معاناتهم اليومية مع القائمين عليها حيث تبدأ مع أعوان الحراسة والممرضين لتصل إلى الأطباء حسب ما كشفت عنه سيدة التي اخذت والدتها المريضة بالسكري من اجل قياس نسبة السكر في دمها لتتفاجئ برد غير لائق من ممرضة قالت لها ان الجهاز غير متوفر على حد قول هذه السيدة هذه عينة فقط من حالات التي لا تستدعي الجري بالمستشفيات فما بالكم بالمرضى المتواجدين بالاستعجالات الطبية والجراحية والتي تفوق حالاتهم الطارئة قدرات الأطباء والوسائل الموضوعة تحت تصرفهم وما يعيشه قطاع الصحة بوهران بناء على المعطيات السالفة الذكر مقارنة بالتقرير الأخير للجنة الصحة والنظافة و حماية البيئة الذي وضع على طاولة المجلس الشعبي الولائي خلال الدورة العادية لهذا الشهر يختلف عن الوضع الذي تتخبط فيه المصالح الطبية والغريب في الأمر أن هذا التقرير بعيد عن الواقع ولا يشرح بالتفاصيل ما يحيط هذا القطاع من اختلالات ونقائص يعلمها الخاص والعام ومن خلال إلقائنا نظرة على ملف اللجنة الذي خصته للاستعجالات الطبية والجراحية نلاحظ انه يخلو تماما من التقارير السوداء ويكشف فقط محاسن القطاع منها الشق المتعلق بالتكفل قبل دخول الاستعجالات من قبل فرق المتنقلة samu وفي الواقع أنها لا تتنقل إلا بعد جهد جهيد وإلحاح شديد ثم التكفل بعد دخول الاستعجالات أين تطرق الملف إلى العموميات من خلال التعريف بهذه المصلحة وإبراز دور الأقسام وتسيريها ثم عرج التقرير إلى عرض بطاقة شاملة عن المستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب ومستشفى الفاتح نوفمبر بايسطو والتعريف بمصالحه إلى جانب المؤسسات العمومية للصحة الجوارية الموزعة عبر26 بلدية وأضافت لهذا الملف شطر يتعلق بتوفر الدواء في المستشفيات رغم اختفاء مئات الأدوية بالصيدليات التي أحدثت أزمة وطنية وهذا ما أكدته نقابة الصيادلة بوهران التي كشفت عن اختفاء أكثر من 80 نوعا منها الأدوية المخصصة لعلاج الأمراض المزمنة وهذا ما يطرح السؤال ماعلاقة هذا التقرير بالواقع وباستثناء الاعتراف بنقص الطاقم الطبي الذي يحول دون تطبيق نظام المناوبة كامل الأسبوع على اعتبار أن الإحصائيات كشفت أن كل طبيب يقابله 9757 مريض و سرير واحد ل2189 نسمة وممرض واحد مقابل 3680 نسمة ثم ختم التقرير بذكر المشاريع المتواجدة في طور الانجاز على غرار مستشفيات قديل وسيدي الشحمي والكرمة رغم أنها في الواقع مشاريع متأخرة