يعيش أكبر نوادي وهران في كرة القدم, المولودية و الجمعية, وضعية صعبة دفعت أنصارهما إلى الصعود إلى الواجهة مطالبين بالتغيير, في حين شددت السلطات المحلية اللهجة مع إدارتي الفريقين. وجاء مشوار مولودية وهران في الرابطة الأولى, التي انتهت بها مرحلة الذهاب منذ بضعة أيام, مخيبة للآمال رغم أن رئيس النادي, أحمد بلحاج, كان قد كشف عن طموحات كبيرة قبل انطلاق الموسم, ترجمها باستقدام مدرب معروف ممثل في شخص الناخب المغربي الأسبق بادو زاكي, فضلا عن تدعيم تشكيلته بما لا يقل عن 12 لاعبا أغلبهم من ذوي الخبرة والتجربة. ووضع المسؤول الأول في المولودية كهدف رئيسي له إنهاء البطولة بين الثلاثة الأوائل على الأقل, علما وأن فريقه لم يتذوق حلاوة الفوز بالتتويج بلقب هذه المسابقة منذ 1993. ولتحقيق هذا الهدف, لم يتوان بلحاج الملقب ب **بابا** في وضع الإمكانيات المالية اللازمة من خلال برمجة تربص لفائدة لاعبيه لثلاثة أسابيع بتركيا, قبل أن يقف على فشل التحضيرات الصيفية لفريقه بعد الانطلاقة السيئة له في البطولة, ما دفع المدرب بادو زاكي إلى رمي المنشفة مكتفيا بالإشراف على فريقه الجديد في أربع مباريات فقط. وتولد عن الاضطرابات التي عرفها النادي والتي تعود عليها الجميع في بيت **الحمراوة** إنهاء الشطر الأول من البطولة في المرتبة التاسعة وبفارق ثلاث نقاط فقط عن ثالث النازلين, ما يعني بأن خطر السقوط يهدد فعلا التشكيلة الوهرانية. وما زاد الطين بلة في النادي, أن الخلافات عادت لتطفو إلى السطح مجددا بين الرئيس بلحاج ومعارضيه في مجلس الإدارة, وذلك في حلقة جديدة من الصراعات غير المنتهية بين الطرفين. وأمام هذه الوضعية, قرر والي وهران, مولود شريفي, الذي ما انفك يقدم الدعم المالي والمعنوي للمولودية من أجل العودة إلى الواجهة الكروية الوطنية, الاجتماع قريبا مع أعضاء مجلس الإدارة لحثهم على وضع خلافاتهم جانبا من أجل مصلحة النادي, وفق المدير الولائي للشباب والرياضة في تصريح ل/وأج, غير مستبعد أن يشدد المسؤول الأول في الولاية بالمناسبة اللهجة أمام المسيرين بعدما أضحت صراعاتهم مصدر خطر على مستقبل النادي. مدينة غنية بالمواهب لم تحرز أي لقب منذ 22 سنة
ولم ينتظر الأنصار هذا الاجتماع حيث أنهم عادوا إلى الاحتجاج مجددا, غير مترددين في إيصال رسالتهم الداعية إلى التغيير إلى المسؤول الأول عن الولاية, مناشدين إياه بمواصلة مساعيه من أجل إقناع مؤسسة عمومية بالإشراف على الفريق, مثلما هو الحال بالنسبة لنواد أخرى. ولا يتواجد الجار جمعية وهران في أفضل حال, حيث أن هذا الفريق الذي نزل إلى الرابطة الثانية منذ ثلاث سنوات, مهدد بخطر السقوط إلى الدرجة الثالثة في حال ما لم يتدارك أموره خلال المرحلة الثانية من الموسم الجاري. وأنهى أبناء *المدينة الجديدة* الشطر الأول من المسابقة في الصف ال13, متقدمين بنقطة واحدة فقط على ثالث النازلين, اتحاد الحراش, وهي وضعية تناقض تماما طموحات المسيرين قبل انطلاق الموسم عندما قاموا باستقدامات نوعية, معززين تشكيلتهم بلاعبين ذوي الخبرة اللازمة لرفع رهان العودة إلى ساحة الكبار. لكن آمال المسيرين سرعان ما تبخرت, بعدما وجد فريقهم نفسه في مواجهة خطر السقوط, علما وأن التشكيلة الوهرانية, التي يقودها منذ أسبوعين المدرب سيد أحمد سليماني خلفا لمنير زغدود, لم تتذوق حلاوة الفوز في البطولة منذ الجولة الثامنة, أي منذ سبع جولات. وعلى غرار أنصار مولودية وهران, سارع أنصار الجمعية للاستنجاد بالسلطات المحلية بعدما فشلت كل حركاتهم الاحتجاجية الموسم الفارط الداعية إلى رحيل الإدارة الحالية, بعدما استقبل المدير الولائي للشباب والرياضة مؤخرا ممثلين عنهم. وحسب نفس المسؤول, فإن رسالة الأنصار قد وصلت إلى والي وهران الذي لم يتأخر بدوره في وضع مسيري الجمعية أمام مسؤولياتهم. وتتواصل معاناة أكبر فريقين بوهران في وقت تتأهب فيه المدينة لاستلام الملعب الكبير المقدرة سعته ب 40 ألف مقعد واستضافة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في 2021, علما وأن آخر مرة احتضنت فيها كرة القدم في الباهية لقبا وطنيا تعود إلى سنة 1996 عندما فازت المولودية المحلية بكأس الجمهورية. ويتأسف الرياضيون بوهران لذلك كثيرا معتبرين بأن المدينة تستحق أفضل من ذلك باعتبارها أنجبت عدة نجوم كروية عبر التاريخ, ولا تزال تمد الكرة الجزائرية بمواهب مهمة, على غرار اللاعبين الدوليين الحاليين, بغداد بونجاح (السد القطري) ويوسف بلايلي (الترجي التونسي).