لقد نجح الحراك الشعبي السلمي في إعطاء صورة مشرفة عن الشعب للعالم الذي وقف منبهرا ينظر إلى المسيرات المليونية باحترام وإعجاب لما تميزت به من سلوك حضاري وخلق رفيع وتضامن وتكافل بين كل فئات المجتمع وخلوها من العنف اللفظي والمادي فلا شتم ولا سب ولا كسر ولا تخريب للممتلكات رغم كثرة المشاركين وازدحام الشوارع والساحات بهم على مدى سبع جمعات متتالية مما يؤكد نضج الشعب الجزائري وتشبعه بقيم الديمقراطية القائمة على السلم والأمن والحوار والتعبير عن الرأي دون عنف أو تطرف. إن هذه الروح الجديدة المندفعة والخلاقة التي بثت الحياة في المجتمع الجزائري وغيرت سلوكه فصار أكثرا تنظيما وانضباطا مع إصراره على تحقيق مطالبه السياسية كاملة غير منقوصة فهذه الحركة الشعبية العظيمة لملايين المواطنين يجب أن تستمر وتتوسع لتشمل مختلف القطاعات ولا تقتصر على المظاهرات التي تبقى محدودة في الزمان والمكان مهما طالت وامتدت فعلينا أن نتعلم منها قوة التنظيم والعمل والصبر وحسن الأدب فنرتقي في حياتنا اليومية ونتصرف بأدب وحكمة ونعمل بشكل جماعي فنوحد جهودنا لبناء وطننا ونجعل من هذا الحراك الشعبي الرائع بوصلة لتحديد مسارنا نحو مستقبل أفضل لبلادنا لنعيش إخوة متحابين ومتعاونين في ظل دولة قوية ومحترمة ننعم فيها بالحرية والعيش الكريم.