ما هو معروف في الأذهان أن الفئة التي تلجأ للشعوذة و العّرافين هم الفئة الغير المتعلمة والمنحطة اجتماعيا وكبار السن، والتي لا تملك أي نوع من الوعي والتفكير السليم والفطنة ، وبعيدة كل البعد عن الدين، لتنقلب المعايير وتتغير نسقية المجتمع، لنجد الْيَوْمَ الفئة المتعلمة والمثقفة من أطباء، دكاترة، إطارات عائلات راقية ذات سمعة تلجأ لهذا المرض الروحي، وهنا الإشكال المطروح، فَلَو نضع ظاهرة الشعوذة في سياقها السوسيولوجي، نجد أنه و بحكم أننا مجتمع ذو ثقافة تقليدية و تاريخانية تقليدية فرض على أفراده التفكير الشعبي الخرافي، يُؤْمِن بالخرافات والأساطير إلى أن برمجت هذه الأخيرة في أذهان الأجيال الصاعدة. لتصبح الْيَوْمَ الفئة الأكثر لجوءا للشعوذة هم الفئة المثقفة لأنها توارثت عادات وسلوكات من قاعدتها المجتمعية التي نشأت فيها بالرغم من درجة العلم والثقافة التي وصلت إليها، إلا أن هذه التخاريف رسخت في الأذهان، فأين دور المثقف و المتعلم ؟ ، إن لم يحدث هذا التغيير وينظف المجتمع من الشوائب التي تركها الجهل و التفكير المتخلف، إلى أين نحن ذاهبون؟، أين الفارق بين المتعلم وغير المتعلم؟، أين الدين من كل هذا ؟، على أساس أننا مجتمع تحكمه وتضبطه قيم إسلامية ، إلى متى والمثقف يبقى رهينة لأفكار و خرافات لا أساس لها من الصحة ؟ . على الفئة المثقفة أن تحدث التغيير و تتبرأ من الأفكار الخرافية التي برمجت عليها و توارثتها ، لذلك عليها أن تستقل بتفكيرها و تكون أكثر فطنة ووعي، ولا تكون تابعة لثقافة هشة مصيرها الهلاك، على الفئة المثقفة والمتعلمة أن تستدرك الآمر و تعمل على التغيير وتطهير الفكر من هذه الأمراض بالتحسيس والتوعية ،في الأخير ما علينا إدراكه هو أن التغيير يبدأ بأنفسنا، حتى يصلح المجتمع ودليل ذلك قول الله تعالى «لا يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».