قد يكون من المفيد وولاية وهران في قلب الإستعدادات لاحتضان الألعاب المتوسطية في طبعتها ال19 سنة 2021, تذكير سكان وهران أنهم مدعوون قبل غيرهم إلى التجند لرفع هذا التحدي بشكل عملي لا يدع شيئا للصدفة . كما عليهم أن يدركوا أن مساهمة السلطات العمومية في التحضير لهذا العرس الرياضي مهما بلغت ماديا وماليا لن تكون كافية في معزل عن المجهود الشخصي لكل الوهرانيين والوهرانيات الذين و اللائي ينبغي أن يكونوا و يكن في مستوى جهود لجنة التحضير التي خاضت معركة الترشح لاحتضان هذه التظاهرة بنجاح و تميز لإقناع لجنة الترشيحات, ومواجهة مفاجآت الكولسة لانتزاع شرف احتضان وهران لألعاب البحر الأبيض المتوسط, ذات الأهمية الإقليمية و العالمية . وبهذا نكون قد أقنعنا غيرنا بأن وهران تتوفر على كل المؤهلات الرياضية و اللوجستية والمادية و البشرية و المالية و السياحية و الثقافية و التنظيمية , و ينبغي الاعتراف أن هذه المهمة مهما كلفت من جهد و مال و نضال مستميت تبقى بمثابة النجاح الأصغر . و هو نجاح يفقد جدواه , إن لم يدعم بنجاح أكبر , نجاح يبدأ بإقناع أنفسنا بأننا أهل لهذا الاستحقاق الرياضي ليس بمنشآتنا الرياضية و لا بهياكل الإيواء و الإطعام , الترفيه و التسلية , وما شابهها من مرافق يحتاجها ضيوف وهران , و لكن أيضا من خلال تغيير الكثير من السلوكيات الدخيلة على أعراف و تقاليد كرم الضيافة التي تميز بها أسلافنا على مر الأحقاب . دون أن ننسى المسؤولية الثقيلة الملقاة على عاتق الفيديراليات الرياضية , و رياضيي النخبة لرفع تحدي النتائج و تحسين رتبة بلادهم في جدول الميداليات , ما دام لهم كل الوقت و كل الإمكانيات لتحقيق ذلك , و قد نجحت دول أقل من بلادنا إمكانيات في ربح مثل هذا الرهان في تظاهرات مماثلة, فما المانع من أن تنجح الجزائر كذلك بكثير من العمل و الإرادة , لأن* نجاح التظاهرة يبقى رهينة سلوك كل وهراني* و ذلك هو النجاح الأكبر . و لذا من حق وهران أن تسائل سكانها عما أعدُّوه لاستقبال ضيوف 26 دولة متوسطية صيف 2021, قبل استعراض جهود السلطات العمومية في هذا المجال.