أنا فنان مسرحي وباحث في التراث و شاعر أمازيغي من عاصمة" الطاسيلي" بنازچر مدينة " چانت" العريقة والثرية بالتراث المادي واللامادي، .." جانت "المعروفة بثقافاتها المختلفة عبر القرون والأزمنة، و ما قبل التاريخ في العصر الحجري، وبفضل المؤرخين لم يندثر هذا الإرث العبق للمدينة التاريخية،ولولاهم لما تمكنا اليوم من الوصول إليه واستعادة كنوز الأجداد وربط الثقافات بين الجيل القديم والحاضر وفي المستقبل، نحن اليوم ومن خلال الحراك الشعبي نطمح إلى تعزيز جسر المواصلة وإعادة الاعتبار لأبناء الطاسيلي الموهوبين والمبدعين . و أهم شيء نتحدث عنه ونحن في هذه المرحلة التاريخية الهامة هو مشكل المسرح بهذه المدينة التي باتت تضم اليوم 7 فرق شبانية ذات طاقات خارقة، ويتعلق الأمر بفرقة " تادمايت" للمسرح ، فرقة "إزلمان " ، "إيمولا للمسرح"، فرقة " دوغيا "، وفرقة " مهرج إفري " و أيضا فرقة " مسرح تين هينان : و أخيرا فرقة " مسرح الكشاف". هذه الفرق لو لم تكن الإرادة الشبانية وعزيمة الأشخاص، لما اجتمعت كل هذه الفنون والإبداعات .. هذه الفرق هي من تستطيع الإجابة على أسئلة السياسيين الذين غاصوا في أعماق الظلام ولم يتمكنوا من إيجاد الألغاز المتبقية في حياتهم ، ..هذه الفرق هي من تحمل كل ما لم يتوقعه المهاجر والسائح و الزائر وحتى الباحث، . فرق شبانية تحدوا الطبيعة بقساوتها وبكل زمان ومكان ، وهم اليوم يطالبون في هذا الحراك الشعبي بتغيير واقعهم ودعمهم والاهتمام بهم ..ينادون بحقوقهم كأبناء لهذا الوطن ولا يرضون بغير الحق والحرية. والمفلت للانتباه أنه لا توجد فضاءات ولا مساحات من أجل التدريبات وتقديم العروض المسرحية ، ورغم هذا لم تترك مدينتها ومنطقتها، بل اتخذت من الهواء الطلق فضاء لممارسة نشاطاتها ، علما أنه توجد بوسط المدينة قاعة " التاسيلي" التي تقدم أحيانا بعض النشاطات الترفيهية أمام المواطنين، لكن القاعة غير مهيأة وتفتقر لأدنى شروط المشاهدة والعرض ، لدرجة أن الجمهور لا يرى جيدا ملامح المنشط أو الفنان ، أما مسرح الهواء الطلق المتواجد بحي " زلواز " ، فلم يفتح أبوابه ولا مرة منذ إنجازه قبل 5 سنوات ... نعم .. !!، أنا اليوم أتحدث و أكتب وفؤادي يدمع قطرات من الدم ، فالمسؤول بمدينتي هو العبقري الأعمى الذي يشم رائحة المال، ويتقن التصرف به لتعبئة رصيده الشخصي. وفي الأخير أشكر عميد المسرح " ملالي بيلال " الذي بدأ مسيرته المسرحية منذ السبعينات في الكشافة الإسلامية، وبفضله أصبحت ممثلا مسرحيا وصرت أكثر انسجاما في عالم التمثيل بعدما كنت شاعرا و فنانا تشكيليا.. أنا أحدثكم عن الرجل الأزرق الذي يستحيي حتى من نفسه .. ! ما أحلاك يا أنت الذي تريد معرفة عنه الكثير وعن بيئته ..