تعاني معظم المؤسسات التربوية بولاية مستغانم من عدة مشاكل أبرزها غياب التدفئة داخل الأقسام ما يحول هذه الأخيرة إلى أشبه ثلاجات لاسيما خلال الصبيحة في وسط البرودة الشديدة التي تجتاح الولاية منذ عدة أسابيع ، ما يعرض صحة التلاميذ إلى الإصابة بمختلف الأمراض ، و هو حال مدارس ومتوسطات وحتى ثانويات توجد خارج عاصمة الولاية على اعتبار أن ببلدية مستغانم لا يوجد مثل هذه النقائص التي تكثر بالمناطق النائية ، حيث تبقى عجلة التنمية بها متوقفة نتيجة تقاعس بعض مسؤولي البلديات عن القيام بدورهم، على غرار بلديات الصفصاف و وادي الخير و أولاد بوغالم و النقمارية و خضرة و أولاد مع الله التي تنتظر الربط بشبكة الغاز الطبيعي ، الأمر الذي جعل مدارسها باردة شتاء إلى جانب دواوير بلدية السوافلية بدائرة بوقيراط التي تعاني مؤسساتها التربوية من هذا الجانب رغم استفادة المنطقة من الربط بشبكة الغاز مؤخرا. كما أن هناك متوسطة الشهيد عمور ببلدية خير الدين و حسب متمدروسها أنهم بدون مدفآت داخل الأقسام ما يجعلهم عرضة لنزلات برد عند اشتداد القرّ . و بنفس البلدية توجد ثانوية بها مدفآت لكن لا تشتغل حسب التلاميذ الذين يدرسون بها و قد تحولت إلى «ديكور» يزين الحجرات فقط و ببلدية عين بودينار بلغنا أن أقسامها بدون أجهزة تدفئة ، ناهيك عن وجود مدارس بنوافذ مكسرة تسمح بتسرب الهواء البارد إلى الداخل. إلى جانب هذا ، فان هناك مؤسسات تربوية كثيرة تستعمل مادة المازوت لإشعال المدفآت على غرار ما يحدث بمدارس بلدية الصور بدائرة عين تادلس ، في غياب التدفئة المركزية التي توجد بمركز واحد بهذه المنطقة ، حيث يتم استخدام قنطارين من المازوت في كل مؤسسة تربوية و هذه المادة عند استعمالها ينبعث منها دخان يؤثر على ذوي الحساسية لاسيما عندما تكون النوافذ مغلقة. و كانت بلدية الصور قد استفادت في أكتوبر الفارط من مشروع ربط بعض المساكن بالغاز الطبيعي. و لم يقتصر مشكل المدارس عند غياب التدفئة فحسب ، بل امتد إلى شان آخر و المتمثل في قدم أجهزة التدفئة ببعض المدارس بحاجة إلى صيانة. و قد أعرب بعض الأولياء عن تخوفهم على سلامة صحة أبنائهم ، حيث تحولت قاعات الدراسة ببعض المدارس النائية إلى غرف تبريد في هذا الفصل مما ساهم في تشتيت تركيزهم ، حيث دعا هؤلاء السلطات المسؤولة إلى ضرورة النظر إلى وضعية التلاميذ من خلال استدراك النقائص. مدارس ضحية تقاعس رؤساء البلديات و يتواجد بولاية مستغانم ما يقارب 180 دوار ينتظر الربط بشبكة الغاز الطبيعي من أصل 590 ، ما يعني أن العديد من المدارس بدون تدفئة.و حسب بعض المختصين في التربية ، فان أكثر المؤسسات التربوية غبنا هي الابتدائيات و هذا جراء تخلي رؤساء البلديات عن دورهم المنوط بهم كونهم مسؤولين عن تسييرها رفقة المقتصدين و مديري المدارس. و كشفوا عن عدة نقائص في المدارس منها النوافذ المكسرة في بعض الأقسام و تشقق الأسقف فضلا عن غياب معايير السلامة و الأمن و الصيانة في بعض أجهزة التدفئة . البرودة تتسبب في التهابات بالقصبات الهوائية و تورم اليدين في حين ، ذكر طبيب مختص في الصحة المدرسية ، أن انعدام أجهزة التدفئة داخل الأقسام الدراسية خاصة في المناطق المعروفة بالبرودة القاسية كبلديات شرق مستغانم خلال فصل الشتاء يعرض التلاميذ إلى الإصابة بعدة أمراض منها الالتهاب الحاد للقصبات الهوائية و تورم اليدين و هي حالات مرضية يتم ملاحظتها في هذه الفترة من البرودة عند خضوع التلاميذ للفحوصات الطبية إلى جانب تعرضهم لالتهاب اللوزتين ما يرشح للإصابة بالتهاب المفاصل في حالة بقاء المتمدرسين داخل حجرات تنعدم فيها وسائل التدفئة لفترات طويلة.