لنعمل معا في شهر رمضان بميزان «.. وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ..» (سورة الأنفال، من الآية: 46)، تذكروا وتأملوا يا أبناء وبنات أمة الوحدة.. والتوحيد.. ما حصل وما يحصل في العراق وسوريا وليبيا واليمن ومصر وتونس، من تنازع ومزالق وتناحر.. وصدام وختام.. وهنا ؟ ! علامة الاستفهام تعانق علامة التعجب.. بلا قيود ولا حدود، لكن كما يقال إذا عرف السبب بطل العجب. إن كل واحد من أمة الوئام والوسطية والاجتهاد يقرأ قول الله (عز وجل): «وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ» (سورة الأنفال، الآية: 46).. أي وعليكم بطاعة الله تعالى، ورسوله (صلى الله عليه وسلم) بامتثال الأمر واجتناب النهي ولا تختلفوا.. فتضعف قوتكم، وتذهب هيبتكم، ويفوتكم الظفر وتحرموا النصر، وعليكم بالصبر على المكاره والتحمل عند الشدائد، فإن الله يؤيد الصابرين بعونه ويقويهم بتأييده ويكرمهم بنصره، وفي الآية إن الطاعة والجماعة سبب للقوة، وطريق للفوز والنصر وأن الخلاف والوهن، سبب للفشل والهزيمة، وهذا ما يضمن مواجهة الأعداء والانتصار عليهم من جهة، ومحاسبة الذات والانتصار على الهوى وعناصر الاستبداد من جهة أخرى. هناك صراع مرعب بين أبناء الأمة الإسلامية صراع بين كرسي الحكم وكرسي العلم.. أي بين حجة السلطة وسلطة الحجة على حساب التعاون والتكامل والتفاعل، ولحساب الإقصاء والوصاية والهيمنة، إنه صراع «المذاهب والمكسب والمناصب.. في زمن الخطر الخارجي المدمّر.. والخطر الداخلي الملغّم وهنا (؟ !) مفترق الطرق. وتأملوا وتدبروا يا أصحاب المناصب والذكر والفكر، قول الله (عز وجل): «وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ» (سورة المؤمنون، الآية: 52).