تعتبر تجربة الكتابة الجماعية في المسرح الجزائري وليدة سنوات السبعينات،والتي كرست منهج المسرح الحرفي الممارسة الدرامية من خلال الفرق الهاوية التي كانت تمارس الفن المسرحي، خارج إطار المؤسسة المسرحية للدولة، هذا المنهج الذي بني على الجماعية في العمل الدرامي، و مما زاد في جماليته ان الفرق المسرحية صنعت العمل المسرحى من النص الى العرض بجماعية . الكتابة المسرحية، في أساسها هي تعبير لواقع اجتماعي ميت، يحيه الممثلون فوق الخشبة أثناء العرض، وفي الجزائر كانت عدة تجارب في الكتابة الجماعية. نذكر منها مسرحية النحلة ، وترجع أسباب اشتغال الممثل بالكتابة الى وجود نقص أو أزمة غياب نص جدي قادر على التعبير الحقيقي عن الواقع السياسي و الاجتماعي الذى تعرفه الساحة المجتمعية في الجزائر. ولعل للكتابة الجماعية في مسرحنا اليوم إيجابيات كما لها سلبياتها . فمن الإيجابيات التي تطرح انها استطاعت ان تبرز مواهب شابة ،وان تبرز الواقع كما يراه كل شخص من الكتاب ليس واقع لشخص واحد . وعن سلبيات هذه الظاهرة انها ذهبت إلى ابعد حدود الحرية، في تناول النص المسرحي حتى أصبحت الكتابة فيه ارتجالية ،لا تبنى على مقاييس بناء النص الدرامي المتعارف عليه من شخصيات وأزمنة، أماكن ، صراعات و حبكة لكنها أصبحت تخرج عن كل الأطر العالمية لكون من يمارس هذه الكتابة ليس متخصص فيها بل هو مدفوع اليها بحكم غياب النص. وهنا نرجع الى طرح إشكالية أخرى إلا وهي أزمة النصوص المسرحية في المسرح الجزائري . التساؤل الكبير الذى يطرحه المتخصصون ،هل لجوء الممثل للكتابة الجماعية هو حل لمشكل غياب النص؟ أو هو بحد ذاته أزمة ، لأنه يمارس في عمل ليس من اختصاصه .هنا نتساءل اين هم الكتاب المسرحيون. ان النص الجماعي هو إبداع فكري، و وسيلة من وسائل التعبير الدرامي، و المسرح الجزائري عرف العديد من التجارب الناجحة التي عرضت للجمهور. وهذا النوع من الإبداع يعبر عن حقيقة قضايا المجتمع حتى وان كان يستعمل طرق ارتجالية في التأليف.