الوجوه الورقية تبكي أشجارها التربة غُمّ شهيقها كُتم فيها النفس في مرتع الهشيم والزهير المرتبك المدن الواجمة العاقة غارقة في القوافل التائهة تحتفي بقليل من الوهم والوعود الموقوتة المصطفة في خط الزلازل أين يتدحرج الكلام ينهش صمتنا الأزلي يخلف خدوشا حفرا ونتوءات تزدحم فينا المسافات والضجيج العابر للقارات المحمل بأقمار لا تضيء وشموسا لا دفء فيها وسحبا لا خراج لها هنا الإشارات الغامضة الإشارات الضائعة الإشارات الهائمة الإشارات المتأهبة الإشارات المنسية الإشارات المنسوفة الإشارات الواهنة الإشارات المحجوبة الإشارات السجينة الإشارات الصدئة الإشارات الدامية تنام على حواف مدينة تناساها أهلها غصّ الضجيج نزف الكلام ملامح وأشباحا تيتم الصراخ تآلفت الولائم والمآتم تلوّت القلوب على شبه نبض يتشبث بأبواب موصدة أغرقت مفاتيحها في عين الغول الوجوه مغلقة لا فجوة للنور فيها حتى الغياب غاب من قال أن صفاء الماء أبدي وعين السماء ساهرة على راحتنا والنوم لا ينام جاهز بكل أسلحته وعتاده ولا من يتجرأ حتى على السؤال وتفكيك رموز المهزلة لا فوق ولا تحت وما بينهما غبار في غبار تتطاول الأنفاس تسرق الريح الهاربة وما اشتعل من الأسرار نار ملتهبة من يعبر كل هذا الفراغ يعد الحواجز يتحسس القلاع يعطي للصمت لونا وإسما.