باتت عيادات طب النساء والتوليد هاجسا حقيقيا للمرأة الحامل منذ الأشهر الأولى من حملها نظرا للمعاملة السيئة التي تتلقاها داخل مصالح التوليد وهي السمة البارزة التي أصبحت تطغى على الوضع العام لهذه المؤسسات الاستشفائية التي باتت تنفر منها النساء الحوامل اللاتي أصبحن يتجهن إلى العيادات الخاصة لوضع مواليدهن في أحسن الظروف ولكن لمن استطاع إليها سبيلا فهناك فئة لا تقوى نظرا لمحدودية الدخل ولظروفها المعيشية الصعبة على طرق أبواب القطاع الخاص لذلك فهي تضطر إلى تقبل كل ما يقع لها وعليها داخل هذه العيادات. وبسيدي بلعباس الوضع لا يختلف عن باقي الولايات ورغم تطوير المؤسسة وتجهيزها بكل ما يلزم لتحسين ظروف الولادة سواء الطبيعية أو القيصرية إلا أن الإهمال لا يزال سيد الموقف ولا تزال السيدات الحوامل تخشين على أرواحهن ومواليدهن من هذا الوضع الذي ازداد سوءا،ولعل حادثة وفاة أم في العقد الثالث ومولودها مؤخرا التي هزت ولاية سيدي بلعباس برمتها و أصبحت حديث للعام والخاص لخير دليل على الإهمال والتسيب الذي تعيشه النساء الحوامل من بعض العاملين بالمؤسسة،وفي هذا الصدد أكد مدير الصحة لولاية سيدي بلعباس أن مصالحه تحركت لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة في حق كل من تورط في هذه القضية وتم فتح تحقيق اداري أسند للجنة تفتيش تابعة لمديرية الصحة يضيف محدثنا من أجل الوقوف على مختلف المعطيات التي وقعت قبل أسبوعين حينما دخلت الضحية التي تنحدر من بلدية سيدي خالد إلى المستشفى لغرض وضع مولودها ليتم اهمالها من قبل الفريق الطبي المناوب ليلة الحادثة من الساعة الرابعة صباحا وإلى غاية الثامنة صباحا بحيث لم تتلقى المريضة الرعاية الكاملة من طرف المناوبين وتركت تعاني إلى غاية الصباح أين ساءت حالته ليتم ادخالها إلى غرفة العمليات أين أجريت لها عملية قيصرية لتتوفى على اثر ذلك بعدما تعرضت لمضاعفات خطيرة بعدما لقي مولودها الذي ولد حيا نفس المصير بسبب التهاون والإهمال والتقاعس. هذه الحادثة تبعها اتخاذ الادارة لقرارات وعقوبات ضد الطبيبتين المقيمتين اللتين كانتا تضمنان المناوبة في تلك الليلة باحتساب سنة بيضاء و الاقصاء من التربص وهي العقوبة الأولية التي تتعلق بالناحية البيداغوجية يؤكد مدير الصحة في انتظار استكمال المفتشين للتحقيق الذي ستصدر في خضمه أيضا عقوبات صارمة في حق كل من تقاعس أو تهاون في حق هذه المرأة ومولودها سواء من قريب أو بعيد ،وهو ما يتزامن أيضا مع التحقيق الأمني بعدما أودع زوج الضحية شكوى ضد طاقم المناوبة بعد وفاة زوجته وابنه وهي القضية التي تتطلب توسيع التحقيقات لمعاقبة المسؤول الحقيقي في الوضع السائد بهذه المؤسسة والذي أضحى يسبب الاستياء للمتوافدين عليها منذ زمن طويل .