كلما اقتربنا من مدارس القرى والأرياف الفقيرة والبعيدة عن مركز مدينة سطيف مع اشتداد البرودة، تصبح التدفئة جد ضرورية، في الوقت الذي لا تستطيع فيه هذه المدارس توفير مدافئ حتى لو كانت بسيطة، فرغم الصبر وتحمل البرد أيام الصقيع التي عكرت عليهم صفو الدراسة سواء بالنسبة للتلميذ الذي لن يستوعب شيئاً من معطيات هذه العملية أو المعلم الذي يقلقه الطقس البارد في غياب التدفئة المناسبة، لن يكون قادراً على عطاء متكامل، لهذا تتجدد شكاوى الأولياء وتتكرر احتجاجات التلاميذ بمختلف مدارس ولاية سطيف. يشتكى أولياء تلاميذ عدة مدارس بمناطق مختلفة بولاية سطيف من غياب المدافئ على مستوى اغلب مدارس الولاية، حيث يخشون على صحة أبنائهم، خصوصا وأن بعض الأقسام باردة، مطالبين الجهات المعنية بضرورة الإسراع في وضع المدافئ على مستوى الأقسام التي تشكو غياب التدفئة، خاصة مع اشتداد البرد، كما عبر بعض المعلمين من جهتهم عن تضامنهم مع أولياء التلاميذ في مسألة غياب التدفئة عن معظم الأقسام. وتشهد العديد من المؤسسات التربوية على مستوى ولاية سطيف منذ بداية فصل الشتاء عدة حركات احتجاجية بسبب غياب التدفئة بكل من بلدية العلمة، وبلديات شمال الولاية وآخرها كان منذ أيام ببلدية قصر الأبطال أين توقف أساتذة متوسطة العيدي عبد الرزاق عن العمل، كما رفض التلاميذ الالتحاق بمقاعد الدراسة وطالبوا بضرورة تدخل المصالح المعنية لوضع حد لهذه الوضعية التي أثرت سلبا على تحصيلهم الدراسي، ورغم الشكاوى المتكررة، إلا أن الوضع بقي على حاله وهو ما زاد من تذمر واستياء الأساتدة وأولياء التلاميذ على حد سواء.كما سجلت الأسابيع الماضية إضرابا بثانوية محمد بعيطيش بعين أزال، في الوقت الذي تبقى الانظار معلقة بقرارات المجالس الشعبية البلدية الجديدة. من جهتهم، أشار بعض الأولياء إلى أنهم توقفوا خاصة خلال تساقط الأمطار، خوفا على صحة أبنائهم من المرض، حيث يبقى التلاميذ مبللين إلى غاية عودتهم إلى منازلهم، وأمام هذه الوضعية المزرية التي يعيشها التلاميذ، ناشد أولياؤهم من خلال جريدة”المساء” مديرية التربية التدخل والنظر في هذه القضايا الذي أصبحت بمثابة عائق يحاصر جهد التلاميذ والأساتذة على حد سواء.
مدارس المناطق النائية تعاني في صمت تعتمد بعض المدارس الابتدائية في المناطق النائية بأولاد تبان وبوطالب وكذلك الحامة التي ينعدم فيها الغاز الطبيعي، على حلول بدائية تتمثل في استخدام التدفئة بمادة المازوت الذي يعد بدوره خطرا على صحة التلاميذ جراء ما يفرزه من دخان وروائح كريهة بداخل حجرات الدراسة، أضف إلى ذلك استهلاك المدفئة السريع لمادة المازوت، وهو ما يؤدي إلى توقيف استعمالها في أغلب الأوقات، ناهيك عن التعطلات التي تصيبها من حين لآخر نظرا لاهترائها. ولم يشفع مإقدام المعلمين على غلق الأبواب وصد النوافذ ضمانا للدفء، في ظل عدم تدراك هذا النقائص وتوفير المدافئ لصالح التلاميذ الذين أجبروا على النفخ في أيديهم لعل وعسى يشعرون ولو لدقائق قليلة بالدفء، واستنادا إلى بعض المعلمين، فإن التلاميذ يجدون صعوبة في التأقلم مع برودة حجرات التدريس في بداية الفترة الصباحية، ويؤكد التلاميذ المتضررون أنهم أصبحوا لا يقوون على التحصيل العلمي السليم بفعل الظروف القاسية التي يزاولون فيها تعليمهم، خاصة في المناطق الجبلية.
المطالبة بالإسراع في ربط المؤسسات التربوية بشبكة الغاز الطبيعي تأخر عملية الربط المؤسسات التربوية بشبكات الغاز في الأماكن التي وصل إليها الغاز الطبيعي، أدى إلى إبداء أولياء التلاميذ بعدة ابتدائيات بمختلف مناطق سطيف، تذمرهم من الوضعية المزرية التي يتخبط فيها آطفالهم في ظل انعدام التدفئة، وضموا في الأخير، صوتهم إلى صوت المعلمين لرفع انشغالهم إلى مديرية التربية، مطالبين إياها بضرورة التدخل العاجل وتوفير التدفئة القريب، سيما وأن هذه الأيام تشهد برودة في الطقس.