زلزل حراك الجمعة الحادية عشر بعد صلاة الظهر ساحة الشهيد أحمد زيانة وسط المدينة التي شهدت أمس توافد حشود كبيرة من المتظاهرين الذين أبوا إلا ان تتواصل مسيرتهم السليمة الداعية لرحيل النظام ومحاسبة رؤوس الفساد الى غاية تحقيق المطالب الشعبية الرافضة لحكم العصايات . واختار الوهرانيون للجمعة الثانية على التوالي التجمع بمحور الدوران المحاذي لجسر زبانة لتوحيد صفوفهم والمطالبة بصوت واحد برحيل المسؤولين دون استثناء وعلى وقع الشعارات الموحدة التي دوت الساحة عبر المكبر الصوتي الذي نصب بحائط ثانوية العقيد لطفي وجه شباب الحركات رسالة ضمنية للفريق قايد صالح قائد أركان الجيش الشعبي الوطني بعبارات لها معنى وتفسير بعدم الرضا بكيفية. تعامل المؤسسة العسكرية مع الوضع للسياسي الراهن وهو ما تجسد في قولهم «ياقايد صالح مراناش ملاح» « لا نقاش لا حوار الرحيل هو القرار»» لا انتخابات تحت سلطة العصابات» «ياقائد الأركان سلم السلطة للشعب» « يانيابة ياقضاة حاكموا العصابات»و»الشعب يريد محاكمة بدوي والسعيد» «ديتوا حداد زيدوا السعيد للحراش» كما ردد المواطنون بنبرة غضب على عدم محاكمة المطلوبين من طرف الشعب شعارات تتهم كل من يقف وراء حماية رؤوس الفساد من مقصلة الحساب بهتافات تقول « وين راكي ياعدالة والفساد داير حالة» الحكومة خيانة والأدلة باينة « كما كان للوزراء الذين تعاقبوا على الحكومات تصيبا مهما من شعرات المتداولة في مسيرة الجمعة الأخيرة من شعبان التي وضعت وزراء ومسؤولين في قفص الاتهام وعلى رأسهم الوزير الأول السابق أحمد اويحى و ووزير الأمن الوطني السابق عبد الغاني الهامل وجميع الوزراء الذين تداولوا على حكومة اويحى وحاليين من حكومة بدوي حيث هتفوا بعد تجمعهم بالقرب من تمثال الشهيد أحمد زبانة مرددين «وزراء شياتين ويقولوا وطنيين «حقارين وسراقين وبياعين الكوكايين» «قولونا يافاسيدين ألف مليار راحت وين كليتوها ياخداعين « «بكيتو الوالدين لي ماتوا أولادهم حراقين « « كلمة وحدة في ميدان ديقاج أفلان» «ياعصابة يا طغاة في بلادنا كاين الحماة « كما حضرت صور شهداء ثورة التحرير بقوة مرفوقة بلافتات مكتوب عليها « بن مهيدي وبن باديس لاروسيا ولا باريس» « زبانة وسي حواس من حركى مراناش لاباس» « ياديدوش ياعميروش حكمونا لي ما يسووش» «صامدون صامدون لحكومة بدوي وبن صالح رافضون» وغيرها من العبارات التي كانت منتشرة بقوة على غرار الراية الوطنية كما دوى على مسامع المتظاهرين النشيد الوطني و أغاني وطنية تدعو للحرية والتحرر من العبودية وأراد أيضا رواد الحراك الشعبي أن تكون أيضا جمعة الأمس مميزة من خلال اطلاق»تيفو»عملاق من احدئ العمارات لصورة فنية معبرة رسمها متطوعون تحمل معاني ورسالة وجهها الشباب الى السلطة الحاكمة توضح الغموض الذي يخيّم على البلاد وحمل الصورة التي جسدت لشخصين منبوذين من طرف الشعب وهما السعيد وايحى وتركوا الرأس الثالث مجهولا في إشارة لخيانة أخرى لم يكشف عن هويتها وتحت هذه الرؤوس رسم فنانو الحراك بدلة عسكرية ومسيرة شعبية ولقيت هذا الشعار العملاق تجاوبا كبيرا من طرف المتظاهرين كونه يعبر عن ما يجول داخل كل جزائري من حيرة وقلق وتخوف من مستقبل مجهول.