ابنة الجنوب الجزائري عائشة بويبة هي واحدة من أبرز الوجوه الأدبية والثقافية بولاية أدرار، ومن الشّاعرات المتميزات اللائي يُشدن بالمرأة ويدافعن عنها عبر عدة أعمال ودواوين في الشّعر الفصيح والشعبي والنبطي، من خلال توظيفها لكلمات متداولة في التراث الشعبي بأدرار، بحكم أنها تأثرت منذ صغرها بالموروث التراثي لمنطقة الجنوب، شاركت عائشة في العديد من المهرجانات داخل وخارج الوطن ، وهي تملك في رصيدها 3 دواوين، وهي ديوان *حروف ملونة *و ديوان * نبض الجنوب* و *نوسطالجي*، ومن أجل التعرف عليها أكثر وعلى مسيرتها الأدبية اقتربنا منها على هامش مهرجان الشعر النسوي بقسنطينة و أجرينا الحوار التالي : كيف كانت بداية عائشة بويبة مع القصيدة ؟ تأثرت منذ صغري بتراث المنطقة المحلي، فبدأت في كتابة الخواطر و القصص و أنا في سن صغيرة ، وكنت أشارك في المسابقات الثقافية بالمتوسطة ، تجربتي الشعرية انطلقت من خلال استعمالي لكلمات متداولة في التراث الشعبي بولايتي أدرار ، خاصة وأني كنت دائمة الاحتكاك بالفرق الفلكلورية ،صقلت موهبتي الشعرية في المرحلة الجامعية بعد تعرفي على الرائعين سليمان جوادي وواسيني الأعرج اللذان قاما بتوجيهي ،فشاركت في العديد من المهرجانات داخل و خارج الوطن وصرت أكتب الشعر الفصيح والشعبي والنبطي، لي 3 دواوين منها ديوان *حروف ملونة *و ديوان * نبض الجنوب*. في رأيك ما هو سرّ نجاح الشاعر ؟ سرّ نجاح الشاعر يكمن في الجمهور، عندما يتمكن من تكوين قاعدة جماهيرية عريضة و استقطاب أكبر عدد من القراء، ينجح أيضا عندما يصل إلى قلوب وأحاسيس القراء أكثر من غيره، فعلى الرغم من وجود نقاد يقيمون الأعمال المتواجدة في الساحة الأدبية و الثقافية، إلا أنني أعترف أكثر بالجمهور فبالنسبة لي هو الحكم الأول على نجاح الشاعر. حدثينا عن شاعرات الجنوب في الجزائر؟ الشاعرة في الجنوب الجزائري تواجه الكثير من العوائق بدءا من الظروف القاسية والبعد الجغرافي ، فضلا عن غياب الكثير من الفعاليات والتظاهرات التي غالبا ما تقام في دول الشمال، رغم ذلك أرى أن الشبكة العنكبوتية قلّصت المسافات كثيرا، وعرفت أكثر بالشاعرات المتميزات وفتحت المجال أمامهن للبروز و التعريف بأعمالهن أكثر، أما الشاعرة الجزائرية بصفة عامة فهي تخوض المعركة و ترفع التحدي في ظل ذكورية المجتمع ، حيث أنها تعبر و تبوح وتخوض في الإبداع بشكل لافت، وهذا في حد ذاته نجاح باهر، ومن خلال تجربتي الأدبية واطلاعي على الكثير من الكتابات لاحظت أن المرأة الشاعرة صادقة أكثر في كتاباتها و كل ما تكتبه قريب أكثر من القلب لأنها تحص بكل ما هو جميل أو مؤلم . أين مكانة القصيدة الشعبية مقارنة بالشعر الفصيح ؟ القصيدة الشعبية مظلومة جدا ،فهي لم تأخذ حقها من الاهتمام ربما يرجع ذلك إلى بداياتها ، عندما كان يقدمها أناس بسطاء ، رغم أنها قصيدة راقية جدا و تتوفر على كل ميزات القصيدة الشعرية ، و بحكم تجربتي في الشعر الشعبي و الفصيح، أؤكد أن القصيدة الشعبية أرضيتها أكبر و أوسع وهذا ما يسعد حقا الشاعر الذي يصل من خلاله كلماته إلى أكبر فئة من الجمهور و على مختلف مستوياته . كيف تنضج الكتابة الشعرية و بما تنصحين الشاعرات المبتدئات؟ الكتابة الشعرية تنضج من خلال المسابقات و الملتقيات و المهرجانات ، على الشاعر أن يشارك في جل التظاهرات الأدبية ليستفيد منها، ويحتكّ بالشعراء الآخرين حتى يبقى على إطلاع دائم بالكتابات الإبداعية التي سيتعلم منها لا محالة ، وأيضا بالقراءة لمختلف الشعراء و الانفتاح على كل الثقافات و القراءات، كل ذلك من شأنه أن يساهم في الرفع من مستوى كتابات الشاعر و علاقته بميزان القافية، أما عن الشاعرات المبتدئات فأنصحهن بالكتابة والخوض فيها دون الخوف من كونها ناقصة أو غير موزونة ، عليهن أن يكتبن دون توقف و مع الوقت والتجارب ستتطور كتاباتهن تدريجيا و يصلن لا محالة.