كشف مدير الثقافة بقسنطينة السيد زيتوني عريبي عن تهيئة ورشتين على مستوى كل من مسجدي سيدي لخضر وبشتارزي، وذلك للانطلاق في عملية ترميمهما خلال الأيام القليلة القادمة بعد تحضير دفتر الشروط و تعيين مكتب الدراسات ، ليتم بعدها الانطلاق في 3 مشاريع أخرى ستشمل كل من زاوية بشتارزي، الطيبية و زاوية التيجانية العليا. و هي المشاريع التي تدخل في إطار عمليات ترميم مساجد وزوايا مدينة قسنطينة، مؤكدا في ذات الصدد بأن ما يعادل 12 مسجدا معنيا بالترميم على مستوى المدينة ،منها 7 مساجد تم إغلاقها و 5 أخرى لا تزال مفتوحة أمام المصليين، باستثناء كل من مسجد حسن باي و المسجد الكبير اللذان خضعا لعمليات الترميم ودخلا حيز الخدمة خلال شهر رمضان من العام الماضي بحلة جديدة تليق بهذين الصرحين العريقين اللذان يعدان من أقدم المساجد بمدينة سيرتا. مدير الثقافة و خلال حديثه مع الجمهورية عن مشاريع أوقاف المدينة صرح أن التأخر في الانطلاق في عملية الترميمات كان بسبب عدم التزام بعض مكاتب الدراسات بدفاتر الشروط و الآجال المحددة مع الخصوصية التي تتسم بها مباني هذه المساجد التي تتطلب بحد ذاتها دراسة لوضعها الأول قبل الانطلاق في أشغال الترميم ميدانيا، فيما أكد على ضرورة التشديد على الإسراع في إتمام مشاريع الترميم بهذه المساجد و التي ستكون حسبه جاهزة قبل حلول شهر رمضان المقبل. و بإلقاء نظرة على صروح المدينة الدينية نجد أن قسنطينة تزخر بالعديد من المساجد و الزوايا على رأسها مسجد الأمير عبد القادر الذي يعتبر اكبر معلم ديني في إفريقيا ، كما يعد جامع رحبة الصوف من أقدم المساجد فيها حيث أسسه رجب باي الذي تولى الحكم في الفترة بين 1666 و 1673، و شهد هذا المسجد عدة تحولات أيام الاحتلال من مسجد إلى مستشفى ثم منح إلى الراهبات المسيحيات، ليتم تحويله إلى مدرسة لتعليم الفرنسية ، و أعطي له اسم « علي خوجة « أحد أموات الجند الفرنسي أعقاب الحرب العالمية الثانية، و مازالت هذه المدرسة قائمة إلى اليوم ، هذا بالإضافة جامع سوق الغزل، الذي بناه الباي حسين المعروف باسم قليان، و سمي على اسمه عندما تولى حكم قسنطينة في الفترة بين 1713 و 1723 ،و كذا مسجد سيدي لخضر و مسجد الشيخ الكتاني الذي بناه صالح باي بن مصطفى، و المدرسة التابعة و تتمثل في ضريح الشيخ الكتاني المدفون به، ناهيك عن العديد من المساجد على غرار مسجد سيدي عبد المومن الذي يعود تاريخ بنائه إلى عهد أحمد باي بن علي القلي بين 1756 و1771م، و مسجد سيدي الكتاني الذي شيده صالح باي سنة 1776 الواقع بالسوق الأسبوعي سوق العصر و غيرها من مساجد المدينة العريقة.