تقول العرب قديما عندما يبلغ الأمر حدا لا يطاق " بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى ( *)" فكانوا يضربون المثل بالسيل "الماء" لوفرته ونحن نتمنى أن يبلغ الماء الوادي قبل الروابي ... قلت هذا وأنا أتابع أحد المسؤولين عن الرياح عفوا المياه وهو يتشدق مباشرة على الهوى بدل الهواء في إذاعتنا مشكورة التى قدمته للمستمعين وخاصة العطشى مثلي وكان يعد بإطلاق الماء خلال أربع وعشرين ساعة خاصة وأنه قال وبعظمة لسانه أنهم اجتمعوا بسيادة الوالي وأن هذا الأخير أعطى لهم تعليمات صارمة من اجل التكفل بتوزيع الماء وبحصص معروفة ووفق رزنامة زمنية محددة تقرأ على أمواج الاذاعة وتنشر على صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية والجدران...و و و إلخ... كان هذا الكلام منذ أكثر من 10 ايام ( 25 ماي 2012 ) ومنذ ذلك التاريخ ، فلا رزنامة وصلت الى مسامعنا ولا الماء وصل حنفياتنا هكذا نتعامل مع الحالات الطارئة ؟ كان الأمر فيه ضحك على الأذقان والمؤسف هو إدخال والي الولاية في هذه المعادلة... لنطرح السؤال، هل الوالي فعلا اجتمع بهم و أعطى تعليماته... وهل الوالي فعلا يتابع ما يجري؟ فإن كان كذلك، فأين الماء؟ تصوروا في أحياء مثل "الساميزو" أكثر من 20 ألف نسمة أولادهم ذهبوا لامتحان شهادة الخامسة والبكالوريا بدون حمام "دوش"؟ نعم ياسيادة الوالي ...لقد ضحكوا منك إن كنت لا تدري وإن كنت تدري فتلك المصيبة ... يا سيد الوالي لقد استغثنا بك وفي هذا الموقع من أجل الماء فقط لا نقول الإنارة ولا الزبالة، الماء الماء... فعليك أن تحدد موقعك فنحن لا نقدر على جلب الصهاريج مقابل 500 دينار فيها نسبة للمتواطئين ولا يقدر ابناؤنا على حمل الدلاء يوميا والبحث في الشوارع أو الذهاب لنافورة الولاية . نقول عيب أن نستنجد في المرة القادمة بفخامة رئيس الجمهورية وحينها سنترفع ونرفع مستوانا ، فلا نقول له ينقصنا الماء أو...ولكن سنقول له ينقصنا مسؤول يقدر المسؤولية ويحس بنا....انتهى (*)الزُّبَى : جمع الزُّبْيَةُ ، أي الرَّابيةُ لا يعلوها الماءُ