@ كيف تفسرون الهوس الذي أصاب بعضا من شرائح المجتمع الجزائري في نشر الفيديوهات والصور الفاضحة و مشاهدتها ؟ ^ لابد لنا هنا أن نطرح سؤال حول ما إن كان نشر مثل هذه الصور والفيديوهات ظاهرة أم لا ؟ وإن كان الجواب بنعم فإن العلوم الاجتماعية موضوعها الأساسي الظواهر الاجتماعية هذه الأخيرة قد تكون ظرفية أو أساسية أو استثنائية . @ وهل تصنفون هذا النوع من الهوس كظاهرة ؟ ^ أعتبره ظاهرة عالمية وليست مقتصرة على الجزائر أو البلدان العربية و دول العالم الثالث لأنها ظاهرة مرتبطة بالتحولات والتغيرات في عدة مجالات و خاصة الإعلام الالكتروني و التكنولوجيا الحديثة و نحن اليوم نعيش في مجتمع عالمي فنحن جزء لا يتجزأ من المجتمع العالمي في حركته و تطوره خاصة في البلدان المتقدمة أفرزت هذه الظواهر التي لها علاقة بالثورة المعلوماتية والعولمة . @ وهل ظاهرة نشر الصور المتعلقة بالحياة الخاصة والحميمية للأشخاص ظاهرة ظرفية أم ماذا ؟ - إن كان النشر منطلق من عمل مؤسستاي عنده أهداف قد تكون سياسية أو إيديولولجية وقد يكون النشر فردي و الهدف منه هو استفزاز الأشخاص . @ وهل ترون أن هوس المشاهدة هو رواء انتشار و رواج مثل هذه الصور والفيديوهات عبر الوسائط الالكترونية ؟ ^ في علم الاجتماع مثل هذه المسائل غير بعيدة في التحاليل الاجتماعية هي أمور غير جديدة و إنما اتسعت الظاهرة بتطور تكنولوجيا الاعلام و أظن أن الفرد أصبح أكثر حرية لأننا في عالم تغلب عليه النزعة الفردية المتولدة من واقع اجتماعي تاريخي يقدس الفرد . @ كيف تنظرون إلى شخصية الناشر في هذا المجال ؟ ^ أولا وقبل كل شيء هناك معايير عدة أوّلها المعيار الأخلاقي فمجتمعات العالم الثالث هشة وفي هذا الوضع الهش والضعف في المؤسسات يظهر هذا الفعل الفردي الذي يمس بقيم المجتمع هناك مقولة في علم الاجتماع تقول أن ‘' كل فعل فرد أو جماعي أو مؤسساتي عنده هدف ‘' ولا تنسى في أن هذه الهشاشة في المؤسسات تبدأ من الأسرة وأن مثل هذه الأساليب و السلوكات تهدف لضرب عمق الأسر و تفكيكيها . مجتمعاتنا الآن تفتقر إلى الحصانة و الحماية والتي تأتي من التعاون بين أفراد المجتمع و هو ما نفتقر اليه في غياب مؤسسات التنشئة الاجتماعية التي لا تلعب دورها اللازم . @ ما مفهوم الحياة الخاصة في ظل ما نشاهده من تغيّرات تسببت فيها التكنولوجيات الحديثة ؟ لا توجد حياة خاصة بمعزل عن حياة عامة فالفرد هو جزء لا يتجزأ من الجماعة وبالتالي سلوك الفرد ينبغي أن بخضع للقيم ناهيك عن المجتمع الجزائري حديث فيه قيم ومؤسسات لا بد أن تحترم وكذلك لابد أن لا ننسى أنه لا يوجد مجتمع ملاك . ومنه لا ننتظر من المجتمع في مساره التاريخي ان يولّد ظواهر ايجابية دائما . @ لماذا أصبحنا نتلذذ في مشاهدة فضائح الناس و مآسيهم عبر النت ؟ ^ هذه الحالات وجدت في مجتمعاتنا نتيجة هشاشة المؤسسات التنشئة الاجتماعية وغياب التنسيق بينها والتلذذ لأن الفرد يخضع لثقافة الهدم والسلوكات السلبية حيث يرى أن التغيير يكون بهدم كل شيئ و الانطلاقة من الصفر . @ لماذا تساوت النخبة مع العامة في اقتراف مثل هذه السلوكات السلبية ؟ ^ تعرفون جيدا أن في مجتمعات دول العالم الثالث يطرح كثيرا مشكلة النخبة هل عندنا نخبة بمفهوم سوسيولوجي ، وفي ظل هذه النخبة السياسية والاعلامية والفكرية والاقتصادية وغيرها والمشكلة الان بناء مجتمع سليم بنخبة سليمة نحن لدينا نخب مفككة والسؤال المطروح لماذا هذا التفكك في النخبة و مشكلتنا هي تغلب العامة على النخبة .