شرع سريع غليزان منذ ثلاثة ايام في التحضير للمباراة التي تنتظره بعد أسبوع أمام ضيفه إتحاد البليدة، و عرفت حصّة الاستئناف غياب الكثير من اللاعبين في صورة صارت تتكرّر في بيت الفريق، حيث لا يكترث بعض اللاعبين بالموعد المحدّد لهم و لا بالأجندة الموضوعة من طرف مدرّبهم نور الدين بلجيلالي، الذي كان ألحّ على ضرورة التحلّي بالانضباط و احترام المواعيد المتّفق عليها، و هو الذي كان قد منحهم راحة ليومين كاملين غداة المباراة التي لعبوها بالشلف مساء السبت، ليستفيدوا من الراحة الأحد الاثنين ، هذا وشهدت حصة الخميس حالة ذعر وهلع وسط اللاعبين إثر إصابة الحارس الشاب حمو عمر والذي ابتلع لسانه على وقع اصطدامه باحد اللاعبين والذي تم إسعافه على الفور و نقله إلى المستشفى حيث نجا من موت محقق ،فيما قام الرئيس حمري بزيارته الى المستشفى والاطمئنان عليه وأكد له الطقم الطبي استقرار حالته وتم منحه راحة لمدة يومين . الرابيد تلقى هزيمتين متتاليتين حتى وإن كان السريع غير معني بلعب مباراة رسمية نهاية الأسبوع الجاري، بسبب إقصائه من كأس الجمهورية على يد شباب سفيزف، إلا أن الضغط سيكون شديدًا على المدرب نور الدين بلجيلالي الذي تعرض إلى هزيمتين متتاليتين في الأسبوعين الماضيين، ذلك ما يجبره على التحلي بالصرامة اللازمة والعمل على تصحيح الكثير من الأخطاء التي تم تسجيلها في المباريات السابقة. كما يتوجب أيضًا على السريع أن يستغل الوقت الطويل الذي يفصله عن اللقاء المقبل، كي يعيد ترتيب أوراقه قبل المواجهة الهامة التي تنتظره أمام اتحاد البليدة في ختام مشوار مرحلة الذهاب، حيث يتوجب على الجميع من المدرب وطاقمه إلى اللاعبين، مباشرة الاستعدادات بشكل جاد للمواجهة القادمة التي قد تحمل مفاجآت غير متوقعة. أرقام الفريق لم تعد تطمئن الأنصار مع اقترابنا من اختتام مشوار مرحلة الذهاب لبطولة الرابطة المحترفة الثانية موبيليس، يبدو أن أنصار ومحبي السريع يزدادون يومًا بعد يوم قناعةً أن فريقهم الحالي عاجز كلياً عن بلوغ الهدف المسطر لهذا الموسم والمتمثل في تحقيق الصعود إلى الرابطة الأولى، خصوصًا أن النتائج المسجلة في الجولات ال14 التي لعبت لحد الساعة كانت مخيبة وبالأخص تلك المسجلة خارج القواعد والتي لا تعكس اطلاقًا تلك الإرادة الواجب توفرها لدى الفريق الذي يريد التنافس على الصعود. و مثلما هو معلوم، فإن لقاء نهاية الأسبوع الماضي الذي خسره السريع الغليزاني أمام جمعية الشلف، كان هو الأخير في برنامج تنقلات الرابيد خلال مرحلة الذهاب، بما أن مباراة الجولة الأخيرة ستكون أمام اتحاد بليدة بملعب الشهيد زوقاري الطاهر. وعجز السريع عن تحقيق أي فوز في المباريات ال8 التي خاضها خارج قواعده هذا الموسم، ليواصل بذلك السلسلة التي كان قد بدأها منذ إياب الموسم المنصرم والتي صارت تتمثل في 14 مقابلة دون تحقيق أي فوز. الحصيلة متواضعة و لا تكفي للصعود ويرى جميع متتبعي شؤون الفريق الغليزاني أن النتائج التي سجلها أشبال نور الدين بلجيلالي في خرجاتهم التي لعبوا فيها بعيداً عن أسوار ملعب الشهيد زوقاري الطاهر كانت متواضعة جداً، خصوصاً إذا ما علمنا أن السريع لم يخطف سوى نقطتين من تعادلين مسجلين أمام ترجي مستغانم ووداد تلمسان، كما أن قاطرته الأمامية سجلت 3 أهداف فقط بين تنقلي مستغانموالشلف، فيما عجزت عن الوصول إلى شباك المنافسين ال6 الآخرين الذين نزلت في ضيافتهم. كما أن هناك نقطة لا يجب تجاهلها والتي تتعلق بالتعادلين المحققين وحتى الأهداف التي سجلها السريع خارج قواعده، كانت قد تحقق في الداربيات التي تتميز بخصوصية شديدة، حيث أن التعادلين تحققا أمام تلمسانومستغانم والأهداف سجلت بمستغانموالشلف، فيما كانت الحصيلة في التنقلات الأخرى التي قادت السريع نحو الشرق، سلبية على طول الخط بما أنها سجلت الهزائم ولم تسجل أي هدف أمام بجاية، سكيكدة، مقرة، عنابةوبوسعادة. و مقابل عجزه عن تحقيق أي انتصار واكتفائه بتعادلين فقط، كان السريع قد تعرض إلى 6 هزائم كاملة في المباريات التي لعبها خارج قواعده، كما أن شباكه اهتزت في 9 مناسبات ولم يتمكن خطه الدفاعي من الصمود إلا أمام وداد تلمسان في المواجهة التي انتهت على وقع التعادل السلبي، ذلك ما يجعل حصيلة السريع خارج الديار تعتبر من بين الأسوأ في الرابطة الثانية. بلجيلالي مطالب بحلّ للعقدة النفسية لا يمكن إيجاد أي تفسيرات لما يحدث مع الكتيبة الغليزانية في المباريات التي تلعبها خارج قواعدها، إلا بالتأكيد على وجود عقدة نفسية تطارد اللاعبين في كل سفرية، خصوصًا أنّ السريع عجز حتى على هزم شباب سفيزف الناشط في بطولة ما بين الرابطات في مباراة الكأس التي لعبت بميدان محايد، فيما يتم تسجيل الانتصارات بشكل عادي في لقاءات الداخل. و نقطة أخرى تبقى شديدة الأهمية وتؤكد أكثر على أن مشكل السريع في مباريات الخارج يعتبر نفسي أكثر من أي شيء آخر، هي الأوقات التي تتلقى فيها شباك زايدي وبلعالم للأهداف، حيث وبعد إجرائنا لبحث سريع وجدنا أن معظم الأهداف التي تلقاها الرابيد كانت في أوقات حساسة للغاية إما في بداية الأشواط وإما في نهايتها. وكانت الأهداف في الأوقات الحساسة، مثلما حدث في لقاءات مستغانم، سكيكدة، عنابة ، بوسعادة ، بجاية و الشلف. القادم لن يكون سهلاً حسب العارفين بعد أن خاض السريع أكثر من نصف مباريات خارج الديار دون أن يتمكن من رفع التحدي في أيٍ منها، يبقى من الصعب جدًا أن يعود بقوة في مرحلة العودة التي تنتظره فيها 6 تنقلات، خصوصًا أن المنافسة ستشتد أكثر بين المتنافسين على الصعود وكذلك الراغبين في تفادي النزول، الأمر الذي سيجعل تحقيق النتائج الإيجابية خارج القواعد أشبه بالمستحيل بالنسبة إلى فريق أثبت محدوديته في الجولات الماضية. و يبقى الأكيد أنّ السريع الغليزاني في نسخة هذا الموسم هشّ للغاية في مبارياته التي خاضها خارج أسوار ملعب الشهيد زوقاري الطاهر، ذلك ما يعتبر عاملاً سلبياً بالنسبة إلى فريق يفترض أن يكون من بين المتنافسين على تحقيق الصعود، الأمر الذي يؤكد أن حديث الإدارة في كل مرة على استهداف الصعود يبقى موجهاً للاستهلاك فقط، بما أن واقع الميدان يؤكد عكس ذلك تمامًا.