إيطاليا: اختتام أشغال اجتماع وزراء الداخلية لمجموعة ال7    المجلس الشعبي الوطني يشارك بنجامينا في دورة اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني الافريقي    الجزائر-البنك الدولي: الجزائر ملتزمة ببرنامج إصلاحات لتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة والشاملة    لبنان: الأطفال في جنوب البلاد لا يتمتعون بأي حماية بسبب العدوان الصهيوني    قطاع الصحة : تزويد المستشفيات بمخزون كبير من أدوية الملاريا تحسبا لأي طارئ    ديدوش يدعو المتعاملين المحليين للمساهمة في إنجاح موسم السياحة الصحراوية 2025/2024    طاقات متجددة : إنتاج حوالي 4 جيغاوات بحلول 2025    اجتماع وزراء الداخلية لمجموعة ال7: السيد مراد يتحادث مع نظيره الايطالي    زيارة المبعوث الأممي لمخيمات اللاجئين: الشعب الصحراوي مصمم على مواصلة الكفاح    نهب ثروات الصحراء الغربية : أحكام محكمة العدل الأوروبية "نصر كبير" للشعب الصحراوي    الأعضاء العشرة المنتخبون في مجلس الأمن يصدرون بيانا مشتركا بشأن الوضع في الشرق الأوسط    مجمع سونطراك يؤكد استئناف نشاط محطة تحلية مياه البحر بالحامة بشكل كامل    ضبط قرابة 94 كلغ من الكيف المعالج بتلمسان والنعامة قادمة من المغرب    وهران: انطلاق الأشغال الاستعجالية لترميم قصر الباي    اجتماع وزراء الداخلية لمجموعة ال7 بإيطاليا: مراد يلتقي بنظيره الليبي    سايحي يشدد على ضرورة تلقيح كل قاطني المناطق التي شهدت حالات دفتيريا وملاريا بالجنوب    السيد بوغالي يترأس اجتماعا تحضيريا للمشاركة في أشغال اللجنة الأممية الرابعة    ديدوش يعطي إشارة انطلاق رحلة مسار الهضاب    ليلة الرعب تقلب موازين الحرب    لماذا يخشى المغرب تنظيم الاستفتاء؟    أدوية السرطان المنتجة محليا ستغطي 60 بالمائة من الاحتياجات الوطنية نهاية سنة 2024    تبّون يُنصّب لجنة مراجعة قانوني البلدية والولاية    عدد كبير من السكنات سيُوزّع في نوفمبر    يوم إعلامي حول تحسيس المرأة الماكثة في البيت بأهمية التكوين لإنشاء مؤسسات مصغرة    السيد حماد يؤكد أهمية إجراء تقييم لنشاطات مراكز العطل والترفيه للشباب لسنة 2024    إرهابي يسلم نفسه ببرج باجي مختار    افتتاح مهرجان الجزائر الدولي للشريط المرسوم    محارم المرأة بالعدّ والتحديد    ملفّات ثقيلة على طاولة الحكومة    افتتاح صالون التجارة والخدمات الالكترونية    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب: الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    وهران: انطلاق الأشغال الاستعجالية لترميم "قصر الباي" في أقرب الآجال    تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2025 / الجزائر: "تأكيد التحسن المسجل في سبتمبر"    الألعاب البارالمبية-2024 : مجمع سوناطراك يكرم الرياضيين الجزائريين الحائزين على ميداليات    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: سينمائيون عرب وأوروبيون في لجان التحكيم    كأس افريقيا 2025: بيتكوفيتش يكشف عن قائمة ال26 لاعبا تحسبا للمواجهة المزدوجة مع الطوغو    شرفة يبرز دور المعارض الترويجية في تصدير المنتجات الفلاحية للخارج    حوادث المرور: وفاة 14 شخصا وإصابة 455 آخرين بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: الطبعة ال12 تكرم أربعة نجوم سينمائية    توافد جمهور شبابي متعطش لمشاهدة نجوم المهرجان    هل الشعر ديوان العرب..؟!    المشروع التمهيدي لقانون المالية 2025- تعويض متضرري التقلبات الجوية    مدى إمكانية إجراء عزل الرئيس الفرنسي من منصبه    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب:الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    تدشين المعهد العالي للسينما بالقليعة    نعكف على مراجعة قانون حماية المسنّين    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب: الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    قوجيل: السرد المسؤول لتاريخ الجزائر يشكل "مرجعية للأجيال الحالية والمقبلة"    إعادة التشغيل الجزئي لمحطة تحلية مياه البحر بالحامة بعد تعرضها لحادث    بيتكوفيتش يكشف عن قائمة اللاعبين اليوم    منتخب الكيك بوكسينغ يتألق    حرب باردة بين برشلونة وأراوخو    هذا جديد سلطة حماية المعطيات    خطيب المسجد النبوي: احفظوا ألسنتكم وأحسنوا الرفق    مونديال الكيك بوكسينغ : منتخب الجزائر يحرز 17 ميدالية    الحياء من رفع اليدين بالدعاء أمام الناس    عقوبة انتشار المعاصي    حق الله على العباد، وحق العباد على الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشاهير ورياضيون ومثقفون يؤمنون بالخرافات لتحقيق النجاح
نشر في الحياة العربية يوم 01 - 10 - 2011

رغم حرصنا على التعلُّم واكتساب الثقافة الشرعية الصحيحة بتعاملاتنا وعلاقاتنا - وخاصَّة الزواج - إلاَّ أنَّه يبقى للموروث البيئي أثر كبير، وتبقى بداخلنا ثقافة المجتمع تؤثِّر بسلوكنا بشكل غير مباشر، خرافات كثيرة تحيط بنا، وتتعلَّق بأجزاء من حياتنا، حتى صرنا نتعامل معها كمسلَّمات أحيانًا،
والمشكلة تكمن حينما تختلف هذه المسلَّمات بين الزوجين، أو حينما تخالف هذه المسلَّمات أصولاً أخرى يفترض بها أن تكون لدينا بثقافتنا الإسلامية الصحيحة.
كثيرًا ما تحرِّكنا أسباب لا ندركها، لنكتشف بعد ذلك أن المحرِّك كان ثقافة مجتمع ليس إلا!
عندما لا يترك للعقل متسعا للتفكير الموضوعي والعلمي، يكون أداة طيعة لتصديق الوهم والخرافة، وجعلها أمرا واقعا، وعندما يكون التفكير ضيقا، ولا يبحث عن ماهية الأشياء التي تحيط بالواقع وظواهره، يكون المرء فريسة سهلة للمحتالين والمشعوذين، الذين كثيرا ما ينجحون في استمالة مواطن الضعف والعوز والذوات التي تجنح في الغالب إلى الحلول السهلة والمتاحة.
يقول أحد الأساتذة الجامعيين: بالنسبة لرأيي الشخصي إن هذه التمثلات ماهي إلا طقوس خرافية و مجموعة من الهرطقات التي ليس لها معنى بل ولم تثبت مدى صحتها أو فاعليتها حتى الآن في حجب العين أو إبطال الأعمال السحرية أو حتي في جلب الخير أو الحظ و الحقيقة التي تفرض نفسها هي وجود العين و السحر فقد ذكرا في القران الكريم و السنة النبوية ففي الحديث النبوي العين حق.
اختلفت الآراء حول الخرافة والجن والأضرحة ، البعض قال ان الخرافة هي أحاديث أدبية وشعبية واخرون يعتبرونها حقيقية ولها تاثير على الانسان وترتبط به منذ القديم, يقول ما كسيم غوركي : قدرة تخيل واضعي الخرافة أخبرتنا عن السجادة الطائرة قبل اكتشاف الطائرة بمئات السنين وأخبرتنا عن السرعة الفائقة في الفضاء، قبل اختراع القاطرة أو الدراجة النارية، والبعض قال أنها أي فكرة في الماضي ثبت نفيها وعدم صحته، والبعض قال إن الخرافة تكون في الأساس عن مخلوقات غير عادية قدرتها عظيمة هرقل مثلاً.
باختصار الخرافة هي أي شيء كاذب على أي شيء لا أساس له هرقل أبن الآلهة زيوس ملك الآلهة كيوبد آلهة الحب اعتقادات في العصر الروماني. والأسطورة هي أي شيء كاذب على شيء له أساس ولكن تم تعظيمه وتضخميه الزير سالمدراكولا وعيشة قنديشة بالمغرب مثلا
الكثير منا يؤمن بالتطير والخوف من الجن
وحتى نقترب من رأي الشارع بخصوص هذا الموضوع أخذنا مجموعة من الشهادات تقول سكينة رحيوي طالبة جامعية، صراحة ما لا يجب إنكاره هو اعتقاد شريحة كبيرة من المجتمع المغربي بمثل هذه الأساطير و الخرافات إلى درجة الإيمان التام بها و تقديسها.
هذا طبعا يرجع إلى توارث هذه الاعتقادات أبا عن جد في إطار ما يسمى بالإرث الثقافي فكثيرا ما سمعنا بعيشة قنديشة تلك الجنية التي تأسر الرجال بجمالها ثم تأكل كل من أعجب بجمالها الفتان وكذا الغول و رجال البلاد و الصالحين إلى غيرها من الشخصيات التي طبعت الفلكلور المغربي.
ناهيك، عن مجموعة من الممارسات المنهي عنها تبعا لنفس المعتقدات مثال ذلك الصفير داخل الأماكن المهجورة أو داخل المنازل الذي يجلب الهلاك لأهل البيت كذلك نباح الكلب أو نعيق الغراب الذي يعد تبعا لنفس المعتقد.
بأنه فال غير حسن بل و يجلب الشؤم على أهل المكان أو أن الأواني الزجاجية حينما تكسر فإنها تأخذ معها الشر و البأس و الدق على الخشب لتفادي العين إلى غيرها من المعتقدات التي يصعب عدها أو حصرها.
أضرحة للعلاج ودرء العين والسحر وللزواج
تقول سلمى موظفة هناك من يفضل زيارة الأضرحة للعلاج من أمراض نفسية وجسدية ولا يذهب الى الطبيب لاعتقاده ان هناك اولياء اعطيت له بركات خارقة، تمكنهم من شفاء المريض، وهناك أضرحة كثيرة في المغرب يقصدها الناس للعلاج كل حسب البركة التي كان يملكها الولي الصالح حسب اعتقادهم..واخرون يقصدونها لدرء العين والنحس والزواج.
اليأس هو من يجعل الانسان يلجا الى الخرافة والجن
يقول فؤاد جمعوي: العرب معروفون بتشبثهم بالتقاليد، وهي في معظمها ترتبط بطقوس تدخل ضمن ما يسمى بالخرافة، فهناك من يخشى الجن أكثر من خوفه من الله، وهناك من يؤمن ان زيارته لضريح معين تمكنه من الشفاء.
ويبقى اليأس عاملا رئيسيا في اعتقاد الإنسان بهذه الخرافات ، اذ ان الكثير من الشباب مازال يؤمن بهذه المعتقدات وخصوصا النساء فمن اجل الزواج يتم السفر إلى أضرحة معروفة ومنها ضريح موجود بالرباط يعتقد ان الاغتسال بماء البئر الذي يوجد فيه يطهر البنت من النحس ومن السحر الذي كان سببا في تاخر زواجها دون الاعتراف بالمشاكل الاجتماعية التي افرزت الظاهرة.
وهذا يجب ان يتغير حتى نستطيع التخلص من التخلف ومن معتقدات بائدة يقول هذا الشاب الجمعوي.
ومن الأسباب التي جعلت الخرافة تتغلغل في المجتمعات هناك أولاً : أسباب دينية وهذا هو المسبب الأكبر لكثير من الخرافات، حتى أن أكثر الديانات غير الديانات السماوية أساسها خرافات مبتدعة أصبحت ديناً وآمن بها الملايين وبناء على الخرافة الأساسية لبداية الديانة تخرج بعدها خرافات أكثر وأكثر.
أسباب اجتماعية
كلنا نعرف الأسطورة، الجنية عائشة قنديشة الاكثر شعبية لدى المغاربة إنها عيشة مولات المرجة سيدة المستنقعات ولها من الألقاب لالة عيشة أوعيشة السودانية أو عيشة الكناوية حتى لقبها الغريب والمخيف: قنديشة الذي يجر النطق به لعنة غامضة.
بالنسبة إلى الانثربولوجي الفنلندي وستر مارك الذي درس أسطورتها بعمق يتعلق الأمر باستمرار لمعتقدات تعبدية قديمة، ويربط بين هذه الجنية المهابة الجانب عشتار آلهة الحب القديمة التي كانت مقدسة لدى شعوب البحر الأبيض المتوسط من القرطاجيين والفينيقيين والكنعانيين.
حيث أنهم كانوا يقيمون على شرفها طقوسا للدعارة المقدسة، وربما أيضا تكون عيشة قنديشة هي ملكة السماء عند الساميين القدامى اعتقدوا قبلنا في أنها تسكن العيون والأنهار والبحار والمناطق الرطبة بشكل عام.
والطريف في تداول الأسطورة أن تأثيرها لا ينحصر في الأوساط العامة فقد كتب عالم الاجتماع المغربي الراحل بول باسكون في أساطير ومعتقدات من المغرب يحكي كيف أن أستاذا أوروبيا للفلسفة في إحدى الجامعات المغربية كان يهيِّئ بحثا حولعيشة قنديشة قد وجد نفسه مضطرا إلى حرق كل ما كتبه حولها وإيقاف بحثه ثم مغادرة المغرب، بعدما تعرض لحوادث عدة غامضة ومتلاحقة..
جهل وفشل في تفسير الظواهر العلمية
وهذا واضح جداً، فلما يظهر شي غريب في مكان معين وعند الفشل في تفسيره تبدأ الأساطير والخرافات حول المسبب للظاهرة، لأن فطرة الإنسان بحاجة للفهم والمعرفة، فإذا ما عرف السبب الصحيح سيخترع السبب الخاطئ ويؤمن به.
رابعاً : القصص والحكايات والمبالغات: جزء كبير من أسباب انتشار الخرافات وظهورها هم المؤرخين والقصاصين، فظهر في رومانيا دراكولا، والذي كان أميرا قاسيا ومجرما وتحول في الروايات إلى احد أشهر شخصيات مصاصي الدماء في العالم.
وعند العرب جحا وأشعب وأبو دلامة حيث أن أكثر النظريات تقول أنها شخصيات موجودة لكنها مبالغ فيها ومضاف إليها ما ليس فيها.
ولا ننسى العامل التجاري الذي يساعد على انتشار وبقاء الخرافة من حيث كتب الروايات والأفلام وغيرها.
يحب الإنسان قراءة خرافات وغباء وأخطاء غيره، لأن هذا يشعره بأنه كامل وانه على صواب ويعوض النقص الموجود فيه، وهذه طبيعة البشر وأحياناً تكون وسيلة غير مباشرة لمقاومة الضغوط التي على البشر والجماعات للتحقيق والانجاز، وأيضا قد يقرأها فقط لأنها ممتعة وغريبة والكل يهوى الغرائب.
فالصينيون يؤمنون بالتنين و سكان جزيرة نيس يؤمنون بوجود وحش البحيرة وإذا قلنا أن أهل منغوليا يؤمنون بدودة رمال عملاقة تزحف في الرمل وتأكل البشر ولو قلنا عن صاحب القدم الكبيرة وغيرها من الخرافات.
وعندنا الغول وعيشة قنديشة و شمهروش وغيرها من المعتقدات القديمة وعندنا خرافات أخرى، وبطابع آخر في العصر الجديد وفي يومنا هذا فالذاكرة المغربية، تزخر بكم هائل من التراث الفولكلوري من الخرافات والأساطير التي ابتدعها الخيال الشعبي لفك رموز العوالم الغيبية.
إذ يعتبر نباح الكلب نذير شؤم وتبوله في الكانون لدى أهل البوادييدل على هطول الأمطار ورؤية الغراب تعني موت أحد الأقارب.وإذا رفت عينك اليمنى فذلك يعني أن أحدهم يذكرك بخير، أما إذا رفت عينك اليسرى فيعني العكس تماما.
وفتح المظلة داخل البيت يجلب الشؤم والخراب لأهل البيت أما الضحك بكثرة فيعني أن اليوم الموالي سيكون مليئا بالأحزان.
يسرح الخيال بعيدا، يفتش في الذاكرة يبحث بين ثنايا الماضي وخبايا الحكاية, يتيه بين الخرافة والحقيقة , فيقف عند كل لقطة كانت واقعا وحاضرا وأصبحت ماضيا منسيا وجزءا من الذاكرة, هناك يسقط في دائرة السحر والشعوذة.
ويمكن أن يشمل ذلك شرائح اجتماعية مختلفة، من أميين ينقصهم الغذاء المعرفي، ودارسين يتغلب لديهم الجانب النفسي والروحي والعاطفي على العقل والمنطق.
لقد أضحت ظاهرة الشعوذة تفرض نفسها بقوة في المجتمع المغربي، فالمرأة تلجأ إليها بدافع الإيمان القوي بفعالية التبرك بالأضرحة وكرامات الأولياء، والثقة الزائدة في الطقوس التي تمارسها أغلبية النساء اللاجئات إلى ميدان الشعوذة وتعتبرها بابا أساسيا لتخطي مختلف المصاعب وحل الكثير من المشاكل الاجتماعية التي تعترض المرأة أثناء ممارسة حياتها اليومية.
لقد تحولت الشعوذة إلى جزء من الثقافة الشعبية، وبدأت تفرض نفسها حتى في الأوساط الاجتماعية الثرية، بعدما كانت حكرا على الفئات الفقيرة، وانتقلت من مرحلة الاستقبال، أي انتظار المشعوذ للزبائن في بيته، إلى مرحلة الاستقطاب، من خلال السعي لجلب الزبائن، عبر استعمال وسائل الاتصال الحديث من انترنيت وصحف وتلفزيون.
وفي غياب آليات فعالة لمحاربة هذه الممارسة، فإن ظاهرة زيارة الأضرحة والتبرك بها، تتفاقم يوما بعد يوم، بل تتطور أساليبها وطقوسها إلى درجة أنها أصبحت تقليدا اجتماعيا.
الخرافات والطقوس الغريبة والمقززة يعتقد بها رياضيون لتحقيق الفوز
تيرك ويندل
لنقولها صراحة، كان تيرك ويندل لاعب فريق نيويورك ميتس للبيسبول السابق مختل عقلياً بشكل كامل. فعلى سبيل المثال لا الحصر كانت قائمة أفعاله غريبة الأطوار تضم القفز على خطوط الملعب بينما يمشي إلى التلة، ويمضغ أعواد العرقسوس أثناء الركض، ويفرش أسنانه بين الجولات. أَضف إلى ذلك ارتدائه لعقد مزين بأسنان الحيوانات المفترسة التي كان يصطادها ويقتلها بنفسه.
ليوتو ماشيدا
من غير الواضح ما إذا كان ذلك عادة يومية لبطل يو إف سي لوزن خفيف الثقيل البرازيلي ليوتو ماشيدي، أم إن ذلك طقساً لتعذيب الذات. إذ يستهل معلم الشوتوكان كاراتيه ماشيدي يومه بشرب بوله الخاص. والأغرب أنه قد كشف أنه اكتسب هذه العادة المريبة من والده، والذي كان أيضاً معلماً للكاراتيه. ويؤمن المقاتل البالغ من العمر 31 عاماً أن البول فيه دواءً طبيعياً يطهر الجسم. يبدو ذلك مقززاً للغاية، ولكن ربما ماشيدي يعرف أكثر، وهو الذي لم يخسر حتى الآن أي جولة خلال مشواره الاحترافي في MMA .
جاسون غيامبي
لم تعد ضرباته بنفس قوتها في الأعوام الأخيرة، كان جاسون غيامبي لاعب فريق كلورادو روكي في سنواته الأولى بمثابة الكابوس للاعبي الفرق الأخرى. ولكن حتى في قمة تألقه كان غيامبي عرضة دائماً للفشل وكان لديه دائماً الحل الذهبي. كان اللاعب البالغ وزنه 110 كيلوغرامات يرتدي لباساً ذهبياً نسائياً خلال المباريات كلما تراجع مستواه. والغريب أن تلك الحيلة كانت تنجح دائماً في إنقاذه.
باتريك بوي
كان باتريك بوي أعظم حارس مرمى في تاريخ هوكي الجليد مؤمناً بالخرافات إيماناً راسخاً. لذلك قبل كل مباراة كان يتزلج إلى الخلف نحو مرماه ثم يستدير في اللحظة الأخيرة. وهو ما يعتقد تماماً أنه يجعل مرماه ينكمش. وخلال المباراة كان يجري حوارات مع القائمين والعارضة، ويشكرهم كثيراً عندما يرتد منهم القرص. وقد منحته تلك العلاقة الروحية مع مرماه لقب القديس باتريك إلى جانب ألقابه الرياضية غير المسبوقة.
وايد بوغز
هناك خط رفيع يفصل بين الخرافات والوسواس القهري وبين نظامه الصارم الذي حافظ عليه طوال مشواره كأحد أفضل لاعبي البيسبول في التاريخ. ارجع وايد بوغز نجاحه الاستثنائي دائماً لطقوسه اليومية التي رفض أن يغيرها أبداً. تضم تلك الطقوس تناول الدجاج قبل كل مباراة مما منحه لقب الرجل الدجاجة وبدء تدريبات التسديد في الساعة 5:17 بالضبط. أما تمرينات الجري فيجب أن تبدأ في الساعة 7:17.
جاسون تيري
يمكن أن يكون بسهولة أكثر لاعبي دوري كرة السلة الأميركي إيماناً بالخرافات. فلا يستطيع جاسون تيري لاعب فريق دالاس مافريك خوض أي مباراة قبل أن يلتهم وجبة دجاج، أما أثناء المباراة فيرتدي خمس أزواج من الجوارب. ولكن أغرب عاداته على الإطلاق هو ما يفعله أثناء نومه، فليلة أي مباراة ينام تيري مرتدياً الشورت الخاص بالفريق المنافس الذي سيلاقيه في الصباح.
سيرينا وليامز
تبدو سيرينا وليامز في أرضية الملعب دائماً بمظهر المرأة التي تهابها جميع اللاعبات. ولكن لاعبة التنس العظيمة تخاف كثيراً لو أخطأت في طقوسها الخاصة قبل أي مباراة. تبدأ الطقوس الغريبة بصندل الاستحمام الذي يجب أن تجلبه وليامز معها في كل الملاعب، ولابد أن تربط رباط حذائها بطريقة معينة. ثم تضرب الكرة على الأرض لخمس مرات في الإرسال الأول ومرتين في الإرسال الثاني. بل أن بطلة ويمبلدون لثلاث مرات لا يمكن أن تغير الجورب الذي ترتديه خلال أي بطولة. تؤمن وليامز بطقوسها إلى أقصى درجة، وترجع كل هزائمها لخطأ في تنفيذ الطقوس بشكل سليم.
كيفين رومبيرغ
كثيرون من عشاق لعبة البيسبول لا يذكرون جيداً أداء اللاعبكيفين رومبيرغ في فريق كليفلاند إنديانز خلال فترة الثمانينيات بقدر ما يذكرون معتقداته الغريبة. فطبقاً لكثير ممن زاملوه كان رومبيرغ لديه هوس غريب أن يلمس أي شخص يلمسه. وما أن انتشرت تلك المعلومة بين لاعبي الفرق الأخرى حتى تحولت حياته لجحيم، فقد كانوا فقط يلمسون كتفه ويركضون، ليتركوه في هلع شديد. ووصل الأمر أن أوقف حكماً مباراة نيويورك يانكيز مع كليفلاند، لأن لاعبي اليانكيز رفضوا التوقف عن لمس رومبيرغ.
بيورن بورغ
كان أسطورة التنس السويدي بيورن بورغ والملقب بالرجل الثلجي لا يؤمن بالحظ كثيراً، سوى على ملعب ويمبلدون. فكان يستعد له كل عام بإطلاق لحيته وارتداء نفس القميص ماركة فيلا . وقد ساعدته تلك التميمة على تحقيق إنجاز غير مسبوق بالفوز ببطولة ويمبلدون لخمس سنوات متتالية من 1976 وحتى 1980. والطريف أن إطلاق اللحية صار تميمة حظ لكثير من لاعبي البيسبول وكرة القدم الأميركية، ولكن أحدهم لم يستطع الوصول لمكانة الرجل الثلجي.
مايكل جوردان
حتى أعظم لاعب في تاريخ كرة السلة مايكل جوردان لم يكن يثق في قدراته وكان يعتمد على التشاؤم والتفاؤل. فطوال تاريخه في دوري كرة السلة الأميركية للمحترفين NBA ظل مايكل جوردان يرتدي الشورت الخاص بفريق جامعة كاليفورنيا تحت شورت شيكاغو بولز، معتقداً أنه يجلب الحظ السعيد. فقد كان لاعباً في فريق الجامعة وفاز ببطولة الجامعات في 1982، ولإخفاء تميمة الحظ ابتدع جوردان الشورتات الطويلة التي صارت موضة بعد ذلك في دوري NBA .
الخرافة وثقافة المجتمعات تنتشر بكافة أشكال المجتمعات
قصة طريفة تُرْوَى حول امرأة كانت دومًا تقطع ذيل السمكة ورأسها قبل وضعها بالفرن، فسألتها ابنتها: لماذا تفعلين هذا كلَّ مرة؟ قالت لها: تعلمت الطريقة من أمي، وحينما اتَّصلت بأمِّها لتسألها عن السبب بقطع أطراف السمكة لتردَّ على ابنتها بشكل مقنع، وجدت والدتها تضحك من خلف أسلاك الهاتف، وهي تخبرها أن السبب كان صِغَر حجم الفرن والصينية التي كانت تضع بها السمك!
غالبًا ما تنبع تصرُّفاتنا من اعتقاد راسخ يحرِّكها، والمعتقدات تتوارث أيضًا أحيانًا بشكل لا شعوري؛ فثقافة العيب التي كانت تحرِّك الناس بالماضي، تقابلها اليوم ثقافة الحرية والتساوي، وكلاهما لا يحقِّق الاستقرار والسعادة في الزواج.
الخرافة وثقافة المجتمعات تنتشر بكافة أشكال المجتمعات الغربية منها والعربية؛ لكن يفترض أن يقاوم المسلم الخرافة، ويعلي العقل الذي يفرقنا عن غيرنا من المخلوقات، والذي هو مناط التكليف أيضًا.
فَهْمُنا لثقافة مجتمعاتنا تعيننا أكثر على التعايُش معها، أو محاولة التمرُّد عليها ومقاومتها بحال كانت خرافة لا أساس لها، وفهمنا لثقافة أزواجنا تعيننا على التعامل معهم أيضًا وَفْقَها، وإيجاد طرق للتعامل بحكمة مع ما ينتج عن هذه الثقافات أو حتى الخرافات، لكن يبقى التحدِّي الأكبر حينما تكون الثقافة متباينة بين الزوجين، وقتها عليهما التحلِّي بقدر كبير عن التفهُّم للوصول معًا لأرضية واحدة.
والخرافات كانت موجودة حتى في عهد الصحابة - رضوان الله عليهم - لكنهم كانوا حريصين على البحث عن أصل تلك الخرافات، والسؤال عن صحتها؛ حتى لا تغلب العادة على العبادة والخرافة على العقل، ومنها ما كان يشيعه اليهود ثم قاموا بالرد عليها وفنَّدوها:
قال مجاهد: عرضتُ المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية وأسأله عنها، حتى انتهى إلى هذه الآية: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223]، فقال ابن عباس: إن هذا الحي من قريش كانوا يشرحون النساء بمكة، ويتلذَّذون بهنَّ مقبلات ومدبرات، فلمَّا قَدِموا المدينة تزوَّجوا الأنصار، فذهبوا ليفعلوا بهن كما كانوا يفعلون بالنساء بمكة، فأنكرن ذلك وقلن: هذا شيء لم نكن نؤتى عليه، فانتشر الحديث، حتى انتهى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله - تعالى ذكره - في ذلك: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}؛ إن شئت فمقبلة، وإن شئت فمدبرة، وإن شئت فبارِكة، وإنما يعني بذلك: موضع الولد للحرث، يقول: ائت الحرث من حيث شئت؛ رواه أبو داود، وصحَّحه الألباني.
سمع جابرًا يقول: كانت اليهود تقول: إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قُبُلها، كان الولد أحول، فنزلت: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223]؛ رواه مسلم عن جابر بن عبدالله.
ويبقى السؤال هل يدرك الناس ما يحرِّك سلوكهم ويكمن خلف ثقافتهم؟ وهل نستطيع أن نواجه أنفسنا لنخلص الثقافة من شوائب الخرافات التي لا أساس لها من الصحة، بل قد تكون سببًا من أسباب عدم الاستقرار الذي نعانيه؟
الخرافات.. ما هي وما مميزاتها ؟
الخرافات حكايات يتضح فيها دور البطل الذي يجاهد أو يكابد , ويقوم بسلسلة من المخاطرات حتى يستطيع بها تحقيق هدفه , وتدخل في الخرافات قوى خارقة غير مرئية كالعفاريت والجان والكائنات المسحورة .
الخرافات , حكايات بعية الوقوع أو مستحيلة بسبب عواملها التخيلية , وهذه هي أقدم نوع من الأدب , وهدفها نمو مخيلة الطفل وقدرتهم الذهنية ومساعدتهم على الإستفادة من التراث القديم , يقول ما كسيم غوركي : قدرة تخيل واضعي الخرافة أخبرتنا عن السجادة الطائرة قبل إكتشاف الطائرة بمئات السنين وأخبرتنا عن السرعة الفائقة في الفضاء , قبل إختراع القاطرة أو الدراجة النارية .
يحب الأطفال الخرافة , لأنها تحقق كثيرا من آمالهم ورغباتهم النفسية والجسمية في جو خيالي , فهم يجدون فيها إنتصار قوى الحق على الباطل كما أنهم يجدون فيها عجائب وغرائب وامثلة للصدق والتضحية والوفاء.
تقسم الخرافة إلى نوعين : العامية والجديدة .
الخرافة العامية تنقل بين الأقوام المختلفة منذ آماد بعيدة وانتقلت من جيل إلى آخر حتى وصلت إلينا , وبما إنها وجدت قبل إختراع الخط والكتابة , فهي تقص بالكلام , وانتقلت إلى مكان عن طريق الرواة والقوافل , وتغيرت حسب إحتياجات الناس الروحية والإجتماعية .
للخرافة العامية أسلوب خاص , وتعرف في بداية القصة , أبطالها , ثم يواجه الأبطال مشكلة , ثم تحل المشكلة بيد البطل المحبوب خلال حوادث متلاحقة , سريعة , ومن أهم خصائصها الأحداث والتكرار ووضوح الأبطال.
الخرافة الجديدة : قد وضع العديد من الكتاب انواعا من القصص على غرار الخرافة القديمة وأصبحت من روائع الأدب والفرق المهم بينها هو أن الخرافة الجديدة حاصل ذهن خلاق أبدعها , والمؤلف معروف , ولكن الخرافة القديمة وضعت تدريجيا عبرالأجيال والأزمان .
ميزات الخرافة
1- تكافئ الخير وإزالة الشر .
2- نهايتها سعيدة عادة .
3- جوها غير واقعي ولا يرتبط بالمكان والزمان , لأن أفكارها مستمدة من الأساطير والمعتقدات بين الشعوب , ويعيش بطلها في الماضي البعيد ويواصل حياته في الحاضر والمستقبل .
4- لا يطول الكلام فيها ولا يمل القارئ بتفاسير وتوضيحات لا فائدة فيها , بل الحوادث تكون متلاحقة سريعة .
5- التكرار من السمات الخاصة لقصص العوام ومنها الخرافية .
6- للأفراد الأصليين فيها ميزات واضحة وخاصة ومتشابهة مثلا سلوك النساء الجميلات طيب دائما , والفقراء طيبوا النفس , والأثرياء قساة القلوب .
7- تحمد الصفات والأخلاق العالية مثل التواضع والتضحية والشخاء والشجاعة وكرم النفس والمحبة ولا يغلب الظالم فيها أبدا .
8- ليس لها مؤلف خاص .
9- تعتمد الخرافة على الموجودات المجردة والسحرية الخارجية .
10- تبين الخرافة ,اضطهاد الشعوب والامم وشقائهم. ومن اهم وظائفها ,التغلب على المشاكل.
لظهور الخرافات والأساطير عدة أسباب ومن أهمها :
أولاً : أسباب دينية : وهذا هو المسبب الأكبر لكثير من الخرافات ,, حتى أن أكثر الديانات الأخرى غير الديانات السماوية أساسها خرافات مبتدعة أصبحت ديناً وآمن بها الملايين وبناء على الخرافة الأساسية لبداية الديانة تخرج بعدها خرافات أكثر وأكثر
ثانياً : أسباب اجتماعية : هذي راح اشرحها بمثال واضح ,, كلنا نعرف الأسطورة الخليجية أو السعودية اللي هي حمار القايلة الخرافة هذي سبب ظهورها ان أهالينا أول ما كانوا يبون الأطفال يلعبون في الشوارع في الظهريات ويبونهم يركدون في بيوتهم ,, لذلك اخترعوا هالخرافة لتخويف الأطفال ونجحت بشكل كبير أيام يا حمار القايلة متعقد منه
ثالثاً : جهل وفشل في تفسير الظواهر العلمية : وهذا واضح جداً , فلما يظهر شي غريب في مكان معين وعند الفشل في تفسيره تبدأ الأساطير والخرافات حول المسبب للظاهرة , لأن فطرة الإنسان بحاجة للفهم والمعرفة ,, فإذا ما عرف السبب الصحيح راح يخترع السبب الخاطئ ويؤمن به
رابعاً : القصص والحكايات والمبالغات : جزء كبير من أسباب انتشار الخرافات وظهورها هم المؤرخين والقصاصين ,, فظهر في رومانيا دراكولا ,, واللي كان أمير قاسي ومجرم وتحول في الروايات إلى احد أشهر شخصيات مصاصي الدماء في العالم ,, وعندنا جحا وأشعب وأبو دلامة ,, حيث ان أكثر النظريات تقول انها شخصيات موجودة لكنها مبالغ فيها ومضاف إليها ما ليس فيها
ولا ننسى العامل التجاري اللي يساعد على انتشار وبقاء الخرافة من حيث كتب الروايات والأفلام وغيرها


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.