- استقالات تمس الأفسيو، البرلمان والمنتخبين المحليين مسّ، الحراك السياسي والشعبي الذي يعرفه الشارع الجزائري هذه الأيّام، عديد القطاعات وخلّف ردود أفعال متباينة في الأوساط السياسية والإعلامية والاقتصادية والمحليّة، حيث لجأت العديد من الشخصيات الوطنية والسياسية لرمي المنشفة والاستقالة من مناصبها رافضين للوضع السياسي السائد واختاروا الوقوف مع الشعب في مسيراته السلمية. ولعلّ أوّل المغادرين للساحة كان نائب الرئيس المدير العام لمنتدى رؤساء المؤسسات «الافسيو»، رجل الأعمال، اعمر بن اعمر، توازيا مع الأحداث السياسية التي تشهدها البلاد قبيل الانتخابات الرئاسية، وعرف منتدى رؤساء المؤسسات انسحاب عدد من الأعضاء البارزين بعد ان اجتمع 12 رجل أعمال من تنظيم كنفيدرالية منتدى رؤساء المؤسسات، لمناقشة الوضع الذي يعيشه «الأفسيو» في ظل التطورات السياسية الأخيرة التي تشهدها البلاد ليتبعه في نفس الاتجاه، ويعلن كل من رئيس شركة اليانس للتأمينات حسن خليفاتي، الى جانب الرئيس المدير العام لمجموعة سوجيميتال محمد أرزقي ابركا انسحابهم الفوري أو تعليق العضوية، وفي هذا الصدد، مؤكدا، في بيان مقتضب قائلا «أنا حسن خليفاتي عضو منتدى رؤساء المؤسسات منذ 17 سنة اعلن رسميا تعليق انتمائي الى منتدى رؤساء المؤسسات وقد سبق لي ان عبرت عن رفضي من خلال استقالتي من الهيئة التنفيذية منذ 2014 وعدم تجديد اشتراكي منذ 2017 «. استقالة منتخبين كما، قام، ستة منتخبين من حزب الأفلان ببلدية تيزي غنيف بتيزي وزو بإعلان إستقالتهم، رفضا لترشح الرئيس لعهدة جديدة، وقد أعلن المنتخبون، عن موقفهم، معتبرين، مسألة الترشح، مخالفة لإرادة الشعب، مؤكدين، على «التهميش الذي الذي اصابهم من قبل أعضاء المكتب». وقد جاءت استقالة ستة منتخبين من حزب الأفلان بعد الحراك الساسي الكبير والمسيرات السلمية. من جهته قدم باديس بوالودنين، عضو اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، إستقالته من عضوية اللجنة المركزية، وأعلن إلتحاقه بالحراك الشعبي ، هذا بعدما عبر عن رفضه لما وصفه ب «الخطاب الإستفزازي» و«غير المسؤول»، الذي خرج به معاذ بوشارب، منسق هيىة تسيير الحزب، تجاه الشعب . من جهته، أعلن، رئيس المجلس الشعبي البلدي، لأميزور، في ولاية بجاية، المحسوب على الحزب العتيد، في مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع بمواقع التواصل الإجتماعي، عن إستقالته من صفوف الحزب على خلفية موقف القيادة العامة المناهض للحراك الشعبي . فروخي وتازغارت ينسحبون من جهته، أعلن البرلماني والوزير الأسبق، سيد أحمد فروخي، استقالته من المجلس الشعبي الوطني ومن صفوف حزب جبهة التحرير الوطني، وربط فروخي في بيان له القرار بالحراك الشعبي الأخير مؤكدا أن التغيير يجب أن يتجسد بشكل منهجي، ضخم ، بهدوء وسلمي ، دون إمكانية التراجع، وتصدر فروخي الذي تقلد في وقت سابق وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، قائمة حزب جبهة التحرير الوطني بالعاصمة في تشريعيات ماي 2017. وهو نفس الاتجاه الذي ذهب نحوه، النائب البرلماني عن ولاية بجاية خالد تزاغارات، الذي أعلن استقالته من البرلمان، عبر صفحته الرسمية، كما أكّد، تضامنه مع الشعب الذي خرج في مسيرات سلمية، قائلا «قدمت إستقالتي من المجلس الشعبي الوطني لأكون مع الشعب في هذا الظرف الصعب الذي تمر به الجزائر «. قطاع الإعلام هو الآخر، اهتزّ على وقع استقالات لإعلاميين ورؤساء تحرير، احتجاجاً على سياسة التغطية للأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد. وقدّمت رئيسة تحرير القناة الإذاعية الثالثة الناطقة بالفرنسية، مريم عبدو، استقالتها من منصبها الصحافي، احتجاجاً على التعتيم على التظاهرات السلمية التي عرفتها عديد المدن والولايات عبر الوطن، وقالت عبدو في تدوينة نشرتها على صفحتها بموقع «فيسبوك»، «عندما نذكر صحافياً مسؤولاً عن هيئة تحرير، هذا يعني تقديم الخبر في وقته وبالشكل الذي تم، بموضوعية ودقة، وحين لا نمتلك الخبر نبذل المجهود اللازم لنحصل عليه، لكن ليس التعتيم على حدث بارز مثل مظاهرات 22 فيفري». وللسبب ذاته، أعلن مدير الأخبار بقناة البلاد، أنس جمعة، استقالته من القناة وتركه لمهنة الصحافة نهائياً، بعد شعوره بالحرج من عدم تغطية المظاهرة التي خرجت يوم الجمعة الماضي. وأضاف جمعة، أنه يبرئ كل الصحافيين والمراسلين ومالك القناة والمدير العام لمجمع البلاد، رافضاً أن يتم نعتهم بالجبن . من جهتها، قدمت، الصحفية، نادية مداسي، مقدمة الأخبار لكنال ألجيري .