- يعود فوز قرية اوزمور اومريم (بلدية تيرميتيني 10 كلم جنوب تيزي وزو) المتوجة بالمرتبة الأولى في مسابقة *رابح عيسات لأنظف قرية* في 14 أكتوبر الجاري ي الى تفانيها ة التزامها الايكولوجي، كما أكد أعضاء من لجنة القرية. وتعيش القرية منذ هذا التتويج على وقع الزائرين الذين قدموا لإشباع *فضولهم*، وهو كما قال مجيد موفرج، عضو لجنة قرية *تيدوكلا* (الوحدة) *وضعية لم نحضر انفسنا لها و لكننا جد سعداء باستقبال الزوار و تقاسم فرحتنا معهم*. و كانت القرية المشكلة من هضبتين و التي يسكنها حوالي 2500 نسمة و تحتضن مقر البلدية على طرف الطريق الولائي رقم 228 ي في الأصل عبارة عن غابة للزيتون البري، و من هنا جاء اسمها (ازمور اومرين) الذي حرفته ادارة الاستعمار ليصبح *اوزمور اومريم*، كما أوضح السيد موفرج. وبدأت مغامرة سكان القرية بمناسبة الاحتفال بيناير رأس السنة الامازيغية في 12 يناير 2018 وتنظيم أول نشاط تطوعيي عقب تجديد أعضاء لجنة القرية، بمشاركة والي 300 شخصا استعملوا وسائل بسيطة و لكنهم كانوا يتحلون بإرادة كبيرة، ومنذ ذلك الوقت أصبح هذا النشاط عادة أسبوعية، حسب اسماعيل محمد عضو لجنة القرية. وخلال بضعة أسابيع تم تنظيف أطراف الطرقات و الشوارع و غرس حوالي 500 شجرة تزيينية و انخرط المزيد من السكان ما *شجع أعضاء اللجنة على مواصلة المبادرة التي أخذت منحنى ايكولوجي ومن ثم جاءت فكرة إنشاء مركز لفرز النفايات و إنتاج السماد يشق طريقه للتجسيد، يقول اسماعيل. وأنجز المشروع على أرض منحت من طرف أحد السكان على الضفة الشمالية للقرية بمساحة تقدر ب 120 متر مربع و أصبح *المخبر* الصغير محركا ل*للالتزام الايكولوجي* للقرية.
--المشاركة في المسابقة: بين التردد والإرادة--
خلال شهر رمضان، تم توقيف الأعمال التطوعية لعقد اول اجتماع للجنة القرية عقب عيد الفطر و بحث المشاركة في هذه المسابقة و هو الموضوع الذي تحمس له البعض بينما تردد البعض الآخر إزاءه، و لكن بعد اتخاذ قرار خوضها زادت وتيرة العمل وتم اعتماد نظام للاشتراكات الشهرية بقيمة 500 دج لكل عامل او متقاعد بالإضافة إلى هبات بعض الأشخاص و هبات البلدية و المقاولين بمختلف الوسائل واستحسن سكان القرية و خاصة الشباب منهم هذه المبادرة وأصبحوا يعملون إلى وقت متأخر من الليل حيث تم انجاز شلال طوله 36 متر في وسط القرية و تزيين ساحة المسجد التي تعد الساحة الرئيسية للقرية في 28 يوما من طرف حرفي من بوزقان كان يعمل مع الشباب من السادسة صباحا الى غاية العاشرة ليلا. كما تم ترميم بنايات قديمة على غرار المعصرة التي تعود الى سنة 1915 والنافورة العمومية وغيرها مع المحافظة على طابعها الأصلي الذي يشكل هوية القرية و تراثها. وخلقت هذه الديناميكية الجديدة لتحسين الإطار المعيشي للقرية و حماية البيئة أفكارا عديدة عند السكان الواعين بعظمة أهدافهم و ضرورة تحقيقها و تخطي العراقيل المالية. ومن بين هذه الأفكار الجميلة استرجاع العديد المواد لصنع أشياء للتزيين مثل العجلات القديمة وكان سكان القرية واعون بهذا التحدي الكبير الذي يتطلب منهم جهودا كبيرة للمحافظة على هذه الوتيرة و ليكونوا مثالا يحتذى به . وقال موفرج اننا *نطمح الى تطوير هذه الديناميكية أكثر وتجذير الثقافة البيئية في عادات القرية حيث بدأ التفكير في الطرق و النشاطات التي يجب القيام بها لتحقيق ذلك*. ولهذا شرعت المؤسسات التربوية للقرية وبإذن من مدرائها في تخصيص يوميا خمسة دقائق للحديث عن التربية البيئية لفائدة التلاميذ. وفي إطار تخصيص 20 بالمائة من الجائزة لإنجاز مشروع بيئي من المقرر تنظيم مهرجان بيئي للمواطن خلال ربيع 2019 و توسيع مركز فرز النفايات وإنتاج السماد و تزويده بوسائل أكبر. كما سيتم طلب مساعدة مالية من السلطات لخلق مؤسسة مصغرة . من جهة أخرى، سمحت هذه المبادرة و المشاركة و الفوز بالمرتبة الأولى في المسابقة بحل عدة مشاكل في القرية و إعادة إحياء الروابط الاجتماعية وشعور الانتماء للقرية، حسب السيدان موفرج و محمد. و روى محمد انه في خضم عملية توسيع و ترميم أحد الطرقات في القرية تم مصالحة جارين اثنين كانا في نزاع قضائي منذ 20 سنة حول عقار و هو ما يجسد مبدأ العيش معا بسلام في إطار من السلم والاخوة . وأشاد محدثينا بنساء القرية اللاتي ساهمن كثيرا في الفوز بالمسابقة سواء من خلال قيامهن بالحملات التحسيسية البيئية او إطعام المتطوعين او المشاركة في النشاطات التطوعية.