- جهاز « سكانير متحرك»ّ ذو مقاييس عالمية يعالج الحاوية في 30 ثانية واجهت مؤسسة ميناء وهران المطلة على البحر الابيض المتوسط و التي تعتبر أحد أهم الموانئ على مستوى العالم في الميدانين التجاري و المواصلات البحرية عدة قضايا و أحداث لا سيما عام 2018 استدعت تدخل وزارة النقل و الاشغال العمومية و التي قامت بفتح تحقيقات في مجال التسيير وكذا على خلفية احتجاجات المسافرين المتكررة كان اهمها حادثة قضية اصطدام سفينة نقل المسافرين «طاسيلي 2» أثناء خروجها من الميناء و على متنها 1050 راكبا و اكثر من 300 مركبة و التي كادت أن تؤدي آنذاك إلى كارثة حقيقية أين تقرر على أثرها إنهاء مهام المدير العام السابق لهذه المؤسسة البحرية و إحالته على التقاعد إلى جانب توقيف اطارات مسيرة اضافة الى التحقيق الذي تم فتحه أيضا من قبل مصالح الامن بخصوص الشكوى التي أودعتها شركة استيراد و تصدير للمستلزمات الطبية تتعلق بتعرض عتاد جراحة الاسنان للسرقة من الميناء بعدما أقدم مجهولون على كسر قفل الحاوية قبل الاستيلاء عليها و التي كانت قيد الإجراءات الإدارية و الجمركية المعمول بها قبل استلامها ، ناهيك عن قضية 351 قنطار من مادة القمح اللين المستورد التي كانت على متن شاحنة نصف مقطورة خارجة من ميناء وهران نحو وجهات خارج الولاية و التي تم حجزها على اثر معلومات وردت إلى الفرقة الاقليمية للدرك الوطني لوادي تليلات بالتنسيق مع فضيلة الابحاث بوهران التي قامت بتتبعها و ترصدها ، إضافة إلى عملية السطو على كميات معتبرة من أكياس الفلفل الأسود التي سجلت أيضا بذات المؤسسة التجارية. و كان آخرها الفضيحة الكبرى التي تعد قضية أخرى من قضايا الفساد التي جرت الميناء الى التحقيق نهاية شهر ماي الماضي و التي تتعلق بحجز 701 كلغ من الكوكايين داخل علب اللحم المجمد المستورد المحمل على متن سفينة تجارية بميناء وهران اثبتت التحقيقات آنذاك أن مستغلها هو مستورد لحوم جزائري تم توقيفه بعدها مباشرة الى جانب متورطين آخرين ، علما بان هذه الباخرة « فيغا ماركوري « غادرت يوم الجمعة المنصرم ميناء وهران حسبما افاد به مدير الامن الداخلي للمؤسسة البحرية السيد حكيم مادوني بعدما تم الانتهاء من إجراءات رفع الحجز تبعا لأمر وكيل الجمهورية لدى محكمة وهران الذي وجهه إلى السلطات الأمنية و الجمركية العاملة بهذه المؤسسة البحرية ، مع الإشارة إلى أن هذه الباخرة الحاملة للراية الليبيرية و التابعة لشركة «ام أس سي « الموجود مقرها في ألمانيا تم حجزها على ذمة التحقيق في هذه القضية بأمر من محكمة سيدي محمد بالجزائر العاصمة نهاية ماي 2018 . 6 كاميرات مراقبة جديدة قبل حلول موسم الاصطياف ورغم هذه التجاوزات التي تم تسجيلها بميناء وهران و التي تستدعي تعزيزه و دعمه بتجهيزات أمنية ذات مقاييس عالمية لا زال بانتظار تجسيد مشروع جديد هو قيد الإجراءات الإدارية يتعلق بأجهزة رادارات بحرية «في تي ام اي أس « وكاميرات لتامين هذه المؤسسة بالتنسيق مع امن الميناء و القيادة البحرية و خفر السواحل لضمان اليقظة و مراقبة كامل محيط المؤسسة البحرية بمختلف مداخلها و مناطق رسو البواخر و الأرصفة ، علما بان المدير العام لمؤسسة ميناء وهران و مدير الامن الداخلي صرحا بان المؤسسة تدعمت لحد الأن بجهاز «سكانير متحرك» شهر افريل المنصرم والذي يعتبر حسبهم من احدث التجهيزات يسمح بتطوير خدمة المراقبة بالميناء الذي يعرف حركة نشاط تجاري كبير و هو يوافق المعايير الدولية المتعامل بها في التامين البحري حيث يسمح بمعالجة 125 حاوية في ظرف نصف ساعة بمعدل حاوية في مدة 30 ثانية بتقنية «صورة 3 د« تم وضعه تحت تصرف مصالح الجمارك على مستوى نهائي الحاويات . و أوضح في هذا الإطار السيد مادوني عبد الحكيم بأنهم لجأوا إلى هذا النوع من التجهيزات باعتبارها جد ضرورية بمؤسسة ميناء وهران و التي من شانها أن تسمح باكتشاف التجاوزات التجارية و تفادي أي خروقات قانونية ، منوها إلى أن الميناء به 50 كاميرا هذا الى جانب احتوائه على 9 أجهزة «سكانير» من بينها 8 اجهزة للمسافرين و أخرى بنهائي الحاويات ، اضافة إلى الإجراءات الأمنية التي اتخذتها مصالحه لتامين مداخل الميناء الثلاثة المؤمنة و المراقبة لدى الدخول و الخروج و كذا مدخلي ميناء الصيد و حتى مدخل القطار إضافة إلى مراقبة الشاحنات من خلال» المرآة» التي تم وضعا و التي من شانها ان تسهل من مهام أعوان الأمن في المراقبة و هذا كله حرصا على ضمان اليقظة الدائمة في الميناء التجاري ، الصيد ، الترفيه و المسافرين و من خلالها ضمان امن و تأمين المؤسسة البحرية التي تعرف حركة اقتصادية كبيرة على مدار السنة من خلال نشاطاتها الدائمة و المتواصلة جعلتها حسبه تضاهي موانىء كبرى الدول ، هذا دون ان ننسى إشارته أيضا إلى 6 كاميرات جديدة التي سيتدعم بها الميناء قبل حلول موسم الاصطياف القادم و التي ستسمح بدورها بضمان المراقبة الجيدة للبضائع و المسافرين . لجنة مختلطة تجتمع كل 3 أشهر لتقييم الوضع الأمني و نوه مدير الأمن الداخلي بان الجانب الأمني لا يرتكز فقط على المحيط فحسب بل حتى ما تعلق بالأحواض و البواخر و الشركات التي تنشط داخل الميناء ، و أكد إلى أن هناك لجنة مختلطة على رأسها مدير الأمن و الشرطة و خفر السواحل و الجمارك التي تعمل على التفتيش و المراقبة الدورية لضمان أمن و تأمين المؤسسة البحرية و كذا الشركات التي تتواجد بداخلها و هذا في شتى الجوانب سواء من حيث التجهيزات على غرار اجهزة المراقبة و التحذير و حتى الإنارة و أجهزة إطفاء الحرائق و غيرها ، علما بان هذه اللجنة تجتمع كل ثلاثة أشهر من اجل تقييم الوضع الأمني و تحديد اطر التدخل لتدارك النقائص بغية وضع حد لأي تجاوز و ضمان المراقبة الجيدة و صرح في ذات السياق بأنهم لم يسجلوا أي حالة هجرة غير شرعية من الميناء أيضا . اندماج العلاقات بين هياكل الميناء وتكوين الموارد البشرية ومن جهة أخرى صرح المدير العام لمؤسسة ميناء وهران السيد كوربة مخطار بانه في إطار عصرنة ميناء وهران و ضمان ديناميكية هذا القطاع الحساس وجدوا أنفسهم أمام تحديات كبرى استدعت اندماج العلاقات بين مختلف هياكله و تطويرها من خلال التركيز على الموارد البشرية حتى تحتكم المؤسسة على يد عاملة مؤهلة من ابسط عامل الى المهندسين و كذا ما تعلق بحداثة التجهيزات التي تسمح بتوفير الأمن و التامين حتى تكون متوافقة أيضا مع حركة المرور العالمية ، مؤكدا بأنهم اعتمدوا في إستراتيجية تسيير هذه المؤسسة البحرية الهامة منذ تنصيبه على رأسها على التنسيق بين مختلف الفاعلين لا سيما بين المصالح التقنية و مصلحة الاستغلال حتى يكون عملها أكثر فعالية لا سيما و ان التجهيز وحده غير كاف لان مفتاح الأداء الجيد حسبه يبقى أساسه الموارد البشرية المكونة و المؤهلة مع الاعتماد على الوسائل التكنولوجية الحديثة لتكون لديهم نظرة شاملة في مجال التسيير او التدخل التقني و حتى تصبح المؤسسة قادرة على رفع التحدي في إطار تنافسي . «توسيالي» تبرم اتفاقية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لتصدير 500 ألف طن من الحديد والصلب سنويا عبر ميناء وهران و بالنسبة للحركة الاقتصادية الهامة التي يعرفها ميناء وهران أشار المدير العام السيد كوربة مخطار الى النشاط التجاري الذي عرفت توسعا نحو مجال التصدير اثر الاتفاقيات التي أبرمتها مؤسسة الحديد و الصلب» توسيالي» مع الولاياتالمتحدةالامريكية لتصدير 500000 طن من الحديد و الصلب في السنة مع العلم بانها قامت نهاية ديسمبر المنصرم بتصدير 10000 طن كمرحلة اولى ناهيك عن الاتفاقية الأخرى الخاصة بتصدير الاسمنت من قبل مؤسسة» لافارج «الفرنسية . إضافة إلى ذلك أوضح بان حجم النشاط التجاري بلغ 8463313 طنا خلال العام المنصرم بتراجع بنسبة 1 بالمائة مقارنة ب 2017 يمثل 59630 طن أرجعت إلى الانخفاض في كتلة الحبوب الصلبة و السلع السائبة هذا في الوقت الذي سجلت فيه مختلف البضائع و السلع الأخرى ارتفاعا هاما ب 205726 طنا بزيادة تقدر ب 10 بالمائة مقارنة بسنة 2017 . و في مجال المواصلات البحرية للمسافرين سجلت المؤسسة ارتفاعا ب 23396 مسافر بنسبة 12 بالمائة حسب إحصائيات 2018 أما فيما يتعلق بنقل المركبات فقد شهدت انخفاضا ب 24 بالمائة بما يعادل 23582 مركبة . استلام مشروع نهائي الحاويات نهاية السداسي الأول و بخصوص الحركة التجارية و عصرنة ميناء وهران أوضح السيد كوربة مخطار بان هذه المؤسسة الاقتصادية البحرية عرفت عدة مشاريع للتوسعة على غرار رصيفي «كوناكري» و «السينغال» اللذان تم استلامهما خلال الأشهر المنصرمة في انتظار تسليم مشروع نهائي الحاويات الذي يعد جد هام لا سيما و انه سيساهم بشكل كبير في تطوير و تنمية نشاط ميناء وهران ليصبح قطبا تجاريا بامتياز علما بان نسبة تقدم أشغال التوسعة قد تجاوزت ال 80 بالمائة على ان يسلم نهائيا نهاية السداسي الأول للعام الجاري كأقصى تقدير حيث تتمثل طبيعة الأشغال في إعادة تعبئة المياه على مساحة 16,5 هكتار لتصل المساحة الإجمالية إلى حوالي 24 هكتار مع انجاز رصيف يمتد على طول 460 متر و عمق اقل من 14 متر و هذا وفق المعايير الدولية المعمول بها على مستوى حوض البحر الأبيض المتوسط ، مع الإشارة إلى أن التوسعة ستمكن من استقبال بواخر ذات الحجم الكبير ذات حمولة تتراوح بين 4 آلاف و 6 آلاف حاوية و معالجة 500 ألف حاوية سنويا كمرحلة أولى على أن ترتفع تدريجيا الى مليون حاوية سنويا .