- شباب يتجنّد لرفع مخلفات المسيرة جدد أمس الشارع الوهراني في مسيرة سلمية شارك فيها الآلاف من المتظاهرين مطلبه الرامي إلى تغيير النظام وحرية الاختيار ورفضه لعهدة خامسة، حيث شهدت مسيرة أمس خروج عائلات رفقة أبنائهم ونساء حوامل وأطفال وشباب وشيوخ من بينهم مثقفين ومحامين وممثلي الحركة الجمعوية الذين أبوا إلا أن يعبروا عن موقفهم ضد العهدة الخامسة . وشاركت في هذه التظاهرات الحاشدة مواكب السيارات والدراجات النارية التي رافقت المتظاهرين انطلاقا من تجمع المواطنين بعد صلاة الجمعة بساحة أول نوفمبر مرورا بشارعي الأمير عبد القادر والعربي بن مهيدي وصولا إلى مقر الولاية أين التقت حشود المحتجين القادمين من عدة مناطق في الساحة المقابلة لمدخل الولاية ورددوا شعارات سياسية وهتافات بصوت واحد «مكانش الخامسة نولوا لاباس»، «الجيش الشعب خاوة خاوة»، «الشعب يريد تغييرالنظام» وغيرها من العبارات. وما ميز الحراك الشعبي الذي دام اكثر من ثلات ساعات هو إنضمام طبقة المثقفين (...). وهذا ما وقفت عنده «الجمهورية» خلال تغطيتها للحدث، وهو ما أكده لنا السيد رابح لونيسي وهو بروفسور في التاريخ، قائلا «العهدة الخامسة ستؤدي بالجزائر إلى الهلاك وإلى الوراء أكثر فأكثر»، «فعلى السلطة أن تصغي لرسالة الشعب الجزائري». من جهته، أكد الاستاذ أوس محمد وهو نقابي متقاعد أن مشاركته جاءت لدعم الشباب لكي يحمل المشعل ويتحمل المسؤولية ولن يتأتى ذلك حسبه إلا بتحقيق ديمقراطية عميقة، مضيفا أن المسؤولين استغلوا شرعية المناصب لغلق الأبواب في وجه الشباب لكنهم خلال هذه المسيرات الهادئة أعطونا درسا في تنظيم وتأطير الحركات السلمية والتعامل الحضاري ولو استمعت السلطة لرغبتهم من الأول لما وصلنا إلى المسيرات(...). وصادفنا في هذه المسيرة الذي اتسمت بالهدوء الباحث في الشأن السياسي وهو الكاتب سعيد هادف الذي اعتبر الحراك الشعبي في تصريح ل «الجمهورية» بمثابة علاج للشارع الجزائري وخاصة للشباب الذي نظم بطريقة جد سلمية وحضارية وشيء لم يكن محسوبا ومتوقعا أن الشارع يقوده ويؤطره الشباب. أما الشعارات المرفوعة فهي تعبر عن مطالب مشروعة صبر الشباب على تحقيقها لمدة طويلة. هذا ولم يخرج الحراك الشعبي عن إطاره السلمي إلى غاية عودة المحتجين وسط المدينة مرورا على نهج جيش التحرير بواجهة البحر لإنهاء مسيرتهم بأسلوب جد راقٍ ومتميز بدليل أنهم لم يتركوا ورائهم مخلفات المسيرة حيث تم تجنيد شباب لجمع النفايات وقارورات المياه المعدنية التي تم توزيعها على المتظاهرين بمبادرة تطوعية لضمان سيرورة هذه الحركة التي ستبقى درسا في التحضّر والديمقراطية.