الحراك الشعبي السلمي مدهش وعجيب في تحركاته عبر مسيراته المليونية في الطرق والشوارع والساحات العمومية وبالملايين من كل فئات المجتمع في نظام محكم دون خلل حتى الحوادث العرضية كالازدحام والتدافع والسقوط لم تقع فأن كل فرد قد حدد له دوره ومكانه مسبقا وقد اختفت كل الفوارق الجهوية والحزبية والسياسية وقد جمع بينها شعار (خاوة ,خاوة ) الذي جمع بين أفراد الشعب الجزائري خلال الثورة التي وحدت صفوفه كقوة واحدة لمواجهة الاستعمار لكن بمجرد استرجاع الاستقلال همش الشعب وأعيد إحياء النعرة الجهوية و النزعة العروشية التي كان الاستعمار يغذيها وينميها من جديد خاصة خلال الانتخابات التي كانت تجري في ظل الحزب الواحد لقد استرجع الشعب الجزائري شخصيته المتميزة وقوته وهيبته ونهض من جديد ليثبت وجوده المادي والمعنوي وعاد التلاحم بين كل مكوناته وقد أحسنت المؤسسة صنعا بانحيازها للشعب باعتبارها جزء هام منه تضم خيرة أبنائه حماة الوطن وصناع مجده لقد خوفونا من المستقبل ونشروا اليأس في أبنائنا وجعلوهم يلقون بأنفسهم في البحر ليكون طعما لأسماكه لكن ثقتنا في أنفسنا وبلدنا وحبنا لوطننا كانت أكبر فرحنا نردد من جديد ((جزائرنا يا بلاد الجدود.