مع تنامي الأحياء السكنية الجديدة وظهور أقطاب عمرانية متمركزة في شرق الولاية وتواصل عمليات الترحيل من الأحياء الشعبية القديمة لم يعد قلب وسط مدينة وهران ينبض بحيوية ونشاط حيث فقد خلال العشرية الأخيرة مكانته كواجهة حقيقية لعاصمة الغرب الجزائري بعدما تحول إلى خليط من نسيج عمراني غير متجانس يجمع بين بقايا هدم البناء العتيق والهش الذي شوه المنظر العام و مشاريع جديدة اعتدى علوها الشامخ على قواعد التعمير بفعل بناء أبراج موبيلار التي تتوسط المدينة مطلة على واجهة البحر تتوارى من خلفها مجمعات سكنية وبنايات حي قمبيطة العتيق وهو ما يلاحظه المتجول عبر دروب و شوراع الباهية القديمة انطلاقا من وسط المدينة وتحديدا من حي ميرامار الذي فقد الكثير من معالمه العمرانية وفضاءاته المتميزة التي طالها الإهمال وتحولت إلى وجهة مفضلة للمتشردين و متعاطي الخمور على غرار ساحة بورسعيد المهترئة بجبهة البحر إلى درجة تضرر الأرصفة المحيطة بها و تعرض الكراسي للتخريب وانتشار الروائح الكريهة قرب المراحيض ووسط السلالم من الجهة المقابلة المحاذية لوكالة المتعامل في الهاتف النقال جيزي المتجول في قلب وسط المدينة العتيق يشد ناظره المباني القديمة المهجورة منذ سنوات و المهملة ومنها ما أصبحت عرضة للانهيارات والتخريب على غرار البناية ذات الطوابق غير مرقمة المتواجدة خلف مقر البريد المركزي وتحديدا بشارع الشيخ مبارك الميلي « بيار طبارو سابقا» وحسب شهود من عين المكان فان هذا المبني مهمل منذ عدة سنوات بعدما تركه صاحبه الذي استلف قرضا من بنك البركة ولم يتمكن من استرداده لتتحول العمارة التي أعطت صورة سيئة لهذه المنطقة الواقعة على بعد أمتار من ساحة المغرب التي هيئت بكاملها دون إزالة المباني المنسية المحاطة بها هياكل مرخصة بالهدم بشارع حكيمي نعيمي ولا تزال مجرد أطلال وما يلاحظ خلال جولة استطلاعية بأحياء وسط وهران أن معظم البنايات القديمة الخالية لا تحمل ترقيم وحتى بعض الشوارع تحمل لافتات قديمة غير واضحة ويصعب قراءة اسم الشارع عليها ولم تستبدل بأخرى جديدة وهو ما يعاب على مسؤولي بلدية وهران الذين لم يرفعوا التسميات القديمة من بعض الشوارع في صورة شارع» بيار توبار» الذي يعرفه فقط القاطنين بالحي وبحي» ميرامار» العتيق لا تختلف الوضعية حيت لاتزال بقايا البنايات الشاغرة و المنهارة جزئيا والمهجورة تتوسط البنايات المشغولة بالسكان على غرار مبنى « بولزاز» بشارع حكيمي نعيمي المرخص له بالهدم منذ أكثر من سنة دون إزالته مع العلم انه عبارة عن ملكية خاصة ماتزال على شاكلة اطلال لها واجهة أمامية فقط و بداخلها جدران محطمة وبقايا أحجار منتشرة وأوساخ ومزابل عمومية بداخلها وليس بعيدا عنه تتواجد بناية مهجورة ب28شارع شقران « ماري شارلان سابقا بنفس الحي وتعد هذه البنايات الواقفة على الأطلال نموذج للعديد من البنايات القديمة غير مستغلة بوسط المدينة منها مقر الشركة القديمة لتركيب قطع غيار السيارات المتواجد ب5شارع حضري محمد قرب مقر « لالوفا» للرابطة الجهوية لكرة القدم وعلى طول شارع الرئيسي لحي ميرامار تحولت واجهات أمامية لبعض العمارات إلى خراب و مكان مهجور تتجمع فيه القطط و الفئران وتحديدا بالقرب من مقر النقابة الوطنية لمؤسسة سونلغاز وفي عدة زوايا أخرى تتمركز فيها المباني المهجورة التي أصبحت تتهاوى في منظر لا يليق بحجم هذه المدينة التي توصف من ضمن المدن الكبرى أمام تدهور النسيج العمراني القديم حيث لم تشفع عمليات الترميم التي تشهدها المعالم العتيقة منذ سنوات في تحسين وجه المدينة ولم تتجاوز هذه الأشغال حسب المختصين مرحلة الترميم الخارجي وتهيئة الأجزاء المشتركة للبنايات المقابلة للشوارع الكبرى على غرار شارعي العربي بن مهيدي ومحمد خميستي بينما ما تخفي من خلفها بأحياء كافينياك و سان بيار من مباني متضررة و بعضها يتهاوى جزئيا يتجاوز الوصف ويفسر أن عمليات الترميم لم تكن مدروسة لتشمل معالم وهران العتيقة ومكاسبها التاريخية والجدير بالذكر ان ما يشهده النسيج العمراني المهدد بالزوال بعدما أصبح وسط المدينة يتميز فقط بطابعه التجاري السائر في طريق الاندثار أيضا باعتبار ان المحلات الكبرى حولت إلى شرق المدينة وبات النشاط يقتصر على بيع الألبسة و الاحذية و الهواتف عموما جعل المدينة تفقد معالمها وجمالها ومعجبيها من الزوار الذين غيروا الوجهة نحو وهران الشرقية حيث صار وسط المدينة و مجرد مباني قديمة دون روح و ذلك وسط انتشار مقلق لمظاهر الفوضى و العشوائية التي حولت أزقة و طرقات عاصمة الغرب إلى مفرغات للنفايات ويصدمك مظهر الأرصفة المتسخة و الطرقات المهترئة في ديكور سيئ يكتمل مع منظر حافلات النقل الحضري القديمة أما المداخل الأخرى لاحياء وسط وهران فلا تختلف كثيرا و يغلب عليها الفوضى و والطابع العمراني المتضرر بملاحظة مباني أغلبها تتهاوى وكان وسط المدينة اصبح على شاكلة حي سيدي الهواري العتيق في نفس المقام حيث انه تحول لمجرد نقطة عبور يضطر المواطنون لسلكها من أجل قضاء حاجياتهم اليومية ثم الهروب منها قبل حلول الظلام