تداولت بعض الأوساط الإعلامية، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، عن تعيينات قام بها بعض الوزراء في بعض الهيئات والمؤسسات الثقافية والرياضية والسياحية، وهذا في وقت لم تتضح معالم التشكيلة الحكومية الجديدة، التي وعد الوزير الأول الجديد نور الدين بدوي، بالإعلان عنها لتقود المرحلة الجديدة التي تعرفها الجزائر. حيث ذكرت هذه الأوساط عن تعيين وزير الثقافة عزالدين ميهوبي، مسؤولين وإحداث سلسلة من التغييرات المفاجئة والتي لم يفصح عنها حتى إعلاميا، الأمر الذي أثار شكوك المتابعين، الذين اعتبروا هذه الخطوة مريبة ومن شأنها زيادة الاحتقان لدى ملايين الجزائريين، الذين خرجوا في مختلف ولايات الوطن، للتنديد بالفساد والمحاباة وتفشي الرشوة والحقرة والمحسوبية. وقد أفادت صفحة وزارة الثقافة على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، عن تنصيب نبيلة رزايق مديرة تطوير الفنون وترقيتها خلفا للسيدة زهية بن شيخ، التي طلبت إعفاءها من هذا المنصب؛ كما تم تنصيب عبد القادر بن دعماش مديرا للوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافيAARC ، وأضاف بيان الوزارة أن إجراءات التعيين قد لقيت الموافقة من قبل الهيئات المعنية شهر جانفي 2019 .مع العلم أن نبيلة رزايق شغلت منصب نائب مدير بوزارة الثقافة وعملت في مجال السينما بالوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي .كما شغل عبد القادر بن دعماش مناصب إدارية عديدة ويترأس المجلس الوطني للفنون والآداب قبل تعيينه يوم أمس على رأس AARC، هذا المنصب الذي ظل شاغرا لأكثر من أربع سنوات . كما تم تعيين مراد بن شيخ مديرا لمسرح عين البيضاء ( ولاية أم البواقي ) والسيد أحمد خوصة مديرا لمسرح بسكرة. هذه التعيينات أثارت تساؤلات كثيرة عن توقيتها والفائدة المرجوة منها، ولماذا لم يعلن عنها سابقا قبل انطلاق الحراك، ما دفع البعض منهم إلى اعتبارها غير بريئة وممكن تكون محسوبة على الجهة التي عينتهم، وأن الغرض منها استمرار النفوذ وبقاء مصالحهم قائمة مع بقاء هذه الوجوه التي تم تعيينها في هذه المناصب، وقد جاءت هذه الترقيات في وقت يشهد قطاع الثقافة العديد من الاحتجاجات والتذمر والصراعات، بسبب تماطل الوصاية في حلّها، منها بالخصوص قضية دار الثقافة في وهران، وصراع اتحاد الكتاب مع الوزارة، وتغيير المدير العام السابق لأوندا لخضر بن تركي بسبب مشاكل بينه وبين الوزير عزالدين ميهوبي، دون أن ننسى تراجعت مستوى الإنتاج والإبداع الثقافي وتقليص ميزانية القطاع، وفضائح مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، وحتى قضية عمال رياض الفتح.. إلخ.. وبالتالي فالسؤال يبقى مطروحا لماذا أجريت هذه التغييرات في وقت يسعى الوزير الأول نورالدين بدوي إلى تشكيل حكومة جديدة، مهمتها تسيير المرحلة الانتقالية والتخفيف من معاناة المواطن ومحاربة الفساد وإعادة الثقة للجزائريين الذين سئموا من هذه السلوكات البالية والقديمة..